«الوحوش الزجاجية» و«بر» يستحوذان على جوائز مهرجان الإسكندرية المسرحي

أشرف زكي: نتمنى مضاعفة عدد الدول المشاركة في النسخة الثانية

الفنان أحمد السعدني وفتحي عبد الوهاب أثناء تقديم حفل ختام المهرجان
الفنان أحمد السعدني وفتحي عبد الوهاب أثناء تقديم حفل ختام المهرجان
TT

«الوحوش الزجاجية» و«بر» يستحوذان على جوائز مهرجان الإسكندرية المسرحي

الفنان أحمد السعدني وفتحي عبد الوهاب أثناء تقديم حفل ختام المهرجان
الفنان أحمد السعدني وفتحي عبد الوهاب أثناء تقديم حفل ختام المهرجان

استحوذت العروض المصرية والأردنية على جوائز الدورة الأولى من «مهرجان الإسكندرية المسرحي العربي للمعاهد والكليات المتخصصة»، الذي اختتمت فعالياته، مساء أول من أمس، بمكتبة الإسكندرية، بحضور عدد كبير من الفنانين والأكاديميين المصريين والعرب.
وقدم حفل الختام كل من الفنانين أحمد صلاح السعدني، وفتحي عبد الوهاب، اللذين حاولا إضافة نوع من البهجة والكوميديا على أجواء الحفل، وحصد العرض المسرحي «الوحوش الزجاجية» نصيب من الأسد من جوائز المهرجان، إذ قدمت الفنانة سميرة محسن، رئيس لجنة التحكيم جائزة أفضل عرض مسرحي لمخرج العرض يوسف الأسدي، كما فازت ريم المصري، بجائزة أفضل ممثلة دور أول، وقدم الجائزة لها الفنان السوري جمال سليمان، كما حصدت شريهان الشاذلي جائزة أفضل ممثلة دور ثان، وقدمها لها الفنان إياد نصار.
وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة العرض المسرحي «هناء» للمخرج ضياء حجازي من المغرب، وفاز بجائزة أفضل ممثل دور أول جوزيف عقيقي من لبنان عن عرض «الديكتاتور»، وفاز بجائزة أفضل تصميم رقصات المخرج محمد الكلزة من فريق قسم المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية عبر عرض «جبر الخواطر»، وحصل على جائزة أفضل إضاءة عن عرض «موشكا» من سلطنة عمان، وحصلت على أفضل أزياء حصة العباد عن عرض «الخروج إلى الحياة» من الكويت، وحصل على جائزة أفضل إعداد موسيقي عرض «جبر الخواطر»، وذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثان إلى حسن السيد عن عرض «أصحاب السعادة» لفريق قسم المسرح بكلية الآداب جامعة عين شمس.
وقدمت الدكتورة الأردنية عزة القصابي جوائز النصوص، وحصدت جائزة أفضل نص معد دلال فياض عن عرض «بر» من الأردن، بينما حصل على جائزة أفضل نص مؤلف محمد الكلزة عن عرض «جبر الخواطر» وقدم الدكتور الكويتي فهد السليم جائزة أفضل إخراج التي حصلت عليها أيضاً دلال فياض عن عرض «بر» من الأردن.
بدوره، أعرب الفنان أشرف زكي، مؤسس المهرجان، عن سعادته بنجاح الدورة الأولى، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «فخور بالنجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى، وبالتجمع العربي الذي شهدته مدينة الإسكندرية، فنحن منذ سنوات طويلة كنا نحلم بمهرجان يجمع الشباب العربي في مكان واحد، والحمد لله تحقق الحلم في الأراضي المصرية».
وأضاف زكي: «لا بد أن نعترف بأن هناك مشاكل وأخطاء بسيطة وقعنا فيها خلال تنظيم الدورة الأولى، علينا الآن الراحة لبعض الوقت، ثم نبدأ العمل جدياً على الدورة الثانية التي ستقام نهاية عام 2020، التي نريد منه أن تكون أفضل من الدورة الأولى، وأن تجمع جميع شباب المسرح من الوطن العربي، فالدورة الحالية شارك فيها 7 دول، ونتمنى أن تتضاعف عدد الدول في الدورة المقبلة».
وحملت الدورة الأولى للمهرجان اسم المخرج الكبير جلال الشرقاوي، الذي تم منحه وشاح جامعة الملك عبد العزيز للتميز والإبداع عن مساهماته الكبرى في إثراء المسرح المصري والعربي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».