لبنان: حسان دياب لتشكيل حكومة تقنع الشارع والمجتمع الدولي

رئيس الوزراء المكلّف يؤكد أنه مستقل ومتفهّم لمطالب المحتجّين

الرئيس اللبناني ميشال عون بين رئيس مجلس النواب نبيه بري – إلى اليسار – ورئيس الوزراء المكلف حسان دياب في القصر الجمهوري (أ.ب)
الرئيس اللبناني ميشال عون بين رئيس مجلس النواب نبيه بري – إلى اليسار – ورئيس الوزراء المكلف حسان دياب في القصر الجمهوري (أ.ب)
TT

لبنان: حسان دياب لتشكيل حكومة تقنع الشارع والمجتمع الدولي

الرئيس اللبناني ميشال عون بين رئيس مجلس النواب نبيه بري – إلى اليسار – ورئيس الوزراء المكلف حسان دياب في القصر الجمهوري (أ.ب)
الرئيس اللبناني ميشال عون بين رئيس مجلس النواب نبيه بري – إلى اليسار – ورئيس الوزراء المكلف حسان دياب في القصر الجمهوري (أ.ب)

أعلن القصر الجمهوري أن الرئيس اللبناني ميشال عون كلف الوزير السابق حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، بعد انتهاء الاستشارات النيابية التي أجريت اليوم (الخميس) إلى هذه النتيجة.
ونال دياب، وهو مهندس وأستاذ جامعي سبق له أن شغل منصب وزير التربية قبل سنوات، 69 صوتاً من أصوات النواب الـ 128، فيما لم يسمِّ 42 نائباً أحداً، وسمّى 13 نائباً سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، ونائب واحد الأكاديمية حليمة قعقور، وتغيّب عن الاستشارات 3 نوّاب.
وكان أبرز الممتنعين عن تسمية أي مرشّح كتلة نواب المستقبل بزعامة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، وكتلة القوات اللبنانية، بينما أيدت الكتلتان البرلمانيتان الشيعيتان (حركة أمل وحزب الله) دياب، وكذلك التيار الوطني الحر الموالي لرئيس الجمهورية.
وتنتظر دياب – 60 عاماً - مهمات صعبة في ظل انهيار اقتصادي وتوتر اجتماعي. فهو يواجه شارعاً غاضباً يثور منذ شهرين ويطالب بحكومة اختصاصيين مستقلة عن الطبقة السياسية، والمجتمع الدولي الذي يربط تقديمه دعماً مالياً للبنان بتشكيل حكومة تجري إصلاحات جذرية.
وقال دياب اثر تكليفه إنه «مستقل»، وأضاف متوجهاً إلى المنتفضين: «إنني ومن موقعي كمستقل أتوجه إليكم بصدق وشفافية، أنتم الذي عبرتم عن وطنكم ووجعكم، لأؤكد أن انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية». وتابع: «أشعر بأن انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان».
وكان سعد الحريري المصر على تشكيل حكومة تكنوقراط تخلو من السياسيين، قد اصطدم برفض قوى رئيسية في مقدمها «حزب الله» الذي قال أمينه العام حسن نصرالله قبل أيام إنه لا يمانع تسمية الحريري او من يختاره على ان يشكل حكومة لا تقصي أي فريق سياسي رئيسي.
وتراجعت حظوظ الحريري أكثر مع إعلان حزب القوات اللبنانية الأحد، بعد التيار الوطني الحر، توجههما لعدم تسميته ما من شأنه أن يفقده الغطاء المسيحي. وفي ظل هذا الواقع آثر الحريري التخلي عن محاولة ترؤس حكومة جديدة، الأمر الذي فتح الباب فجأة أمس لحسان دياب الذي لم يكن اسمه متداولاً في الاوساط السياسية والشعبية.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.