أنظار العالم تتجه إلى «الدرعية» لمتابعة النزال التاريخي بين جوشوا وجونيور

جماهير أكثر من 60 دولة ستوجد في المدرجات... ووصول 200 وسيلة إعلامية دولية لرصد الحدث العالمي للملاكمة

جونيور المتوج بألقاب الاتحاد الدولي للملاكمة يستعرض أحزمة البطولة بجوار خصمه أنثوني جوشوا (الشرق الأوسط)
جونيور المتوج بألقاب الاتحاد الدولي للملاكمة يستعرض أحزمة البطولة بجوار خصمه أنثوني جوشوا (الشرق الأوسط)
TT

أنظار العالم تتجه إلى «الدرعية» لمتابعة النزال التاريخي بين جوشوا وجونيور

جونيور المتوج بألقاب الاتحاد الدولي للملاكمة يستعرض أحزمة البطولة بجوار خصمه أنثوني جوشوا (الشرق الأوسط)
جونيور المتوج بألقاب الاتحاد الدولي للملاكمة يستعرض أحزمة البطولة بجوار خصمه أنثوني جوشوا (الشرق الأوسط)

تتجه أنظار عشاق ومحبي لعبة الملاكمة في العالم اليوم صوب المدينة التاريخية الدرعية القريبة من العاصمة السعودية الرياض لمتابعة نزال بطولة العالم للوزن الثقيل في الملاكمة، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، والذي سيقام في «ميدان الدرعية» وسيجمع بين الملاكمين المكسيكي الأميركي آندي رويز جونيور، المتوج بألقاب الاتحاد الدولي للملاكمة ورابطة الملاكمة العالمية ومنظمة الملاكمة العالمية، والبريطاني أنثوني جوشوا الفائز بالميدالية الذهبية في أولمبياد 2012.
وقال الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية: «ساعات قليلة تفصلنا عن أهم حدث رياضي في العالم هذا العام، بإقامة نزال الدرعية التاريخي في الملاكمة، ولا يسعني إلا أن أشكر في البداية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على دعمهما الكبير والمستمر للفعاليات الرياضية التي تقام بشكل مستمر في المملكة، ومن ضمنها هذا النزال العالمي الذي يحظى باهتمام العالم أجمع من إعلام وجماهير سيشاهدون الحدث عبر الشاشات وعلى أرض الواقع هنا في ميدان الدرعية».
وأضاف: «الاهتمام الإعلامي الأجنبي غير مسبوق، فأكثر من 200 وسيلة إعلامية دولية وصلت إلى المملكة على دفعات وأجرت اللقاءات وحضرت المؤتمرات وزارت ميدان الدرعية، وجميعهم اتفقوا على أمر واحد وهو أن المملكة اليوم تصنع تاريخاً رياضيّاً جديداً، وتقدّم للعالم تحفة معمارية تناسب قيمة الحدث وتجعل كل مواطن سعودي فخوراً بما يراه العالم».
ووصل الآلاف من جماهير البطلين من أكثر من 60 دولة بالعالم إلى المملكة باستخراج تأشيرات السياحة، التي سهّلت لهم القدوم ومتابعة الحدث من جوار الحلبة بعد التسهيلات التي وضعتها القيادة السعودية للسياح الأجانب، وتتيح لهم الحصول على تأشيرة دخول المملكة.
وسينطلق النزال المرتقب مساء اليوم، ويسبقه عدد من المواجهات التمهيدية التي تبدأ من السادسة مساءً، تضم الملاكم السعودي زهير القحطاني، إضافة إلى مايكل هنتر - أليكساندر بوفكتيني - ديليان وايت - مارويز واش - ماغوميدراسول ماجيدوف - توم ليتل - فيليب هيرغوفيتش - أيريك مولينا - هوبي برايس - ودييغو باتشيكو.
وكان الملاكمان البريطاني جوشوا والمكسيكي وريز وصلا الأسبوع الماضي إلى المملكة استعداداً للمواجهة الثأرية بينهما، والتي ستجمعهما في مدينة الدرعية التاريخية، التي تعد أول عاصمة للسعودية ومهداً لبداية توسع البلاد، وهي التي تستضيف الآن عشرات الفنانين العالميين لإحياء ليالٍ صاخبة بالفن والرياضة والثقافة في موسمها الأشهر «موسم الدرعية».
وسيحاول جوشوا في المواجهة التي سميت بـ«اشتباك الكثبان»، استعادة ألقاب الجمعية العالمية، والمنظمة العالمية، والاتحاد الدولي للملاكمة، والتي تنازل عنها في يونيو (حزيران) الماضي بخسارته أمام رويز في نيويورك بالضربة القاضية خلال الجولة السابعة. وسط حلبة تتسع لأكثر من 15 ألف متفرج في ميدان الدرعية.
ووصف فرانك سميث، الرئيس التنفيذي لشركة «ماتش روم» للملاكمة، النزال بأنه «الأضخم على مستوى العالم»، مؤكداً في تصريحاته التي أدلى بها لوسائل إعلام عالمية أن الاهتمام في نزال الدرعية بدأ يتزايد بوتيرة متسارعة جداً. وقال: «الحضور الجماهيري المميز الذي يجمع عشاق اللعبة من السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وبقية بلدان العالم سيضيف للقاء متعة كبيرة وسيبث حماسة في نفوس الملاكمين».
من جهته، أعرب حامل اللقب الحالي آندي رويز جونيورعن سعادته بالوجود في السعودية، مشيراً أنه «بلد مضياف للغاية وعاملوني بكل محبّة منذ وصولي، أنا متحمّس للغاية خصوصاً بعد أن شاهدت العمل الجبار الذي قام به المنظمون لبناء ميدان الدرعية في وقت زمني وجيز، أقل من شهرين».
وأضاف: «تدربت كثيراً استعداداً لهذا النزال، وأنا اليوم أستعد لأن أصنع تاريخاً جديداً من أرض الدرعية، وأعرف جيداً أن جوشوا مستعد تماماً لهذا النزال، وقد خسر كثيراً من وزنه لأجل الفوز، لكنني لن أسمح له بذلك، وسأسعى لأن أبقى كما أنا بطلاً للعالم».
فيما قال البريطاني آنتوني جوشوا، الذي يتطلع لاستعادة الألقاب التي خسرها في يونيو على يد رويز في مدينة نيويورك: «إنها رابع مرة أنافس فيها على لقب بطل العالم... أنا قادم للانتصار، وليس للمشاركة فقط، أنا وآندي مختلفان تماماً في الأسلوب على أرض الحلبة، لكن ما يجب على فعله هو أن أستخدم الوقت أثناء النزال بطريقة أفضل، فأنا لم أتأثر كثيراً بعد النزال الأخير، ما زلت أملك ذات الشغف، وأنا جاهز تماماً لنزال خصمي، وانتصاري لن يكون مفاجأة، بل هو عودة لمكاني الطبيعي الذي اعتدت عليه».
وقدّم جوشوا شكره لكل السعوديين على الحفاوة والضيافة التي وصفها بالرائعة خلال وجوده بالرياض، مشيراً إلى أنه سعيد جداً بزيارة السعودية التي وصفها بالجميلة، ولقائه الشعب السعودي.
يشار إلى أن ميدان الدرعية الذي سيحتضن هذا التنافس قد تم تشييده خصيصاً لهذه المناسبة في وقت زمني قصير منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبمشاركة أكثر من 200 مهندس وخبير على مساحة تبلغ 10 آلاف متر مربع، وتتسع المدرجات لـ15 ألف متفرج، فيما سيشرف على تنظيم هذا الحدث أكثر من 2000 موظف.
ويأتي نزال الدراعية واحداً من مجموعة من الأنشطة العالمية المتنوعة في «موسم الدرعية» كسباقات «فورمولا إي»، و«كأس الدرعية للتنس»، ومهرجان الدرعية للفروسية بمشاركة نخبة من الفرسان الذين يتنافسون للتأهل إلى أولمبياد «طوكيو 2020».


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية النزال سيقام يوم السبت 21 سبتمبر 2024 (الشرق الأوسط)

آل الشيخ: 96 ألف تذكرة في نزال «ويمبلي - موسم الرياض»

أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه حصول «موسم الرياض» على الموافقة لزيادة عدد التذاكر إلى 96 ألف متفرج لنزال بطاقة موسم الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية «موسم الرياض» سيكون حافلاً بالفعاليات الرياضية (الشرق الأوسط)

«موسم الرياض» يكشف النقاب عن فعالياته الرياضية: بادل وتنس وسوبر ونزالات عملاقة

كشف رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ تفاصيل «موسم الرياض 2024» الذي ستنطلق فعالياته في 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية النزالات ستقام يوم ٢٠ سبتمبر المقبل (الشرق الأوسط)

نزالات المقاتلين المحترفين: مواجهات مرتقبة مع اقتراب الموعد... والقحطاني يتوعد

أعلنت رابطة المقاتلين المحترفين «وهي المنظمة التي تقيم الدوري الرياضي الأسرع نمواً والأكثر ابتكاراً في العالم» عن مواجهات نصف النهائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية ملعب ويمبلي سيحتضن النزال الكبير في 21 سبتمبر المقبل (الشرق الأوسط)

آل الشيخ يعلن نفاد تذاكر «نزال موسم الرياض في لندن»

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه عن نفاد جميع تذاكر الدخول العامة لنزال موسم الرياض بلندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».