45 شابا من عرب إسرائيل ينضمون إلى «داعش»

مسؤول سابق في المخابرات الإسرائيلية: لسنا قلقين وهم تحت السيطرة

45 شابا من عرب إسرائيل ينضمون إلى «داعش»
TT

45 شابا من عرب إسرائيل ينضمون إلى «داعش»

45 شابا من عرب إسرائيل ينضمون إلى «داعش»

رغم الإعلان عن أن 45 شابا من مواطني إسرائيل العرب (فلسطينيي 48) انضموا إلى تنظيم داعش، ترفض المخابرات الإسرائيلية (الشاباك)، رؤية الأمر «ظاهرة مقلقة». وتقول إنها «موضة شبابية عابرة يمكن القول إنها تحت السيطرة».
وقال الجنرال يرون بلوم، وهو مسؤول كبير سابق في المخابرات، معقبا على نبأ يقول إن هناك نحو 45 شابا من فلسطينيي 48 دخلوا سوريا وبعضهم العراق وحاربوا في صفوف داعش، إن «الشاباك» يعرف كيف يصل إلى أولئك الذين خرجوا للانضمام إلى نشطاء الجهاد العالمي. وأضاف: «حسب التجربة المتراكمة، هناك مؤشرات دالة ومزايا واضحة لأولئك الذين ينضمون إلى التنظيم. فالمنضمون كانوا ينتمون إلى الجناح الشمالي من الحركة الإسلامية بل وإلى جماعة السلفيين المتطرفين، رجال مسجد شهاب الدين في الناصرة، برئاسة الإمام الأكثر تطرفا في الوسط العربي الإسرائيلي – الشيخ ناظم سليم سكفي. ومنذ 3 عقود ومجموعة ساكفة تتركز في الجليل الأدنى، وللدقة في المثلث الجغرافي إكسال – يافة الناصرة والناصرة. بيد أن هذه الظاهرة هامشية، رغم ما تحمله من معان خطيرة، كون أعضائها يمارسون جرائم وحشية كبيرة باسم الإسلام».
ويتابع بلوم: «هنالك خوف من أن تلك القلة ممن اجتازوا الحافة الآيديولوجية، كانوا هناك في سوريا والعراق وقاتلوا بأنفسهم وقتلوا بأيديهم أناسا أبرياء، فقد يرغبون في عمل ذلك مرة أخرى، هنا في إسرائيل، لدى عودتهم إلى البلاد. وسينضم إليهم شبان تسربوا من الدوائر الاجتماعية للعالم الديني الذين للسأم وانعدام الرضى قد يتوصلون إلى الاستنتاج بأن حرب الجهاد يجب أن تجري هنا والآن. ولكن في الغالب، وعلى الرغم من أن الحديث يدور عن عصب صغيرة وكتيمة، والتسلل الاستخباري إليها صعب جدا، فإنني أستطيع القول من تجربتي في المخابرات، بأن الجهاز (يقصد الشاباك) قادر على تشخيص هؤلاء الأفراد ويعرف كيف يجعل المؤشرات الدالة معلومات نوعية وفي بعض الحالات إحباط نوايا لتنفيذ عمليات».
وكان مصدر سياسي أكد أن نحو 45 شابا من فلسطينيي 48 انضموا إلى داعش حتى الآن، أحدهم يدعى أحمد محمد حبشي (23 عاما)، قتل في الأسبوع الأخير في العراق. وقد عاد 5 منهم إلى إسرائيل وتم اعتقالهم ويخضعون حاليا إلى القضاء. وقد حكم على أحدهم، ويدعى أحمد الشربجي من أم الفحم (23 عاما)، بالسجن عامين بعد اعترافه وإدانته بدخول أرض دولة معادية والتدرب على السلاح وممارسة العنف الآيديولوجي والإرهاب. وقد حاول محامي الدفاع أن يوضح أن موكله ذهب لمحاربة النظام السوري وهذا لا يمس أمن إسرائيل. لكن القاضي رفض هذا التفسير وقال: إن الظاهرة خطيرة وينبغي أن يصدر حكم رادع بشأنها.
وقد هاجم أيوب قرة، نائب الوزير في الحكومة السابقة عن حزب الليكود، قرار المحكمة وقال: إنه متساهل ولا يشكل ردعا. وتساءل إن لم يكن هذا بمثابة «غض طرف عن خطورة القضية»، كشف أنه ومجموعة من رجال المعارضة المعتدلين في سوريا يحاولون الوصول إلى هؤلاء الشبان ليقنعوهم بإجراء مكالمات هاتفية مع ذويهم في إسرائيل، الذين يحاولون إقناعهم بالعودة.
تجدر الإشارة إلى أن المخابرات الإسرائيلية تستخدم هؤلاء الشباب لجمع المعلومات التفصيلية عن تحركات «داعش» ونوعية ممارساته. فتداهم بيوتهم وتفتشها وتصادر الحواسيب الشخصية التابعة لهم وتعتقل أفراد عائلاتهم للتحقيق. كما أنها تحقق مع العائدين منهم وتسحب منهم معلومات. وتقنعهم بالتكلم بإسهاب حتى تعطيهم حكما مخففا.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.