عقاقير جديدة لقلوب مرضى السكري

للأشخاص المتعرضين لأعلى المخاطر الصحية

عقاقير جديدة لقلوب مرضى السكري
TT

عقاقير جديدة لقلوب مرضى السكري

عقاقير جديدة لقلوب مرضى السكري


يستفيد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من هذه الأدوية باهظة التكلفة.
- مخاطر السكري
إن كنت من جنس النساء وتعانين من مرض السكري، فإن مخاطر الإصابة بأمراض القلب هي أربعة أضعاف نفس المخاطر للنساء غير المصابات بمرض السكري. وهذا يعني أن حماية صحة القلب لا بد أن يكون على رأس أولوياتك.
يبدأ الأمر بمحاولة اعتماد تغيير جدي في نمط الحياة الصحية لديك. لكن إن كان لديك تاريخ من الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو كنت معرضة للمخاطر الصيحة لأسباب أخرى، فربما يقترح طبيبك الخاص اعتماد علاج لمرض السكري مع بعض الفوائد الإضافية.
يمكن للنساء وأطبائهن الاختيار بين مجموعة من العقاقير الجديدة التي قد تقلل مخاطر القلب ذات الصلة بمرض السكري. يقول الدكتور ديفيد ناثان، مدير مركز السكري والأبحاث الإكلينيكية لدى مستشفى ماساتشوستس العام وأستاذ الطب في جامعة هارفارد: «بدأنا اليوم محاولة (تخصيص) أو (شخصنة) الطب الوقائي للأفراد، إذ نستعين بمجموعات فرعية معينة من المرضى - مثل أولئك الذين لديهم تاريخ من الإصابة السابقة بالسكتات الدماغية أو النوبات القلبية أو قصور القلب - ثم توجيههم لاعتماد عقاقير محددة بناء على البيانات الجديدة».
السكري والقلب
من المثير للاهتمام، أنه جرى اكتشاف أن مرض السكري قد يسبب المشاكل ذات الصلة بأمراض القلب، وهو الاكتشاف الذي مهد الطريق للكثير من العقاقير الجديدة التي يُعتقد بمقدرتها على حماية صحة القلب والأوعية الدموية. وفي نحو عام 2007 شرع الباحثون في ربط مجموعة من العقاقير المضادة لمرض السكري ذات التناول الفموي وهي من فئة ثيازوليدينديون thiazolidinediones أو تي زد دي TZDs، بزيادة مخاطر الإصابة بالقصور القلبي والنوبات القلبية.
وأسفر الأمر عن مطالبة إدارة الغذاء والدواء الأميركية شركات صناعة الأدوية إثبات أن العقاقير المنتجة حديثا لديها لن تُلحق أي أضرار، على الأقل عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب. وقد حرك هذا الأمر جيلا جديدا من الدراسات الطبية، وبدأت النتائج في التوارد.
وفي تحول غير متوقع، أشارت الاختبارات إلى أن بعض العقاقير لم تكن آمنة لصحة القلب فحسب، وإنما ربما تساعد أيضا في حماية القلب، كما يقول الدكتور ناثان. وتنقسم هذه العقاقير إلى فئتين رئيسيتين.
- عقاقير «ناهضات مستقبلات الببتيد المشابهة للغلوكاغون» Glucagon - like peptide 1 (GLP - 1) receptor agonists. هناك ثلاثة عقاقير تحاكي تأثيرات المادة التي تنتجها الأمعاء بصورة طبيعية لتحفيز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين. وتعمل هذه العقاقير أيضا على إبطاء إفراغ المعدة، مما يجعل الأشخاص يشعرون بالشبع لفترات أطول من المعتاد مما يؤدي إلى فقدان المزيد من الوزن.
- ويقول الدكتور ناثان إن ثلاثة عقاقير من ناهضات مستقبلات الببتيد المشابهة للغلوكاغون قد ظهر أنها تحد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والعقاقير الثلاثة هي: ليراغلوتيد liraglutide (فيكتوزا Victoza)، وسيماغلوتيد semaglutide (أوزيمبيك Ozempic)، ودولاغلوتيد dulaglutide (تروليسيتي Trulicity).
- عقاقير «الناقل المشارك لغلوكوز الصوديوم» Sodium - glucose co - transporter 2 (SGLT2). تعمل هذه العقاقير عن طريق منع قدرة الكلى على امتصاص السكر. وهي تعمل كعناصر مدرة للبول مع إنتاج تأثيرات أخرى على الكلى، والتي من المرجح أن تزيد من فعاليتها في الوقاية من أمراض القلب وتخفيض ضغط الدم. لم يثبت أن كل عقار من عقاقير هذه الفئة يساعد في التقليل من الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ولكن هناك الكثير من العقاقير التي تبدو فعالة. وكانت عقاقير «الناقل المشارك لغلوكوز الصوديوم» التي تبين أنها تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وقصور القلب هي: إمباغليفلوزين empagliflozin (جارديانس Jardiance)، وكاناغليفلوزين canagliflozin (إنفوكانا Invokana)، وداباغليفلوزين dapagliflozin (فاركسيغا Farxiga). وفي حين أن هذه العقاقير قد تعتبر مفيدة لبعض الأشخاص المصابين بمرض السكري، إلا أنها لا يمكن وصفها للجميع.
- مزايا ونقائص
وفيما يلي ما ينبغي معرفته حول عقاقير السكري المذكورة آنفا.
- لذوي المخاطر الصحية العالية. تلك العقاقير المذكورة هي الأفضل بالنسبة للأفراد من أصحاب المخاطر الصحية العالية. وربما يكون الشخص من المرشحين بصورة جيدة لتناول أحد هذه العقاقير إذا كان من المصابين فعلا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية من قبل أو إذا كانت لديه عوامل صحية أخرى تجعله معرضا بصورة كبيرة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وربما تقلل هذه العقاقير من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية ثانية أو سكتة دماغية ثانية بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المائة.
- تكلفة هذه العقاقير باهظة للغاية. إذ يمكن لثمن عقاقير «ناهضات مستقبلات الببتيد المشابهة للغلوكاغون» أن يبلغ 800 دولار شهريا، ويمكن لثمن عقاقير «الناقل المشارك لغلوكوز الصوديوم» أن يتراوح بين 400 و500 دولار شهريا. ويقول الدكتور ناثان: «هناك الكثير من عمليات الإرجاع ولكن شركات التأمين تحاول تغطية هذه العقاقير بشكل متزايد».
- الآثار الجانبية. هناك الكثير من الآثار الجانبية لهذه العقاقير. يمكن لهذه العقاقير أن تجلب مجموعة من الآثار الجانبية. عندما تعمل عقاقير «الناقل المشارك لغلوكوز الصوديوم» على منع الكلى من امتصاص السكر، فإنها تزيد بالتالي من مستويات السكر في البول، مما يعرض المثانة والجهاز البولي لمستويات أعلى من الغلوكوز. وهذا الأمر قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى. كما ترتبط هذه العقاقير أيضا بزيادة بمقدار أربعة أضعاف من عدوى التخمر المهبلي ونسبة ارتفاع طفيفة في التهابات المسالك البولية. أما عقاقير «ناهضات مستقبلات الببتيد المشابهة للغلوكاغون» فإنها تبطئ من عملية الهضم، والتي يمكن أن تساعد في إنقاص وزن المريض، ولكنها تفضي إلى أعراض غير لطيفة، بما في ذلك الغثيان، والقيء، والإسهال، لدى نسبة 15 إلى 45 في المائة من المرضى الذين يتناولونها.
- لا تعتبر هذه العقاقير هي الأفضل في تخفيض مستويات «الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي - أو - اختبار خضاب الدم السكري». وعلى الرغم من أن هذه الأدوية لها فوائد للقلب والأوعية الدموية، فإنها قد لا تفيد في تخفيض مستويات «الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي» بقدر ما تستطيع ذلك بعض عقاقير مرض السكري الأخرى. ويقول الدكتور ناثان: «لذا، تعد التأثيرات الحادثة على أمراض القلب مستقلة عن خصائص تخفيض الغلوكوز».
واليوم، يستلزم علاج مرض السكري مع العمل على منع المضاعفات الصحية الناجمة عن هذا المرض ضرورة اعتماد منهج أكثر شخصية في العلاج. فإن كنت تعاني من ارتفاع مخاطر التعرض للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فربما قد ترغب في استشارة طبيبك الخاص عن هذه العقاقير الجديدة.
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر
TT

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

أواني الطهي الحديدية

والواقع أن هناك سبباً وجيهاً لاستخدام البشر منذ آلاف السنين هذه النوعية من أواني الطهي، فهي متينة للغاية وغير قابلة للتلف وطويلة الأمد في دوام الاستخدام، وتتحسن جودتها وجودة طعم الأطعمة المطهية بها بمرور الوقت. ولكن حتى مع توفر أنواع كثيرة متطورة من أواني الطهي، سواء بدواعٍ ذات صلة بسهولة الطهي بها أو إعطاء نكهات زكية من خلال استخدامها في طهي الأطعمة أو حتى بدواعٍ صحية، تظل اليوم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هي أداة الطهي الكلاسيكية الشائعة كما كانت دائماً في السابق.

وهناك نوعان رئيسان من أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر: أوانٍ عارية مصنوعة من الحديد الزهر Bare Cast Iron، وهي التي يمكن استخدامها على مواقد المطابخ وعلى الحطب. والأخرى أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر المطلية بالمينا Enameled Finish، وتُسمى تجارياً الأفران الهولندية Dutch Ovens التي يجب استخدامها فقط على الموقد أو في الفرن، وليس على الحطب.

ويختلف عموم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر تماماً، ومن جوانب عدة صحية وغير صحية، عن أواني الطهي المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ Stainless Steel.

حقائق عن أواني الحديد

ولكن قد يشعر البعض بالقلق بشأن المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، وخاصة تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان. ولهذا إليك المزيد من الحقائق التالية حول أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر وفوائدها الصحية وكيفية التعامل معها، بما يغطي لديك غالبية المعلومات التي تود معرفتها عنها، وهي:

1. أحد الأسباب الرئيسة وراء تفضيل البشر لأواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنها تتحمل طويلاً وغير قابلة للتلف، مقارنة بغيرها. ولكن إذا تم إهمالها لفترة طويلة فإنها تصدأ. ومقلاة الحديد الزهر مثلاً هي حرفياً قطعة من الحديد الزهر المصبوب على شكل أواني الطهي.

والحديد الزهر بمفرده رمادي اللون وشديد التفاعل، وقادر على الصدأ في غضون دقائق في الهواء الرطب وحده، ما يؤدي تلقائياً إلى التصاق الأطعمة عند الطهي به.

وعملية «التتبيل» Seasoning تقوم بتشكيل طبقة صلبة واقية على سطح أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، عن طريق تسخين طبقات رقيقة للغاية من الدهون (مثل الزيت) على الحديد الزهر، وإعادة تكوين طبقة من «الزيت المتفحم» عملية تسمى البلمرة Polymerization، ما يشكل طبقة واقية فوق سطح الطهي. وكلما طهينا بمقلاة الحديد الزهر، أصبحت هذه الطبقة من الزيت أكثر سمكاً، ما يحول المقلاة إلى «قطعة أثرية» ذات سطح طهي أكثر نعومة وداكنة.

ومن دون هذه الطبقة من الزيت المتفحم، تتآكل أواني الطهي المصنوعة من الحديد وتصدأ بسبب الأكسجين والرطوبة في الهواء، وتلتصق عليها الأطعمة. ولذا فإنه مع القليل من التنظيف والعناية، يمكن استعادتها إلى حالة شبه جديدة وملائمة للطهي بطريقة صحية. وخاصة عند كثرة طهي الأطعمة الحمضية مثل الطماطم وعصير الليمون والخل، التي قد تزيل بعض الطبقة الطبيعية غير اللاصقة لمقلاة حديد الزهر.

2. عملية «التتبيل» يتم إجراؤها لأول مرة في مصانع أواني الطهي المصنوعة من حديد الزهر، قبل تقديمها للمستهلك. حيث يتم رش طبقة رقيقة من الزيت النباتي على السطح، ثم خبزها في درجة حرارة عالية في فرن كبير. ولكن يجدر التأكد من إجراء المصنع لهذه العملية عند شراء تلك الأواني للطهي وقبل استخدامها في المطبخ المنزلي.

هناك طريقتان للحفاظ على تتبيل أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر. الطريقة الأفضل والأسهل هي الطهي فيها بانتظام، حيث إنه في كل مرة يُطبخ فيها بالزيت أو الدهن، تُضاف طبقة أخرى من التتبيل إلى المقلاة. وبمرور الوقت، تتراكم هذه الطبقات لتشكل سطح طهي قوي غير لاصق. والطريقة الأخرى يُلجأ إليها إذا تمت ملاحظة أن المقلاة أو القدر أصبحا باهتي اللون أو رماديي اللون. ويتم أولاً غسل مقلاة الحديد الزهر بالماء الدافئ والصابون. ثم تجفيفها تماماً بمنشفة ورقية أو قطعة قماش خالية من النسالة. ويمكن وضعها على الموقد على نار خفيفة لبضع دقائق للتأكد من أنها جافة تماماً. بعد ذلك تُضاف طبقة رقيقة جداً من زيت الطهي (القليل من الزيت) على سطح الحديد الزهر (من الداخل والخارج) بقطعة قماش أو منشفة ورقية خالية من النسالة. ثم سخن الفرن إلى 350 - 450 درجة فهرنهايت (177 - 232 درجة مئوية). ثم ضع أواني الطهي مقلوبة على الرف الأوسط. يساعد هذا في منع الزيت من التجمع على سطح الطهي. اخبز لمدة ساعة. بعد ذلك أطفئ النار واترك المقلاة المصنوعة من الحديد الزهر تبرد في الفرن، ليسمح ذلك للدهون بالتصلب والالتصاق بالحديد.

فوائد ومخاوف صحية

3.هل الطهي باستخدام الحديد الزهر له فوائد صحية؟ هذا سؤال يتم طرحه كثيراً. وهناك جانبان للأمر، هما: موضوع الحديد وموضوع سلامة نضج الطهي. ونظراً لأن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر موصل ممتاز للحرارة، فيمكنها الحفاظ على درجات حرارة عالية لفترات طويلة من الزمن، ما يعزز الطهي «المتساوي» لأجزاء اللحم أو الدواجن أو الأسماك، سواء كانت قطعاً، أو مفرومة. كما أن الخبز في مقلاة من الحديد الزهر يصنع قشرة مقرمشة على القطع المخبوزة. ومعلوم أن الطبقة المقرمشة من الخبز أغنى بالمواد المضادة للأكسدة من اللب الأبيض داخلها، ما يعزز الفوائد الصحية.

ويقول بعض خبراء التغذية الصحية إن أواني الحديد الزهر تتناسب مع طرق الطهي الصحية منخفضة السعرات الحرارية التي تحافظ على الطعام خالياً من الدهون ولا تتطلب الكثير من الزيت، مثل الطرق القائمة على الغلي في الماء، بما في ذلك السلق والطهي على نار هادئة، بالإضافة إلى الشواء والشواء السريع.

4. أحد أكبر المخاوف المتعلقة بالطهي باستخدام المقالي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنه نظراً لقدرتها على نقل كمية معينة من الحديد إلى طعامك، فقد يكون ذلك ضاراً بصحتك. والحديد هو معدن رئيس في مكونات بروتين يسمى الهيموغلوبين، الذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الدم الحمراء في جميع أنحاء الجسم.

ولكن كمية الحديد التي تنتقل إلى الطعام من المقالي المصنوعة من الحديد الزهر ضئيلة للغاية لأنها «متبلة» بطبقة عازلة، كما تقدم توضيحه، والذي لا يتسرب منه كمية كبيرة من الحديد إلى الأطعمة. وبالتالي لا يشكل هذا الأمر مصدر قلق صحي كبير. كما لا ينبغي اعتبار الطهي باستخدام الحديد الزهر مكملاً للحديد (أي لتزويد الجسم بالحديد) أو بديلاً عن تناول الأطعمة الغنية بالحديد. ومع ذلك، فإن استخدام مقلاة من الحديد الزهر غير متبلة، أو متبلة بشكل سيئ، يمكن أن يساهم في زيادة الحديد الذي يدخل الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن طهي الأطعمة الحمضية، مثل الطماطم والحمضيات، قد يؤدي إلى تسرب المزيد من الحديد من المقلاة، لأنها يمكن أن تجرد طبقة التتبيل الدهنية، ووفقاً لما يشير إليه أطباء مايو كلينيك، فإن الطهي باستخدام الحديد الزهر قد يشكل خطراً في بعض الحالات النادرة مثل «مرض ترسب الأصبغة الدموية» Hemochromatosis الذي يتسبب في امتصاص الجسم للكثير من حديد الأطعمة التي يتناولها الشخص. وبالتالي تخزين الجسم لكميات زائدة من الحديد في أعضائه، وخاصة في الكبد والقلب والبنكرياس، ما يعرضه لخطر الإصابة بمشكلات صحية تهدد الحياة، مثل أمراض الكبد ومشكلات القلب والسكري.

و«مرض ترسب الأصبغة الدموية» هو حالة وراثية، ومعظم الأشخاص لا يعانون من علامات وأعراض حتى منتصف العمر، أي بعد سن الأربعين للذكور وبعد سن الستين للإناث. وإذا كان لدى شخص ما أقارب مصابون بالمرض، فيمكنهم إجراء الاختبار لمعرفة ما إذا كانوا مصابين به.

من مخاطرها تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان

مواد مسرطنة محتملة

5. تتمثل إحدى الفوائد الرئيسة الأخرى في أنه عند اختيارك أواني الحديد الزهر بدلاً من أواني الطهي الحديثة غير اللاصقة، فإنك ستتجنب حمض البيرفلورو الأوكتانويك PFOA، وهو مادة مسرطنة محتملة. ولكن هناك بعض المخاوف من أن المقالي المصنوعة من الحديد الزهر قد تنتج مواد كيميائية تعرف باسم الأمينات الحلقية غير المتجانسة HCAs والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات PAHs، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ وذلك لأن هذه المواد الكيميائية تتشكل عندما يتم طهي اللحوم، بما في ذلك لحم البقر ولحم الضأن والأسماك والدجاج، باستخدام تقنيات الطهي عالية الحرارة، مثل القلي في المقلاة والشواء على لهب مكشوف، وفقاً لما يقوله المعهد الوطني الأميركي للسرطان National Cancer Institute. ولكن تفيد المصادر الطبية بأن مخاطر الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات تشكل مصدر قلق صحي في المقام الأول فقط عند شواء الأطعمة الحيوانية مباشرة على اللهب. حيث تتشكل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات عندما تتساقط الدهون والعصائر من اللحوم على نار مفتوحة أو سطح ساخن، ما يتسبب في حدوث ألسنة اللهب والدخان. وتتواجد الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الدخان ثم تلتصق بسطح اللحم، وفقاً للمعهد الوطني الأميركي للسرطان. وصحيح أن أواني الحديد الزهر تتحمل درجات الحرارة العالية، لكن هذا لا يعني أنك تطبخ على الموقد أو في الفرن بدرجة حرارة عالية بما يكفي للقلق بشأن المواد المسرطنة. وعادة ما تكون هذه مشكلة فقط عند الشواء، ولا ينبغي أن يؤدي الطهي في الداخل باستخدام مقلاة من الحديد الزهر إلى حدوث أي من هذه المشكلات المسببة للسرطان.

6. مزايا أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل ما يلي:

-تحتفظ بالحرارة جيداً. حيث إنه بمجرد تسخين الحديد الزهر، يظل دافئاً مما يساعد في الحفاظ على سخونة الطعام. ولكن يجب أن تعلم أيضاً أن هذا يعني أن الحديد الزهر يستغرق بعض الوقت حتى يسخن تماماً ويبرد تماماً.

- تعمل جيداً مع العديد من مصادر الحرارة. إذ يمكن استخدام الحديد الزهر على أي نوع من مواقد الطهي (الغاز أو الكهرباء). ويمكن استخدامه أيضاً على لهب مكشوف مثل نار الحطب والفحم، أو وضعه مباشرة في الفرن مثل طبق الخبز.

- سهلة التنظيف. بمجرد أن تعرف أساسيات تنظيف الحديد الزهر، فلن يكون تنظيفه أكثر صعوبة من أنواع أخرى من أواني الطهي. بالإضافة إلى ذلك، فإن سطحه الطبيعي غير اللاصق قد يجعل تنظيفه أسهل من الزجاج أو الألمنيوم.

- توفر أواني حديد الزهر بأسعار معقولة. غالباً ما تُباع أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر بأسعار معقولة ونظراً لأنها تدوم إلى الأبد تقريباً، يمكنك اعتبارها استثماراً لمرة واحدة. من السهل عادةً العثور على الحديد الزهر في متاجر التوفير والمتاجر المستعملة أيضاً.

- تأتي بأشكال وأحجام عديدة. ربما تكون مقالي الحديد الزهر هي الشكل الأكثر شيوعاً لهذه الأواني، ولكن يستخدم الحديد الزهر أيضاً لصنع الأواني والمقالي وأطباق الكيك وأطباق البيتزا والمزيد.

- يمكن استخدامها للطهي والتقديم. يجد العديد من الأشخاص أن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر جميلة من الناحية الجمالية ويمكن أن تشكل إضافة رائعة لأي طاولة طعام. في الواقع، تستخدم العديد من المطاعم الراقية مقالي صغيرة مصنوعة من الحديد الزهر كأطباق تقديم.

* استشارية في الباطنية