مصر: كتاب يوثق حياة الشيخ إمام في ذكرى مئوية ميلاده

تضمن 34 تدوينة موسيقية لأشهر أغنياته

غلاف كتاب «الشيخ إمام»
غلاف كتاب «الشيخ إمام»
TT

مصر: كتاب يوثق حياة الشيخ إمام في ذكرى مئوية ميلاده

غلاف كتاب «الشيخ إمام»
غلاف كتاب «الشيخ إمام»

احتفالاً بمرور مائة عام على ميلاد الملحّن المصري الشيخ إمام، صاحب المسيرة الكبيرة في التعبير بصوته وألحانه عن أحلام وطموحات المصريين، بجانب اهتمامه بالقضية الفلسطينية، أصدرت «هيئة قصور الثقافة المصرية»، كتاباً توثّق فيه مسيرة إمام الحياتية والفنية، «الشيخ إمام... الإنسان والفنان»، ويتضمن نصوصاً لمجموعة مختارة من ألحانه، وتدوينات موسيقية لأربع وثلاثين أغنية من أشهر أغنياته، تتنوع بين السياسية والعاطفية والكوميدية والشعبية والدينية.
وينقسم الكتاب الذي أعدَّه سيد مهدي عنبة، رئيس جمعية «الشيخ إمام للفنون والآداب»، لجزأين؛ يضم الأول حواراً مطولاً مع إمام، تحدث فيه عن رحلاته الفنية داخل مصر وخارجها، وحفلاته في كثير من الدّول الأوروبية والعربية، كما تضمّن مقالات عنه كتبها عدد من الكتاب والمبدعين، منهم رفيق رحلته الشاعر أحمد فؤاد نجم، والروائي خيري شلبي، وصافيناز كاظم، وفرج العنتري، والدكتور فؤاد زكريا، وأحمد بهاء الدين شعبان.
كما تضمن الجزء الأول قائمة بأسماء الشعراء الذين لحن وغنى لهم الشيخ إمام، وعددهم 32 شاعراً، ولم يكتفِ الشيخ إمام، الذي وُلِد في 2 يوليو (تموز) عام 1918، بغناء كلمات الشعراء المصريين أمثال أحمد فؤاد نجم، وفؤاد قاعود، وبيرم التونسي، وزكي عمر، وعبد الرحمن الأبنودي، وفؤاد حداد، وسيد حجاب، ونجيب سرور، ونجيب شهاب الدين، وأبو الحسن سلام، وعصمت المسلماني، وعفاف العقاد، بل غنّى الموشحات مثل «هات أيها الساقي»، و«ملا الكاسات»، وقصيدة «أشرق النور»، و«عطر الدنيا بذكر المصطفى»، و«يا رب ما لي سند غيرك»، كما غنى لعدد من الشعراء العرب، ومنهم التونسي آدم فتحي، والفلسطينيون توفيق زياد وتيسير الخطيب وفدوى طوقان، واليمني عبد الله البردوني.
فيما يبرز الجزء الثاني من الكتاب تدوينات موسيقية لعدد من ألحان الشيخ إمام، بجانب كلمات الأغاني، التي تم إنجاز بعضها بمعرفة نخبة من الموسيقيين المصريين، مع تحديد تاريخ خروج كل لحن للجمهور، كما احتوى هذا الجزء على تسع تدوينات أخرى مأخوذة من كتاب «الشيخ إمام ثوابت نضال ومسارات إبداع»، الصادر في تونس عن «دار المنتدى للثّقافة والإعلام»، عام 2015. وهو من تأليف هشام التوايتي وجميل المكني.
واشتهر إمام بألحانه وأغنياته التي تتماس مع القيم النضالية، والتعبير عن قيم الاستقلال والحرية، وقد غنّى لرموز عالمية في هذا المجال، مثل المناضل الأرجنتيني أرنستو تشي جيفارا، وزعيم فيتنام هوشي منه، الذي قاد النّضال لفترة زمنية ضد الاحتلال الأميركي لبلاده حتى وفاته عام 1969.
ويقول مؤلف الكتاب، سيد مهدي عنبة، لـ«الشرق الأوسط»: «الكتاب يهدف إلى تدوين وحفظ تراث الشيخ إمام للأجيال القادمة، حتى لا يضيع أو يندثر»، موضحاً أنّ الجمعية التي يرأسها تعمل على «إبراز ما قدمه الشيخ من ألحان وطنية واجتماعية وعاطفية، فضلاً عن الألحان الكاريكاتيرية، مثل (بقرة حاحا)، و(شرفت يا نيكسون) وغيرهما، وتسعى أيضاً إلى تسليط الضوء على دور الشعراء الآخرين الذين كتبوا أغنيات له، لأنّ معظم الذين يسمعونه يعتقدون أنّ الشاعر أحمد فؤاد نجم هو من كتب كل أغانيه، وهذا غير صحيح، فهناك أكتر من 200 أغنية من كلمات شعراء غيره».
وكشف عنبة أنّه بصدد إعداد كتاب جديد آخر عن الشيخ إمام، يتضمن إبراز قدرته على أداء الأغاني وتلحينها والتعبير عنها باقتدار.
وكان عنبة قد أنشأ جمعيته قبل نحو أربع سنوات، وحدد من ضمن أهدافها توزيع وتدوين الألحان التي أبدعها الشيخ إمام بأسلوب علمي، وجمع تراثه الغنائي والموسيقي، من مصر والدول التي زارها، بجانب إنشاء مكتبة ورقية وإلكترونية تضمّ أعماله، مع اكتشاف ورعاية الموهوبين المنتمين إلى مدرسة «موسيقى وغناء الرأي»، لرائدها الراحل الشيخ إمام.
ويكشف كتاب «الشيخ إمام الإنسان والفنان»، أن الشيخ إمام تعاون بألحانه، التي تُقدّر بنحو 300 أغنية، مع عدد غير قليل من المطربين المصريين، أمثال لبلبة التي غنّت له: «يا خواجة يا ويكا»، وليلى نظمي «ساعة العصاري» و«شوف الحكاية يا وله»، أمّا محمد رشدي فقد غنّى له «الغربة» و«دلي الشيكارة»، أمّا فايدة كامل فقد غنّت له «حي على الكفاح» و«شوف الحكاية».



أفضل طرق الإقلاع عن التدخين الإلكتروني

يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)
يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)
TT

أفضل طرق الإقلاع عن التدخين الإلكتروني

يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)
يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)

نجحت دراسة جديدة قادتها باحثة من جامعة ماساتشوستس أمهرست بالولايات المتحدة في تحديد الاستراتيجيات الأكثر فعالية لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.

وكشفت النتائج، التي نُشرت في «قاعدة بيانات كوكرين» للمراجعات البحثية المنهجية، عن أن «الفارينيكلين» الدواء الذى يوصف طبياً يمكنه مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، وكذلك الحال فيما يتعلق بالتدخلات القائمة على الرسائل النصية عبر الوسائط الإلكترونية.

ويقدم نهج الرسائل النصية مزيجاً من المحتوى التحفيزي، بالإضافة إلى محتوى حول المعايير الاجتماعية والنصائح حول طرق الإقلاع عن التدخين الإلكتروني. فهل أنت مستعد الآن للإقلاع عن التدخين الإلكتروني مع بدايات العام الجديد؟

وقالت المؤلفة الرئيسية جيمي هارتمان بويس، الأستاذة المساعدة للسياسة الصحية والإدارة في كلية الصحة العامة وعلوم الصحة في جامعة ماساتشوستس أمهرست: «هذا مجال بحثي لا يزال في ​​بدايته، ولكنه ينمو بسرعة وبشكل عضوي من خلال الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية ويسألون عن المساعدة للإقلاع عن التدخين».

وأضافت: «نحن نعلم أيضاً أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية بوصفها وسيلة للابتعاد عن التدخين التقليدي، غالباً ما يكونون حريصين على معرفة كيفية الانتقال إلى بر الأمان بعيداً عن التدخين دون الانتكاس مجدداً إلى التدخين التقليدي، وهو أمر مهم حقاً».

ووجدت «مراجعات كوكرين» «أدلة عالية اليقين» على أن السجائر الإلكترونية تؤدي إلى فرص أفضل للإقلاع عن التدخين مقارنة باللصقات أو العلكة أو أقراص الاستحلاب أو غيرها من علاجات استبدال النيكوتين التقليدية.

كما توصلت إلى أن البرامج المصممة لتقديم الدعم عبر الرسائل النصية تبدو فعالة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و24 عاماً. كما كان دواء «فارينيكلين» فعالاً بشكل محتمل للبالغين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.

وكان فريق العلماء، بما في ذلك المؤلفان الرئيسيان نيكولا ليندسون وأيلسا بتلر في قسم علوم الرعاية الصحية الأولية بجامعة أكسفورد البريطانية، قد فحصوا نتائج 9 دراسات عشوائية ذات صلة شملت أكثر من 5 آلاف مشارك. وكان هدف الباحثين هو تقييم فعالية الأدوات التي تم اختبارها لمساعدة الأفراد على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني. ونظراً للعدد المحدود من الدراسات، يوضح الباحثون أن هذه الأدلة تحتاج إلى مزيد من التحقيق.

وهو ما علق عليه بتلر: «مع نتائج مراجعة (كوكرين)، أصبح لدى المتخصصين في الرعاية الصحية الآن أدلة أولية على مناهج محددة يمكنهم التوصية بها، وخصوصاً للشباب الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين الإلكتروني. ومع ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من البحث لاستكشاف هذه الأساليب وغيرها».

ويبدأ الأفراد، وخصوصاً الشباب الذين لم يدخنوا قط، في التدخين الإلكتروني وقد يواجهون مخاطر صحية أو يطورون اعتماداً على النيكوتين.

وتقول هارتمان بويس: «أعتقد أنه من الواضح أن النهج الذي جرى التوصل إليه يساعد الشباب». وأضافت: «السؤال هو هل سيساعد ذلك مجموعات سكانية أخرى؟».

وتوضح هارتمان بويس أن هناك دراسات أكثر صلة جارية، وستظل هذه القضية ذات أولوية عالية لدى «كوكرين»، مشددة على أن: «هذه منطقة بحثية مبكرة حقاً».

قبل أن تختتم كلامها: «هذه مراجعة حية ومنهجية، وسنبحث عن أدلة جديدة، ونقوم بتحديث المراجعة فور صدورها، لأننا نعلم أن هذا البحث يتطور يوماً بعد آخر».