بعد سنوات من التطوير، افتُتح الخميس الماضي، أمام الجمهور، متحف «مين» للمعادن والأحجار الكريمة، في ولاية مين الأميركية. ويضم أكبر خمس قطع من القمر موجودة على الأرض.
قصة المتحف بدأت عندما قرّرت سيدة تدعى جين بيرهام، إغلاق متجر لبيع القطع المعدنية في ولاية مين عام 2009. وهو المتجر الذي أسّسه والدها عام 1919. وكانت تشعر بالقلق بشأن مصير مجموعة المعادن والأحجار الكريمة التي جمعتها عائلتها على مدار عقود.
وأبدى لورانس ستيفلر وزوجته ماري ماكفادين، أحد أصحاب الأعمال الخيرية، اهتمامهما بشراء المجموعة بأكملها، على أن يُبقي تراث بيرهام على حاله، وفي الولاية ذاتها.
وكرّس ستيفلر وزوجته، وهما من ولاية ماساتشوستس، حياتهما للمساعدة في الحفاظ على التاريخ الغني للتّعدين في ولاية مين، وكان متجر بيرهام جزءاً لا يتجزأ منه.
وتُشكل المواد التي تلقياها من السيدة بيرهام، واحدة من 10 مجموعات محلّية رئيسية، من المعادن والأحجار الكريمة والصخور التي حصل عليها الزوجان. واليوم، باتت هذه العناصر تشكّل حجر الأساس لمتحف الأحجار الكريمة والمعادن في ولاية مين، وهو المتحف الذي يقع في مدينة بيثيل بالولاية، وافتتحه ستيفلر وزوجته أمام الجمهور، الخميس الماضي.
تبلغ مساحة المتحف 15000 قدم مربع. وقد صممته مجموعة «باولوس غروب» للتّصميمات، ويضمّ نحو 3000 قطعة من أروع المعادن في المعارض التفاعلية التي تسلّط الضوء على القصص والأشخاص الذين يقفون وراء العينات. كما يضمّ أيضاً «مجموعة النيزك» عالمية المستوى، وتضمّ أكبر خمس قطع من القمر الموجودة على الأرض، وأكبر قطعة معروفة في «كويكب فيستا»، وصخرة نارية يصل عمرها، حسب مسؤولي المتحف، إلى أكثر من 4.5 مليار عام، وهي أقدم صخرة بركانية تُكتشف في النّظام الشّمسي، وأكبر قطعة من القمر التي كشف المتحف النّقاب عنها خلال الصيف، وتزن نحو 128 رطلاً.
من جانبه، قال كاري كوريغان، خبير النيازك في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: إنّ «جميع المهتمّين في هذا المجال متحمّسون جداّ لافتتاح المتحف»، وتابع: «أعتقد أنّه بسبب هذا المتحف سيبدأ الزّوار بالتدفق على هذه البلدة الصغيرة في ولاية مين».
واتخذ الزوجان الخطوة الأولى نحو إنشاء المتحف في عام 2005. عندما اشتريا منجماً مهجوراً متاخماً لممتلكاتهم، ثم بدأ بوضع خطط لعرض الثّروة المعدنية في المنطقة وحمايتها، حيث عُزّز المشروع عندما انضمّ إليهما كارل فرانسيس، المنسق السّابق لمتحف المعادن والجيولوجيا في جامعة هارفارد، بعد تقاعده في عام 2011.
وسعى الزوجان لاستعادة كنوز ولاية مين، التي خرجت من الولاية، وفي عام 2017، حصلا ضمن خطّة استعارة طويلة الأجل، على بعض القطع الضّخمة الموجودة لدى المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في عام 1930.
وعندما بدأ الزوجان عملية الشراء في غرب ولاية ماين، لم يكونا يعلمان أنّهما سيصبحان في نهاية المطاف رعاة للتّراث الجيولوجي في المنطقة. واقتصرت طموحاتهما في الأصل، على إنشاء محمية للحفاظ على الجّمال الطبيعي للمنطقة، وضمان استمرار وصول السكان إليها، كما كانا حريصين على الحفاظ على كنوزها خوفاً من الضياع، وتطوّرت المنطقة بشكل متزايد منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم.
متحف للنيازك وصخور القمر يجتذب الزوار في ولاية مين الأميركية
تحوّل من منجم مهجور إلى محمية للجمال الطبيعي
متحف للنيازك وصخور القمر يجتذب الزوار في ولاية مين الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة