ما بين جولات بالمناطق الأثرية بالقاهرة التاريخية، ومحاضرات تثقيفية وورش فنية، تشارك 50 سيدة من محاربات السرطان، ونساء فقدن أبناءهن بسبب المرض، في مبادرة «كل شيء صغير جميل» التي تسعى لاستخدام الآثار وفنون العمارة والألوان في البنايات التاريخية بما تحظى به من جمهور نوعي لمساعدتهن على مقاومة المرض.
تضمنت المبادرة التي أطلقتها إدارة الوعي الأثري بالقاهرة التاريخية بالتعاون مع جمعية «نريد حياة» جولات في عدد من المناطق الأثرية بالقاهرة التاريخية، وركزت الجولات على بنايات أثرية خاصة بنساء تحولن إلى أيقونات تاريخية وحظين بشهرة واسعة، مثل منزل زينب خاتون، والست وسيلة بحي الأزهر التاريخي، لتحفيز المريضات على مقاومة المرض والتغلب على تأثيراته النفسية من خلال معرفة تاريخ كفاح نماذج نسائية في عصور تاريخية مختلفة.
وتتداخل الجولات مع محاضرات تثقيفية متنوعة تنظم داخل البنايات الأثرية التي تحولت إلى مراكز للإبداع والفنون، لتتمازج النظريات العلمية التي يطرحها بطريقة مبسطة خبراء في الآثار والعمارة والفنون التراثية حول تأثير البنايات الأثرية والألوان في بناء طاقة إيجابية تساعد المريضات في المقاومة، مع الأجواء التراثية للمنازل الأثرية وعبقها التاريخي، ومن المعروض أن المصريين القدماء عرفوا مرض السرطان، وقاوموه بطرق علاجية ناجعة.
الباحثة الأثرية الدكتورة هبة عبد العزيز، مفتشة الآثار بإدارة الوعي الأثري بالقاهرة التاريخية تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الآثار والعمارة وفنونها تسهم في تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية لدى المريضات، وخلق جو من الأمل والتفاؤل يساعدهن في المقاومة، وقد اخترنا تنظيم جولات في بنايات أثرية لنساء مثل زينب خاتون والست وسيلة لأن الزيارة ومعايشة الأجواء التراثية خلال معرفة قصص كفاح هؤلاء النساء يعطي المريضات قوة وقدرة على المقاومة».
وتنظم المبادرة ورشاً للحرف اليدوية التراثية للنساء المشاركات اللاتي يتنوعن ما بين محاربات للسرطان، وأمهات فقدن أبناءهن بسبب المرض، بينها ورش لصناعة الحلي، وصناعة الزي التراثي، والبورتريه، وصناعة باترون الجونلة، وورشة لإعادة تدوير ملابس «الجينز» في شكل منتجات تراثية، ويختتم البرنامج بمعرض للمنتجات التي تمت صناعتها خلال الورش في 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وتنوعت المحاضرات التثقيفية لتطرح أفكاراً كثيرة حول تأثير الآثار والعمارة وفنونها والألوان على الحالة النفسية للمريض، والنظريات العلمية التي تتناول التأثيرات المختلفة للألوان على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، ودورها في تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية وبث روح الأمل لدى المرضى.
الدكتورة غدير خليفة أستاذة الآثار والعمارة بكلية الآثار جامعة الفيوم، التي شاركت بمحاضرة تحت عنوان «الألوان في العمارة الإسلامية وتأثيرها النفسي على حالة المريض»، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «فنون العمارة في البنايات الأثرية بشكل عام لها تأثير إيجابي على الإنسان، وتسهم في خلق طاقة إيجابية تبثها عناصر الجمال الفني المختلفة التي تمتزج فيها أنواع متعددة من فنون العمارة، سواء ما يتعلق بالتصميمات التي تتمتع برحابة تبعث في النفس البشرية شعوراً جيداً، أو فنون الزخارف والديكور».
وتشير خليفة إلى أن «فنون العمارة في البنايات الأثرية وظفت تأثير الألوان على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان بطريقة مبهرة، إذ إن كل لون يحمل دلالات وتأثيرات مختلفة على النفس، فاللون الأبيض يبعث على الصفاء والنقاء والراحة، والأزرق رمز للسلام يبعث على الهدوء، وأثبتت النظريات العلمية الحديثة تأثير الألوان في العلاج النفسي بشكل فعال، ونجد في العمارة الإسلامية تنوعاً كبيراً في توظيف الألوان منفردة أو من خلال التمازج، لتختلف كل بناية عن الأخرى، فالمسجد يستخدم ألواناً تبعث على الهدوء والسكينة والخشوع، والمستشفى تغلب عليه ألوان تبعث على الاسترخاء والاطمئنان، كما شاع استخدام الإيحاءات اللونية للزجاج المأخوذة من عمارة الكنائس والأديرة خلال العصر القبطي، لما لانعكاس الألوان على الأعمال الزجاجية من تأثيرات نفسية كبرى على الإنسان».
7:49 دقيقة
«كل شيء صغير جميل»... مبادرة مصرية لـ«محاربة السرطان»
https://aawsat.com/home/article/2030476/%C2%AB%D9%83%D9%84-%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%C2%BB-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%80%C2%AB%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%C2%BB
«كل شيء صغير جميل»... مبادرة مصرية لـ«محاربة السرطان»
تضمنت جولات بالمناطق الأثرية وورشاً فنية
- القاهرة: عصام فضل
- القاهرة: عصام فضل
«كل شيء صغير جميل»... مبادرة مصرية لـ«محاربة السرطان»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة