إشعار أوروبي لوزيرين من عهد مبارك قبل تجديد العقوبات ضدهما

على خلفية إجراءات تقييدية اتخذها الاتحاد بعد ثورة 2011 في مصر

TT

إشعار أوروبي لوزيرين من عهد مبارك قبل تجديد العقوبات ضدهما

أعلن الاتحاد الأوروبي أنه إبلغ وزيري الداخلية والسياحة المصريين السابقين حبيب العادلي وزهير جرانة بأن الاتحاد يدرس حالياً تمديد العقوبات ضدهما.
وحسب ما جاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، جرى إبلاغ الوزيرين السابقين من عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بذلك لإتاحة فرصة لهما للتقدم بطلب للحصول على بعض الشروط، التي يوفرها الاتحاد الأوروبي للمتضررين من الإجراءات التقييدية، على أن يتم ذلك في موعد أقصاه 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري على عنوان مقر مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقالت الجريدة الرسمية للاتحاد، الأسبوع الماضي، إن الغرض من هذا الإعلان هو إشعار الشخصين اللذين تنطبق عليهما التدابير التقييدية المنصوص عليها في قرار مجلس الاتحاد الأوروبي رقم 172 لعام 2011 ولائحة المجلس رقم 270 لعام 2011 بشأن العقوبات التي فرضت على خلفية الوضع في مصر.
وقال السفير المصري في بروكسل خالد البقلي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن السفارة تلقت بالفعل في النصف الثاني من الشهر الماضي، ما يفيد بمنح مهلة للشخصين المشار إليهما في الجريدة الرسمية، وقد قامت السفارة بإبلاغ القاهرة بهذا الأمر، وبعدها تقوم السلطات المعنية بإبلاغ الشخصين بما جاء في الإعلان الأوروبي، وأضاف السفير أن هذا الأمر يعتبر أمرا اعتياديا قبل إقدام الاتحاد الأوروبي على تمديد العقوبات وعن توجيه الإبلاغ إلى الشخصين فقط رغم أن القائمة تضم 19 شخصا، أوضح السفير المصري يقول إنه بين الحين والآخر يتم إبلاغ أكثر من شخص في القائمة بتمديد العقوبات ويتوقف ذلك على حسب الأحكام القضائية التي صدرت ضدهم.
واعتادت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي الإعلان عن أنه بإمكان الأشخاص والكيانات المعنية، بالعقوبات التقدم بطلب للسلطات المختصة في الدولة العضو ذات الصلة، وحسب الإجراءات الأوروبية المتبعة، وذلك بهدف الحصول على ترخيص استخدام أموال مجمدة تلبية لاحتياجات أساسية أو مدفوعات محددة.
كما اعتادت الجريدة الرسمية، الإشارة إلى أنه من أجل إجراء أي تعديل على هذه القوائم ينبغي تقديم التماس حول هذا الصدد قبيل الاستعراض المقبل للعقوبات، على أن يرسل الالتماس إلى مقر المجلس الأوروبي ببروكسل مرفقا بالأسباب والأدلة التي تؤكدها كما يمكن للمتضررين اللجوء إلى المحكمة الأوروبية للاعتراض على قرار المجلس الأوروبي.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أصدرت محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ، قرارا يؤيد موقف مجلس الاتحاد الأوروبي من تجميد أصول أفراد عائلة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، على أساس الإجراءات القضائية المتعلقة باختلاس أموال الدولة المصرية وقالت المحكمة، إن هذا القرار الذي جرى تجديده في السنوات التالية لعام 2011 يتعلق بعدة أمور ومنها، أن السيدة سوزان مبارك وابنيها جمال وعلاء وزوجتيهما خديجة وهايدي، يخضعون لإجراءات قضائية بدأتها السلطات المصرية بتهمة اختلاس أموال الدولة، وبالتالي فإن طلب هؤلاء الأشخاص من المحكمة، إلغاء تجديد تجميد أصولهم المحكمة مرفوض.
وفي مارس (آذار) من العام الماضي، استبعد الاتحاد الأوروبي 6 أسماء من لائحة العقوبات الأوروبية التي كانت قد صدرت ضد أشخاص وكيانات تنتمي إلى فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتضمنت تجميد أرصدة وأصول وحظر للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي وجرى استبعاد كل من أحمد عز، القيادي السابق في الحزب الوطني الذي كان يرأسه مبارك، ومعه في اللائحة زوجاته كل من عبلة محمد فوزي، وخديجة أحمد كامل، وشاهيناز عبد العزيز النجار، وأيضاً الوزير أحمد المغربي، وزير الإسكان الأسبق، وزوجته نجلاء عبد الله الجزايرلي. وتضم اللائحة 19 شخصاً أبرزهم الرئيس الأسبق وزوجته ونجلاه علاء وجمال، وزوجتهما هايدي وخديجة، وعدد من الوزراء، من بينهم حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، ورشيد محمد رشيد، وزير الصناعة الأسبق، وزهير جرانة، وزير السياحة الأسبق، وأفراد من عائلاتهم، وأصدرها الاتحاد الأوروبي بناءً على الوضع في مصر خلال العام 2011 في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) من العام نفسه، وانتهت بتنحي مبارك.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.