في مثل هذا اليوم قبل 40 عاما (5 ديسمبر/كانون الأول 1979)، صدرت صحيفة «الشرق الأوسط» بخبر على صفحتها الأولى تحت عنوان: «+الصلاة في المسجد الحرام غدا... القبض على زعيم العصابة حيا بعد تطهير جميع الأقبية من الخوارج»، معلنة انتهاء حادث احتلال الحرم المكي بقيادة جهيمان العتيبي، بعد اسبوعين محوريين في تاريخ السعودية الحديث.
وجاء في الخبر: «علمت «الشرق الأوسط» أن الصلاة ستقام يوم غد او صباح الجمعة بعد ان طهرت قوات الأمن السعودية تماما جميع أقبية المسجد من فلول الخارجين عن الدين». وأضاف: «وتمكنت سلطات الأمن من القبض على زعيم العصابة جهيمان العتيبي حيا». وأشار الخبر إلى أن الخبراء العسكريين كانوا يقدرون وقتا أطول جدا من الوقت الذي استغرقته فترة انهاء العملية وإجبار العصابة على الاستسلام لانهم كانوا متمركزين في اماكن محصنة جدا.
وفي صفحة الرأي بالعدد ذاته، كتب رئيس تحرير «الشرق الأوسط»، آنذاك، عرفان نظام الدين مقالا تحت عنوان «سقوط الأضاليل» قال فيه: «انتهت عملية الاعتداء على المسجد الحرام وظهرت الحقائق أمام الرأي العربي والإسلامي لتدحض كل الشائعات والافتراءات والأضاليل». وأضاف: «سرعان ما اندثر هذا الزبد وسطعت الشمس الحقيقية فبان وجه الأمة العملاقة وتوارى الأقزام الذين حاولوا التطاول عليها».
كما ضم العدد في صفحة الأخبار المصورة، لقطتين من الكعبة، الأولى لحجاج ومواطنين سعوديين يتبركون من الكعبة المشرفة، فيما يقف اثنان من الحرس قرب الحجر الأسود، والثانية لأحد أبواب الحرم الشريف بعد تطهيره من المهاجمين.
وضمت الصفحة الأولى من عدد «الشرق الأوسط» الصادر في 6 ديسمبر ضمت صفحته الأولى خبر إقامة صلاة الجمعة في المسجد الحرام وتفاصيل جديدة عن عملية القضاء على العصابة. وقال: علمت «الشرق الأوسط» ان جهيمان كان منتسبا قبل عدة سنوات إلى الحرس الوطني ولكنه فصل منه بسبب سوء سلوكه، ثم ادعى التدين وسار في طريق منحرف إلى ان التقى بمحمد عبدالله القحطاني وتمكن من السيطرة عليه وعلى الجماعة الملتفة حوله وأقنعه بأنه المهدي المنتظر». وكشف أن الأمير سلطان وزير الدفاع، والأمير نايف وزير الداخلية، والأمير فواز أمير مكة اجتمعوا بولي العهد الأمير فهد وقدموا له تقريرا كاملا عن ملابسات الحادث البشع قبل تقديمهم التفاصيل إلى الملك خالد في الرياض.
احتل جهيمان وجماعته الحرم المكي 14 يوماً، قبل اربعة عقود، تزامنا مع أحداث سياسية ألهبت المنطقة مثل قيام الثورة الاسلامية الايرانية. واستحضرت منهج التكفير الذي كان يفتي به حركات متطرفة من بعده، ما أثر على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حتى بعد إعدامه.