نتنياهو يلغي زيارة لندن لأن {أحداً لن يستطيع استقباله}

TT

نتنياهو يلغي زيارة لندن لأن {أحداً لن يستطيع استقباله}

ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الزيارة التي رغب في القيام بها إلى لندن للمشاركة في مؤتمر قمة حلف شمال الأطلسي، اليوم الثلاثاء، واكتفى بإجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو، إنه ألغى الزيارة بسبب المصاعب التقنية، إذ إن البريطانيين لم يتمكنوا من ترتيب اللقاءات التي طلبها. لكن مصادر أخرى دبلوماسية، قالت إن نتنياهو اضطر لإلغاء الزيارة، لأن أحداً من المسؤولين المشاركين في اجتماعات «ناتو»، ممن طلب لقاءهم لم يتحمس للقائه. وربط هؤلاء بين هذا القرار وبين تصريحاته التي سبقت الزيارة، وفيها هاجم دول الاتحاد الأوروبي واتهمها بالتهادن مع إيران.
كان نتنياهو قد أجرى مكالمة هاتفية مع ترمب، أمس الاثنين، حول إيران وقضايا أخرى. وقال مصدر في تل أبيب إن نتنياهو، الذي يتوق في مثل هذا الوقت إلى الأيام التي كان فيها ترمب يحتضنه ويعامله بدلال ويلتقيه عدة مرات في السنة، كان يأمل أن يعرض عليه ترمب أن يلتقيه في لندن، على هامش المؤتمر. لكن الأمر لم يحصل. وكما قال البيت الأبيض، في بيان مقتضب عبر البريد الإلكتروني، فإن «الزعيمين ناقشا التهديد الذي تمثله إيران، بالإضافة إلى قضايا أخرى ثنائية وإقليمية مهمة».
وعلم أن نتنياهو طلب لقاء كل من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والبريطاني بوريس جونسون، وزعماء آخرين. وبعد إعلانه أنه سيزور لندن للقائهم، أصدر بياناً رسمياً، أول من أمس، هاجم فيه الأوروبيين بشدة واتهمهم بمهادنة إيران.
ومما جاء في بيانه الرسمي: «في كل من طهران وبغداد وبيروت، يخرج الناس إلى الشوارع. يتم ذبحهم بالمئات ولكنهم يستمرون في الاحتجاجات. طغاة طهران يطلقون عليهم النار. وفي الوقت الذي تتصدى فيه شعوب الشرق الأوسط بكل شجاعة لإيران ولجلاديها، يحدث شيء سخيف: أوروبا تعمل من أجل الالتفاف على العقوبات الأميركية التي فرضت على إيران. في الوقت الذي يقتل النظام الإيراني مواطنيه، فإن دولاً أوروبية تتسرع إلى دعم هذا النظام القاتل بالذات». وتابع بقوله، «إنه في الوقت الذي تقصف فيه إيران، المنشآت النفطية السعودية، وتسعى لتخصيب اليورانيوم من أجل تصنيع الأسلحة النووية، فإن دولاً أوروبية تسعى إلى أن تقدم لها المزيد من التنازلات... يجب على تلك الدول الأوروبية أن تخجل من نفسها. ألم تتعلم من التاريخ؟».
وختم نتنياهو قائلاً إن هذا هو الوقت المناسب لتغيير المسار، ولتشديد الضغوط على إيران، وليس لتخفيفها. هذا هو الوقت المناسب للانضمام إلى الولايات المتحدة: «ولأولئك الذين يدعمون ترضية إيران أقول: التاريخ ومواطنوكم سيحاكمونكم بشكل قاس. غيروا المسار الآن».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.