«نزال الدرعية» يعزز مكانة السعودية وجهةً لتنظيم البطولات العالمية

المدرب الأميركي نيتلز قال إن النزال مصدر إلهام للأجيال الشابة وبالنسبة له شخصياً

مدرب الملاكمة الأميركي نيتلز ناصر أكد أن النزال سيلهم الملاكمين الصاعدين في منطقة الشرق الأوسط (الشرق الأوسط)
مدرب الملاكمة الأميركي نيتلز ناصر أكد أن النزال سيلهم الملاكمين الصاعدين في منطقة الشرق الأوسط (الشرق الأوسط)
TT

«نزال الدرعية» يعزز مكانة السعودية وجهةً لتنظيم البطولات العالمية

مدرب الملاكمة الأميركي نيتلز ناصر أكد أن النزال سيلهم الملاكمين الصاعدين في منطقة الشرق الأوسط (الشرق الأوسط)
مدرب الملاكمة الأميركي نيتلز ناصر أكد أن النزال سيلهم الملاكمين الصاعدين في منطقة الشرق الأوسط (الشرق الأوسط)

يفسح «نزال الدرعية التاريخي» المجال واسعاً أمام السعودية لتنظيم بطولات عالمية جديدة، في هذه الرياضة التي تحظى بشعبية كبيرة في كثير من دول العالم، في الوقت الذي سيكون فيه للنزال المقررة إقامته في «مدينة الدرعية» موئل الدولة السعودية الأولى وأرض الملوك والفرسان، دور فاعل في إلهام عشاق الملاكمة السعوديين لمتابعة طموحاتهم في اللعبة.
وأكد نيتلز ناصر، وهو مدرّب محترف في رياضة الملاكمة، ويعمل في مدينة جدة، أن هذه الرياضة تشهد حالياً نهضة قوية في المملكة، لا سيما مع النزال المرتقب الذي تستضيفه صالة «الدرعية أرينا»، بين بطل العالم آندي رويز جونيور ومتحدِّيه أنتوني جوشوا.
ويتولى ناصر، المدرب الأميركي من أصل فلسطيني، والذي ينحدر من مدينة نيوجيرسي الأميركية، حالياً تدريب الملاكمين الواعدين في المملكة والشرق الأوسط، بالتعاون مع أعضاء فريقه في أكاديمية «جيه كيه أو» للملاكمة. ونوّه ناصر إلى دور الفعاليات الرائدة مثل النزال المرتقب، الذي يقام يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) في منطقة الدرعية المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو»، في إلهام الرياضيين الذين يقوم بتدريبهم.
وقال ناصر: «يعد هذا النزال إنجازاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى، ويزيد من تميزه أنه يقام في المملكة العربية السعودية. ويشكل هذا النزال مصدر إلهام للأجيال الشابة، وبالنسبة لي شخصياً، فهو يندرج ضمن بطولة العالم للملاكمة في الوزن الثقيل، ويقام هنا في المملكة العربية السعودية. وتعد (ماديسون سكوير غاردن) في مدينة نيويورك حالياً المقر العالمي للملاكمة، ولكن يمكن للمملكة أن تصبح منافساً لها في هذا الميدان، وهو أمر رائع حقاً. لقد أمضيت ثلاثة أعوام في ربوع المملكة، ولم أكن أتصور أننا سنشهد إقامة نزال من هذا الحجم على أراضيها».
ويرى ناصر، البالغ من العمر 33 عاماً، والذي بدأ مسيرته الرياضية ملاكماً محترفاً، ولكنه توقف بعد فترة قصيرة نتيجة لتعرضه للإصابة في عام 1992، أن رياضة الملاكمة شهدت تحولاً نوعياً في المملكة منذ شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، عندما تغلَّب البطل كالوم سميث على منافسه جورج جروفز في نهائي السوبر العالمي للملاكمة في الوزن المتوسط، أول نزال كبير تستضيفه المملكة بإشراف الهيئة العامة للرياضة، والتي تعد الجهة المضيفة لـ«نزال الدرعية التاريخي».
وأضاف ناصر: «أصبحت أجواء نوادي الملاكمة في المملكة العربية السعودية الآن مفعمة بالحياة. فعند وصولي إلى هنا لم تكن هذه الرياضة تحظى بشعبية واسعة. وكان من النادر أن يتم سماع الناس وهم يتدربون في صالات الملاكمة. أما اليوم، فقد أصبحت أندية الملاكمة مزدحمة بالرياضيين المفعمين بالثقة والشغف تجاه هذه الرياضة، والذين يؤمنون بقدرتهم على تحقيق إنجازات مهمة في هذا المجال. عندما استضافت المملكة بطولة كأس محمد علي في العام الماضي، شهدنا حضوراً مميزاً لعدد من ألمع نجوم الملاكمة، من أمثال نسيم حامد، الملقب بالأمير، والبطل العالمي إيفاندر هوليفيلد؛ ورأينا اندفاع الجمهور للقاء بهما، والتقاط الصور معهما. واليوم، تستضيف المملكة واحدة من أهم مباريات بطولة العالم في الملاكمة، والتي تجمع آندي رويز جونيور وأنتوني جوشوا. ولا شك أن هذه الفعاليات غير المسبوقة تسهم بشكل فاعل في تعزيز حضور رياضة الملاكمة في المملكة».
وتشمل قائمة الرياضيين الذين قام ناصر بتدريبهم في المملكة، الملاكم السعودي عبد الفتاح جليدان من جدة، البالغ من العمر 40 عاماً، والذي شارك للمرة الثانية في حياته ملاكماً محترفاً خلال نهائي السوبر العالمي للملاكمة. وسجل جليدان خلال هذا اللقاء فوزاً مستحقاً أمام جمهوره المحلي في المملكة، خلال مباراة وصفها بأنها «حلم يتحول إلى حقيقة».
وفي هذا السياق، قال ناصر: «عندما ننظر إلى أشخاص مثل عبد الفتاح جليدان، فإننا نرى فيه أحد الرياضيين الذين كانوا يتطلعون طوال عمرهم إلى أن يصبحوا من الملاكمين المحترفين. وكان جليدان يتدرب منذ سنوات طويلة حتى قبل أن تكتسب رياضة الملاكمة هذه الشعبية الواسعة في المملكة، وقد نجح وهو في هذه المرحلة العمرية في تحقيق الفوز بالمباريات الاحترافية، بفضل شغفه البالغ بهذه الرياضة. ومع توفر مزيد من الملاكمين السعوديين ممن يتمتعون بمثل هذا الشغف، فلا شك في أنها مسألة وقت، قبل أن تقدم المملكة أحد الأبطال العالميين».
ويعتقد ناصر أن القرار الذي اتخذه كل من جوشوا ورويز جونيور بالنزال في المملكة العربية السعودية، سيجعلهما من ضمن مجموعة مختارة من أبطال الملاكمة الذين يلهمون الملاكمين الصاعدين في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك نسيم حامد؛ وأمير خان؛ ومايك تايسون؛ الذي اعتنق الإسلام، إلى جانب الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي الذي سبقه باعتناق الإسلام.
وسيتقابل البطلان جوشوا ورويز جونيور في صالة «الدرعية أرينا» التي تم بناؤها خصيصاً لهذه المناسبة، أمام جمهور مكون من نحو 15 ألف شخص، ويضم آلاف المشجعين القادمين من المملكة المتحدة، والمئات القادمين من الولايات المتحدة، إلى جانب مشجعين من 65 دولة مختلفة، والذين سيتوافدون إلى المملكة لحضور النزال.
واختتم ناصر حديثه بالقول: «يسهم هذا النزال التاريخي في تعزيز حضور المملكة العربية السعودية على الخريطة العالمية لرياضة الملاكمة، فضلاً عن توسيع نطاق حضور هذه اللعبة في المنطقة. وعلاوة على اللقاء بين البطلين، فإني على ثقة تامة بأن نزال الدرعية التاريخي سيترك بصمة مهمة وطويلة الأمد في المملكة».


مقالات ذات صلة

المجلس العالمي للملاكمة يمنح تركي آل الشيخ جائزة «رجل العام»

رياضة سعودية تركي آل الشيخ خلال تسلمه الجائزة (الشرق الأوسط)

المجلس العالمي للملاكمة يمنح تركي آل الشيخ جائزة «رجل العام»

منح المجلس العالمي للملاكمة جائزة «رجل العام» للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير ونشر اللعبة.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
رياضة عالمية من النزال الاستعراضي الذي جمع بول وتايسون (رويترز)

دعوى قضائية تطالب تايسون بتعويض قدره 1.59 مليون دولار

يواجه تايسون دعوى قضائية تطالبه بتعويض يبلغ (1.59 مليون دولار) بسبب انتهاكه لصفقة ترويج لشركة مراهنات من أجل مواجهة الملاكم جيك بول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المكسيكي إسرائيل فاسكيز بطل العالم 3 مرات (رويترز)

وفاة الملاكم المكسيكي فاسكيز بطل العالم 3 مرات

أعلن ماوريسيو سليمان، رئيس مجلس الملاكمة العالمي، الثلاثاء، وفاة المكسيكي إسرائيل فاسكيز بطل العالم 3 مرات في وزن فوق الديك عن عمر يناهز 46 عاماً.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
رياضة عالمية تتصدر الأمسية مواجهة ملحمية على لقب بطولة العالم الموحدة للوزن الثقيل الخفيف مرة أخرى (واس)

22 فبراير... أعظم أمسيات الملاكمة في العالم على «حلبة المملكة أرينا»

تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة واحدة من أعظم أمسيات الملاكمة في العالم ضمن فعاليات موسم الرياض، حيث تحتضن حلبة «المملكة أرينا» الحدث العالمي المرتقب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية نزال أوزيك وفيوري سيقام في 21 ديسمبر الحالي (الشرق الأوسط)

آل الشيخ يطلق الإعلان التشويقي لنزال أوزيك وفيوري

أطلق المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، الإعلان التشويقي الجديد للمواجهة المرتقبة بين الملاكمين فيوري وأوزيك.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».