«الإسكندرية للمسرح العربي» ينطلق بمشاركة 7 دول بينها السعودية

المهرجان كرّم الشرقاوي وصبحي والنبوي وداود حسين

تكريم الفنان محمد صبحي (الشرق الأوسط)
تكريم الفنان محمد صبحي (الشرق الأوسط)
TT

«الإسكندرية للمسرح العربي» ينطلق بمشاركة 7 دول بينها السعودية

تكريم الفنان محمد صبحي (الشرق الأوسط)
تكريم الفنان محمد صبحي (الشرق الأوسط)

انطلقت أعمال الدورة الأولى لمهرجان «الإسكندرية المسرحي العربي للمعاهد والكليات المتخصصة»، الذي تتواصل فعالياته، حتى الأحد المقبل، بمشاركة سبع دول عربية تقدم 10 عروض من بينها العمل السعودي «العاصفة»، الذي يمثل جامعة الملك عبد العزيز.
وافتتحت الدكتورة، إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، ومحمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أول من أمس، فعاليات المهرجان، وافتتحته الدفعة الأولى من معهد الفنون المسرحية بالإسكندرية ضمن عروض مختلفة تحمل اسم «الحلم».
وبدأ الحفل الذي قدمه الفنانان إيهاب فهمي ومها أحمد، بعرض فيلم بعنوان «المكرمون» تضمّن مشاهد للشخصيات التي كُرمت، وهي: «محمد صبحي، وخالد النبوي، والفنان الكويتي داود حسين، والناقد المسرحي المصري حسن عطية، والدكتور عصام أحمد الكردي رئيس جامعة الإسكندرية، والمخرج المسرحي البارز جلال الشرقاوي الذي تحمل الدورة الأولى اسمه تكريماً له ولمشواره الحافل في المسرح».
وأشار علاء عبد العزيز سليمان، رئيس المهرجان، إلى أنّ «الهدف من إقامة هذا الحدث الفني جاء تأكيداً لقيمة العلم وارتباطه بالفن، ولذلك كان يجب أن تقيمه أكاديمية الفنون والمعهد العالي للفنون المسرحية نظراً لتاريخهما الطويل ودورهما الرائد في مجال الفن في مصر والعالم العربي».
وأضاف عبد العزيز، أنّ «اختيار مدينة الإسكندرية لإقامة المهرجان جاء رغبة في دعم فرع المعهد العالي للفنون المسرحية هناك».
وعبّر الفنان أشرف زكي عن شكره لمدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور مصطفى الفقي لتعاونه وتشجيعه عبر دعم المهرجان، وفي كلمته تحدث الفقي عن أنّ «المسرح هو أبو الفنون، ودائماً تكون هناك علاقة وطيدة بينه وبين السياسة لأنّ الفن يعد صناعة للحياة وبه يُحارب الإرهاب ويُهدم التطرف».
وأعربت الدكتورة إيناس عبد الدايم، في كلمتها عن سعادتها البالغة لإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، التي وصفتها بكونها «طاقة نور في مجال الثقافة والمسرح العربي».
وخلال تكريمه، حرص الفنان خالد النبوي على إهداء الجائزة إلى روح والديه اللذين رحلا عن دنيانا منذ عدة سنوات، وروح الفنان الكبير الراحل عبد المنعم مدبولي الذي أسند له دوراً كبيراً في مسرحيته «الجنزير»، كما قدم شكراً خاصاً للفنان جلال الشرقاوي لكونه أول من تبناه على خشبة المسرح.
وتحدث الفنان محمد صبحي إلى «الشرق الأوسط»، معتبراً أنّ «مدينة الإسكندرية لها فضل كبير على مشواره»، وقال إنّه «لا يوجد فنان مسرحي لا يحب الإسكندرية، ولم يقدم عروضه الفنية على مسارحها العديدة، لأنّها معروفة بتاريخها المسرحي منذ عقود».
وعن تكريم الفنان خالد النبوي، قال صبحي إنّه «فنان كبير ويستحق التكريم، وأنا سعيد للغاية بتكريمه، وهذا الجيل يحتاج دوماً منا المساعدة والمساندة، فأتذكر حينما كنت في عمره، كان هناك عمالقة يساعدوني مثل الراحلين محمود المليجي وتوفيق الدقن اللذين ظلا إلى جانبي وقت عرض مسرحية (انتهى الدرس يا غبي)، وقدماني للجمهور المصري والعربي إلى أن أصبحت معروفاً في الأوساط الفنية المصرية والعربية».
أمّا الفنان الكويتي داود حسين فتحدث عن تكريمه قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «جئت إلى القاهرة أحمل حب الكويتيين للمصريين، فأنا لا أعتبر نفسي كويتياً فقط، فأنا كويتي مصري عربي، وتكريمي اليوم شهادة نجاح كبيرة على ما قدمته خلال مسيرتي الفنية الطويلة». وتابع: «لو أردت أن أهدي تكريمي لعدد من الأساتذة الذين ساندوني خلال مشواري الفني فهناك شخص في الكويت وهو سعيد خطاب، وشخصان في مصر لم ولن أنساهما أبداً هما الفنانان الراحلان سعد أردش، وأحمد عبد الحليم».
واختتمت فعاليات الحفل الافتتاحي بصورة تذكارية لأعضاء لجنة التحكيم الدولية التي ترأستها الفنانة سميرة محسن، وتضم في عضويتها الفنان السوري جمال سليمان، والأردنيين إياد نصار ومنذر رياحنة، والمخرج المصري محمد سامي، والفنانة المصرية لقاء الخميسي، ومهندس الديكور المصري أحمد عبد العزيز، فضلاً عن الناقدة العمانية عزة القصابي، والناقد الكويتي فهد السليم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».