نجلاء بن عبد الله: لأنني أم... مشاهد «بيك نعيش» أبكتني كثيراً

«القاهرة السينمائي» منح الفيلم التونسي ثلاث جوائز

الفنانة التونسية نجلاء بن عبد الله
الفنانة التونسية نجلاء بن عبد الله
TT

نجلاء بن عبد الله: لأنني أم... مشاهد «بيك نعيش» أبكتني كثيراً

الفنانة التونسية نجلاء بن عبد الله
الفنانة التونسية نجلاء بن عبد الله

تمكّن الفيلم التونسي «بيك نعيش» من حصد 3 جوائز بمهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الواحدة والأربعين التي اختتمت فعالياتها، مساء أول من أمس، ونال العمل الذي أخرجه، مهدي برصاوي، وقامت ببطولته نجلاء بن عبد الله، جوائز «أفضل فيلم عربي»، و«لجنة التحكيم الخاصة (صلاح أبو سيف)»، فضلاً عن «جائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان».
وتحدثت الفنانة التونسية نجلاء بن عبد الله، عن تفاصيل تجربتها في الفيلم إلى «الشرق الأوسط» موضحة أن عنوانه «بيك نعيش» يؤكد مدى ارتباط الأب والأم بأطفالهما، الذين يمنحونهما الأمل ويبثون فيهما الحياة، وأكدت في حوارها أن «رسالة وفلسفة قصة الفيلم جذبتها للموافقة على المشاركة فيه عند قراءة السيناريو الخاص به لأول مرة، لأنه يكرس مفهوم قوة الأسرة، وهي فكرة إنسانية تمس كل المجتمعات العربية. وعبرت عن سعادتها الكبيرة بالعمل مع المخرج الشاب مهدي البرصاوي، والممثل الكبير سامي بوعجيلة وبردود الفعل الإيجابية التي حظي بها الفيلم في مهرجانات «فينيسيا وقرطاج والقاهرة».
نجلاء التي طالما حلقت طويلاً كمضيفة طيران بالخطوط الجوية التونسية، قبل أن تتجه إلى مجال التمثيل، عاشت تفاصيل الشخصية التي جسدتها بـ«بيك نعيش» وأبكتها طويلاً خلال عمليات التصوير، بحسب تعبيرها.
في البداية... تحدثت نجلاء عن قصة الفيلم قائلة: «تتحول رحلة الزوجين فارس ومريم بصحبة طفلهما عزيز إلى جنوب تونس لمأساة كبيرة تتكشف خلالها مفاجآت تكاد تطيح بعلاقتهما للأبد، إذ تتعرض سيارتهما لإطلاق نار عشوائي ويصاب طفلهما الوحيد بإصابات بالغة تستدعي زراعة كبد جديد له، ومن هنا تتوالى المفاجآت الصادمة في الفيلم الذي يتطرق لمفهوم الأبوة والقوانين التونسية التي تمنع التبرع بأعضاء جسم الإنسان من خارج عائلة المريض».
«بيك نعيش» افتتح «مسابقة آفاق عربية بمهرجان القاهرة السينمائي» خلال دورته الـ41 بعد مشاركته في «مهرجان فينسيا» الماضي، وحصل بطله الممثل التونسي الأصل، الفرنسي المولد سامي بوعجيلة على جائزة أفضل ممثل بمسابقة آفاق، وهو أول تجربة في الأفلام الطويلة للمخرج الشاب مهدي برصاوي».
وعبرت بطلة الفيلم الممثلة التونسية نجلاء بن عبد الله ببراعة عن صدمة الزوجة ولوعة الأم، فقد اقتضى دورها أداءً انفعالياً يعتمد على إحساس الممثل أكثر من اعتماده على الحوار.
وعن طريقة تعاملها مع الشخصية التي انطوت على انفعالات عديدة قالت: «هناك مواقف عديدة في الحياة تكون أكبر من الكلام، والممثل عادة لا يحب الحوار وإنما الأداء الذي يعكس فهمه واستيعابه للشخصية، فحين يكون الإنسان موجوعاً ومصدوماً لن يكون الكلام مهماً للتعبير عن الوجع، كما أن هناك بعض المشاهد التي قد يفقدها الكلام تأثيرها على المتلقي».
وأكدت نجلاء أن أصعب مشاهد الفيلم التي واجهتها أثناء عمليات التصوير، كانت خلال حادث إصابة الطفل، «ورغم أنه يظل تمثيلاً لكنني كأم يوجعني أي شيء يصيب الأطفال فأنا أم لبنتين، وأشعر بوجع أي أم تمر بهذا الموقف، لذلك كان إحساسي بالدور صعب جداً».
وعن تخليها عن عملها كمضيفة جوية توضح نجلاء: «بالطبع أحب الطيران فقد أتاح لي فرصة لأجوب العالم وقد حصلت على إجازة من دون مرتب من عملي بالخطوط التونسية، فقد وجدت نفسي أكثر في مجال التمثيل الذي أعتبره طبيبي النفسي، فحين يشعر الإنسان بضغوط كبيرة في حياته فإنه قد يلجأ لطبيب نفسي، وأشعر حين أواجه الكاميرا أنني أتخلص من أي طاقات سلبية، ورغم أنني في حياتي العادية إنسانة مرحة فإن دموعي قريبة أمام الكاميرا وفي فيلم (بيك نعيش) أنهارت دموعي كثيراً».
وبرغم أنها شاركت بالتمثيل في أفلام إيطالية مثل سانتا باربرا وعلاء الدين وأفلام أخرى، جرى تصويرها في تونس فإن نجلاء لا تفكر في الهجرة إلى الخارج أو الإقامة في أي دولة أخرى، مؤكدة أنها لا تستطيع العيش بعيداً عن بلدها من أجل ابنتيها مؤكدة: «أنا أم قبل أن أكون ممثلة وابنتاي هما أهم ما في حياتي».
لكن نجلاء تطمح رغم ذلك للمشاركة في أعمال عربية مصرية وخليجية مؤكدة أنه لو حدث تعاون إنتاجي بين الدول العربية في مجال السينما سوف يثري الإنتاج كما يحدث في السينما الأوروبية، إذ نشاهد أفلاماً يشارك في إنتاجها عدة دول ما يؤدي إلى إنتاجها وإخراجها بشكل مميز.
تعشق نجلاء الكوميديا، وسبق لها تقديم أعمال كوميدية في التلفزيون وتعتبر الفنانة عبلة كامل مثلها الأعلى في التمثيل على المستوى العربي بينما تظل مفتونة بالممثلة الأميركية ميريل ستريب بأدائها الواثق.
فيلم «بيك نعيش» يعد ثالث بطولة لنجلاء بن عبد الله في السينما بعدما لعبت أدواراً عديدة في المسرح، كما قامت ببطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «مكتوب»، «الزوجة الخامسة»، «تاج الحاضرة»، «نص يوم». وتبرر نجلاء قلة أعمالها في السينما وتفوقها في الدراما التلفزيونية بقولها: «السينما عندنا للفن وليس للتكسب، والإنتاج السينمائي محدود للغاية برغم ظهور مخرجين جدد أحدثوا نقلة نوعية فيما يطرحونه من موضوعات وما يقدمونه من رؤية مختلفة بجرأة زادت مساحتها بعد (ثورة الياسمين) وباتت السينما التونسية حاضرة في المهرجانات الكبرى لكن قلة الإنتاج تدفع الممثل للعمل التلفزيوني الذي يتيح له مساحة أكبر وأدواراً متنوعة ووجوداً مهماً مع الجمهور.


مقالات ذات صلة

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

يوميات الشرق تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

استعاد مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي التي عدّها نقاد «أيقونة» لفرقة رضا للفنون الشعبية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق العرض المونودرامي «يوميات ممثل مهزوم» (إدارة المهرجان)

«يوميات ممثل مهزوم»... مسرحية النهايات الحزينة للمواهب الواعدة

استطاع العرض المسرحي «يوميات ممثل مهزوم» أن يلفت الانتباه بقوة ضمن المهرجان الدولي «أيام القاهرة للمونودراما»؛ لعدة أسباب منها موضوع العمل.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق تكريم إلهام شاهين في حفل افتتاح مهرجان ظفار للمسرح (إدارة المهرجان)

حضور مصري لافت في مهرجان ظفار المسرحي بعمان

يشهد مهرجان ظفار الدولي للمسرح بسلطنة عمان، حضوراً مصرياً لافتاً في نسخته الأولى، المقامة حتى التاسع من شهر أكتوبر الحالي، بمسرح المروج.

«الشرق الأوسط» (ظفار (عمان))
يوميات الشرق الفنان لطفي لبيب يعبر عن سعادته بالتكريم خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«الإسكندرية السينمائي» يتحدى «ضعف الميزانية»... ويراهن على التنوع

يواجه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الأربعين (1-5 أكتوبر) الجاري، أزمة متكررة تتمثل في ضعف الميزانية المخصصة له.

انتصار دردير (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.