الجيش الإسرائيلي يتوقع اختراقاً للحدود من «حزب الله»

تدريبات مقابل لبنان... ومخاوف من سرايا «الرضوان» التي عادت من سوريا

أعمال بناء في الناقورة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أ.ف.ب)
أعمال بناء في الناقورة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يتوقع اختراقاً للحدود من «حزب الله»

أعمال بناء في الناقورة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أ.ف.ب)
أعمال بناء في الناقورة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أ.ف.ب)

أعلن مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي، أمس، الأربعاء، أن التدريبات التي أجرتها قواته في المناطق الشمالية مقابل لبنان، واستمرت يومين واختتمت الثلاثاء، استهدفت صد أي محاولة توغل من قوات «حزب الله»، في إسرائيل.
وقال الناطق إن الجيش مقتنع تماما بأن «حزب الله» سيحاول اختراق الحدود واحتلال قرية إسرائيلية أو أكثر، في أي حرب قادمة. وهو يعتمد في ذلك ليس فقط على تصريحات حسن نصر الله، بل على تراكم عمليات رصد لتحركات «حزب الله» وتدريباته. وحسب مخططاته، فإنه ينوي الانطلاق بقوة كوماندوز قوية من قرية مارون الرأس اللبنانية الحدودية، إلى بلدات إسرائيلية حدودية، وربما يحاول خطف جنود أو مواطنين أبرياء.
وقال المسؤول الإسرائيلي: «صحيح أن (حزب الله) منشغل حاليا في الاحتجاجات في لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي يدرك أنه توجد إمكانية بأن حرف النيران ضد إسرائيل تحديدا، ستساعده على خفض ارتفاع ألسنة اللهب في بيروت. إلا أن هذه المواجهة بيننا وبينه، ما زالت بعيدة وما زلنا نعتقد بأن لا مصلحة لـ(حزب الله) بدخول حرب الآن. وفي الوقت ذاته نحن نرى في هذا الحزب شيئا ضبابيا، ونرى فيه (تهديدا خطيرا) ونستعد لاحتمال نشوب حرب».
وقالت مصادر عسكرية إن القوات الإسرائيلية من فرقة الجليل العسكرية في جيش الاحتياط، المسؤولة عن الجبهة اللبنانية في الجيش الإسرائيلي، هي التي تدربت على سيناريوهات دفاعية لصد توغل قوات برية تشنها سرايا «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله»، بعد أن عادت هذه السرايا من القتال في سوريا وهي مكتسبة الخبرة الغنية، من جراء مشاركتها في القتال هناك.
وأكد الخبير العسكري، رون بن يشاي، إن «أمين عام (حزب الله)، حسن نصر الله، يتحدث عن (احتلال الجليل)، منذ العام 2011 لكنه لا يعتزم التوغل كيلومترات في الأراضي الإسرائيلية، وإنما السيطرة على بلدات صغيرة محاذية للحدود. وخلافا لقطاع غزة، حيث المنطقة مستوية ويسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، فإنه في الشمال يوجد لـ(حزب الله) مناطق مُطلة كثيرة من هناك، ولا ينبغي أن يكون المرء استراتيجيا كبيرا من أجل معرفة أن هذه الأفضلية ستخدمه أثناء القتال».
وقال قائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، أمير برعام، إنه تم التشديد في التدريب على منع توغل قوات «حزب الله» وعلى إخلاء سكان من البلدات الحدودية أيضا. وأضاف أن «توجيه ضربة شديدة وغير تناسبية لمعاقل (حزب الله) عند الحدود، هي التي ستحدث التغيير. وتلك القرى المأهولة تحولت إلى مناطق قتال، ينبغي توضيح ذلك للجانب الآخر مسبقا، بأن خطوة هجومية كهذه من جانبه لن تكون مجدية». وأضاف برعام أنه يؤيد المفهوم الهجومي، وليس الدفاعي بواسطة القبة الحديدية فقط.
من جهة ثانية، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى ترسانة الصواريخ والقذائف الصاروخية التي بحوزة «حزب الله»، وقالت إنه «في الحرب المقبلة سيكون من الصعب جدا مواجهة رشقات من آلاف القذائف الصاروخية وقذائف الهاون التي ستسقط على الحدود، وتحت غطائها تتوغل قوات (حزب الله) البرية. ولذلك يجب تسريع بناء العائق البري في الشمال، وبناء محاور بديلة، والمبادرة لخطوات هجومية وبالأساس تعبئة المخازن بصواريخ اعتراضية وذخيرة».
وأضافت الصحيفة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) يعلم بهذه السيناريوهات، لكن بسبب الأزمة السياسية الإسرائيلية، والفشل في تشكيل حكومة، فإنه لم يتم إقرار موازنة تشمل ميزانية الأمن لتمويل خطط الجيش. وفي هذه الأثناء، وفقا للصحيفة، بادر برعام إلى إجراء «اختبارات» ستجري من بداية العام المقبل، لفحص جهوزية وأهلية الكتائب التي ستحارب في لبنان.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.