أمطار تشرين القديم

TT

أمطار تشرين القديم

(هذا النص على لسان أحد المتظاهرين الشباب بعد سنوات طويلة من انتفاضة تشرين الأول 2019)

سنمرُّ فوق الجسر
نضحكُ أو نغنَّي أو نذكِّرُ مَنْ بجانبنا
فنسخرُ من أغانينا التي كنَّا نرددها
وبعد دقيقةٍ نبكي على أصحابنا القتلى
ونأوي تحت نصبك يا جوادُ
سنمرُّ فوق الجسر
نضحكُ من حماقتنا
ونعجبُ كيف أيقظنا البلادَ
وكيف أورثنا المدائن سكَّرَ الزمنِ العنيدِ
وكيف شبَّ بلحظةٍ هذا الرمادُ
سنمرُّ فوق الجسر
في تشرين أيضاً
بعد حين من حكايتنا وأكثر
في يدي طفلٌ
وفي قلبي امرأة
وعلى فم الذكرى نشيدٌ من صديقٍ
مرَّ في المعنى، وأشجارٌ معي غنَّتْ، وأحلامٌ
وبقيا من دخانٍ في الرئة
سنمرُّ فوق الجسر
ثم نقولُ شبنا نحن صبيان البلادِ
وقد كبرنا فجأةً
أبناؤنا كبروا قليلاً
كيف نُقنعهم بأنَّا ها هنا كنَّا
وكيف نعيدُ لحظتنا
وهذا العمر يوغلُ
أو يكادُ
سنمرُّ فوق الجسر
هل كنَّا تأخرنا عن الدوام؟
قالت زوجتي وانتابها حزنٌ
ولكنَّي نسيتُ بأنْ أغازلها
لأنَّي قد تذكرتُ المدينة قبل أكثرَ من زمانٍ
كيف بعثرها الحفاةُ
وكيف عانقها الجرادُ
سنمرُّ فوق الجسر أُشعل شمعةً وأُضيءُ ليلَ الغائبين
جميعُ أصحابي الذين مضوا بلا أطفالٍ
أو زوجاتٍ
يوقدن السريرَ ويلتهمن الصبرَ في ليل الخميس
مضوا جميعاً
خلَّفوا قُبَلاً سريعاتٍ على الطرقات
بعضَ رسائلِ الحبِّ الخفيف
وبعضَ غيمٍ في الصدورْ
رحلوا ومرَّ العيدُ بعد العيدِ
من يتذكَّرُ الموتى
ومن يرمي بماء الورد
يا حجرَ القبورْ
سنمرُّ فوق الجسر
متعبةً خطانا
تأكلُ السنواتُ منَّا هذه الروحَ الشقيَّةَ
ثم تذرونا إلى الذكرى
غناءً جارحاً مُرّاً
وتنسانا البلادُ
وسمعتُه يروي لزوجتهِ الحكايةَ
حيث كنتُ أسيرُ فوق الجسر
في كفَّي عصا السنواتِ متكئاً
وفي قلبي المدينةُ
والحرائقُ والرمادُ



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.