انطلاق مهرجان مراكش للفيلم بحضور متميز لنجوم السينما العالمية

الدورة الـ18 افتُتحت بشريط أميركي «الجميع فيه يتآمر ضد الجميع»

الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان مراكش  -  النجمة الفرنسية ماريون كوتيار في مهرجان مراكش
الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان مراكش - النجمة الفرنسية ماريون كوتيار في مهرجان مراكش
TT

انطلاق مهرجان مراكش للفيلم بحضور متميز لنجوم السينما العالمية

الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان مراكش  -  النجمة الفرنسية ماريون كوتيار في مهرجان مراكش
الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان مراكش - النجمة الفرنسية ماريون كوتيار في مهرجان مراكش

استعادت السجادة الحمراء للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ18، التي انطلقت مساء أول من أمس، عادة استقبال نجوم السينما من شتى أنحاء العالم. في أمسية الافتتاح، أخذ كثيرون راحة الاقتراب أكثر من الجمهور الذي ملأ الجنبات المؤدية إلى قصر المؤتمرات في أمسية تألق فيها العنصر النسائي، أكثر، خصوصاً الأسترالية ناوومي واتس والفرنسية ماريون كوتيار والمصرية إلهام شاهين والاسكوتلندية تيلدا سوينتون والإيطالية كيارا ماستروياني. في وقت كان فيه للنجوم المغاربة نصيب من الحضور، من قبيل ثريا جبران ويونس ميكري ورشيد الوالي وسامية أقريو وعبد الله فركوس، فضلاً عن فريق فيلم «سيد المجهول» لعلاء الدين الجم، المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وانطلق الحفل باستعراض سياق تنظيم الدورة، التي يعوّل المنظِّمون على أن تكون فرصة لتسليط الضوء على مكامن الجمال في الفن السابع، وتقديم برنامج فقراتها، مع تخصيص حيز لتقديم مشاهد من الأفلام الـ14 المشاركة في المسابقة الرسمية، قبل أن يتم تقديم أعضاء لجنة التحكيم، برئاسة الممثلة والمنتجة الاسكوتلندية تيلدا سوينتون، التي تابع لها الحضور مشاهد من عدد من أفلامها المتميزة، من قبيل «فيتغنشتاين» و«حدود السيطرة» و«محطم الثلج» و«فندق بودابست الكبير» و«مايكل كلايتون» و«دكتور غريب» و«أموري» و«أوكجا».
في معرض كلمتها كرئيسة للجنة التحكيم، تحدثت سوينتون عن سحر المهرجانات، وعن بدايتها الفنية وعلاقتها بالسينما التي عدّتها فرصة لإيقاف الزمن والاحتفاء بالمكان، لتجاوز ما يفرّقنا، فتجمعنا بالتعاطف والتركيز على تشابهاتنا، ضمن ثقافة تؤمن بالاختلاف وتحتفي بالإنساني.
وفي لفتة وفاء، استحضر المنظمون، في أمسية افتتاح الدورة، فنانة مغربية رحلت قبل أشهر. يتعلق الأمر بأمينة رشيد، كما استحضروا زوجها عبد الله شقرون، وقد كانا من المشاركين في الدورات السابقة للمهرجان.
إثر ذلك، فُتح المجال لمشاهدة فيلم «ارفعوا السكاكين»، لمخرجه ريان جونسون (الولايات المتحدة)، الذي يكرّم الكاتبة البريطانية أغاثا كريستي، رائدة الإبداع في هذا النوع الفني، والذي يلعب بطولته دانييل غريغ وكريس إيفانس وأنا دي أرماس وجيمي لي كورتيس ومايكل شانون ودون جونسون وتوني كوليت وكريستوفر بلومر، وهو فيلم الجميع يتآمر فيه ضد الجميع، لنكون مع قصرٍ قوطيٍّ عتيق، وأبطال أرستقراطيين زائفين، وضحية سيتضح لاحقاً أنه كان قبل اغتياله روائياً يكتب عن جرائم غريبة، كما نكون مع محقق غريب الأطوار، يعتمد أساليب بعيدة عن المتعارف عليه في هذا المجال.
الممثلة الأسترالية ناوومي واتس، التي أعلنت افتتاح الدورة الـ18، داخل «قاعة الوزراء»، وهي تتوسط لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، سيخصها الجمهور الغفير الذي غصّت به ساحة جامع الفنا، في عمق المدينة القديمة لمراكش لمتابعة فيلم «كينغ كونغ» لمخرجه بيتر جاكسون، الذي تؤدي فيه دور البطولة، بما يليق من احتفاء.
صباح اليوم (الأحد)، في ثاني أيام التظاهرة، شهدت «قاعة السفراء» مؤتمراً صحافياً للجنة تحكيم المسابقة الرسمية، ركز فيه أعضاؤها على إبراز طريقة تقييمهم للأفلام المتنافسة. وفي هذا الصدد، قال المخرج وكاتب السيناريو الأسترالي ديفيد ميشو إن السينما التي يعشقها هي مجال للتلاقي الجميل بين أشكال مختلفة للفن، مشيراً إلى أن الأفلام تُنتج بذاتها، حين يكون هناك صوت فريد متميز وفريق عمل موهوب، ولذلك يبحث عن قيمة أي عمل داخل الفيلم من خلال طريقة تداخل كل أشكال الفن.
من جهتها، تحدثت سوينتون عن الأدوار المعقدة التي تؤديها في أفلامها، مشيرةً إلى أن المخاطرة أمر مألوف لديها، وأنها تتبع حدسها ومخيلتها، من دون أن تتخذ قراراتها وحدها.
وعن رئاستها للجنة تحكيم مسابقة مهرجان مراكش وطريقة تقييم الأفلام المشاركة، قالت سوينتون: «الاختيار مشترك للفصل بين الأفلام المتنافسة. قد لا يكون لنا نفس الرأي. لكننا هنا لأننا عشاق سينما. وحين نكون بصدد مشاهدة فيلم، فإننا نكون في مكاننا المفضل».
وجواباً عن سؤال تناول لون لباسها الوردي في أمسية الافتتاح، وإن كان يحمل رسالة تتعلق بأوضاع المرأة، ردت سوينتون، بالقول: «أنا لا أرى نفسي فقط أستعمل اللون الوردي في لباسي، حتى أعبّر عن هويتي كامرأة».
وتحدث المخرج وكاتب السيناريو البرازيلي كليبر منودنسا فيليو عن السينما كمقاومة، مشدداً على أن محور الفن السابع هو الصدق ومتابعة ما يجري من أحداث، ولذلك فحين يشاهد فيلماً تجده يبحث فيه عن الصدق، وكل ما يعبّر بشكل مرير عن المشاعر.
لاحقاً، في المساء، شهدت «قاعة الوزراء»، دخول فيلمين غمار المنافسة على الجوائز الخمس: «النجمة الذهبية» - الجائزة الكبرى للمهرجان، و«جائزة لجنة التحكيم»، و«جائزة أفضل إخراج»، و«جائزة أفضل دور نسائي»، و«جائزة أفضل دور رجالي». يتعلق الأمر بـ«بورتريه من الفسيفساء» لمخرجه الصيني زهاي بيكسيالك، و«سوليه» لمخرجه الإيطالي كارلو سيروني.
ويتنافس، ضمن المسابقة الرسمية للدورة 14 فيلماً، خمسة منها من إخراج نسائي، تعكس وعياً رفيعاً بأسلوب التعبير وعمقاً فكرياً كبيراً، فيما تمثل عوالم سينمائية من مختلف بقاع العالم، بينها ثلاثة أفلام عربية، من المغرب («سيد المجهول» لعلاء الدين الجم)، وتونس («طلامس» لعلاء الدين سليم)، والمملكة العربية السعودية («آخر زيارة» لعبد المحسن الضبعان).
مع توالي أيام التظاهرة، سيكون الجمهور مع نجوم آخرين لهم وزنهم وحضورهم في السينما العالمية، لعل أبرزهم النجم الأميركي روبرت ريدفورد، مثلاً، الذي اختار مهرجان مراكش أن يحتفي به في مناسبتين: فقرة «التكريمات» و«محادثة مع...»... كما ستتلالأ نجوم أخرى في سماء التظاهرة، من قبيل المغربية منى فتو، والفلسطيني إيليا سليمان، والهندية بريانكا شوبرا جوناس، والتونسية هند صبري، والأميركي هارفي كيتل، والفرنسي بيرترون تافيرنيي، والبريطاني جيريمي توماس، والمغربي رشدي زم.
ويحتفي المهرجان في دورة هذه السنة بالسينما الأسترالية كـ«ضيف شرف»، ضمن تقليد يروم «تسليط الضوء على تعبير سينمائي ينقل إلى الشاشة الكبيرة مسار وإبداع وثقافة وروح أمة من أبرز الأمم وأكثرها عطاء فنياً»، حيث سيكون جمهور المهرجان المغربي مع ممثلين ومخرجين ومنتجين أستراليين لهم بصمتهم في السينما العالمية، بينهم سيمون بيكر وجيوفري راش ورادها ميتشيل وريتشارد روكسبورك. كما سيكون الجمهور مع 25 شريطاً، تتوزع بين سينما المؤلف والكلاسيكيات والأفلام الناجحة جماهيرياً، تستعيد خمسة عقود من الإبداع السينمائي في أستراليا، ينطلق خلالها السفر عبر الزمن من 1971 بـ«يقظة وسط الرعب» لتيد كوتشيف أو «رحلة جبلية» لنيكولا روغ. كما سيتيح هذا السفر إعادة اكتشاف أعمال كلاسيكية مثل «ماد ماكس» لجورج ميلر، أو روائع نادرة، مثل فيلم «نزهة في هانجينغ» لمخرجه بيتر فير، فضلاً عن راهن السينما الأسترالية من خلال أفلام عديدة، من قبيل «نَفَشْ» للممثل سيمون بيكر الذي انتقل في هذا الشريط إلى خلف الكاميرا؛ و«الأسد» لـغارث ديفيس الذي حقق نجاحاً عالمياً كبيراً؛ و«القصة الحقيقية لعصابة كيلي» لـجاستن كورزل، الذي يجمع عدداً من الوجوه المعروفة.
ويتضمن برنامج دورة هذه السنة من التظاهرة، التي انطلقت في 2001 كـ«مبادرة شجاعة ومتبصرة شكّلت حدثاً في تاريخ السينما المغربية» وكان من أبرز أهدافها «الرقيّ بالأعمال السينمائية الجيدة، والمساهمة من خلال ذلك في رفع المستوى الفني للسينما العالمية، وتطوير الصناعة السينمائية بالمغرب، والترويج لصورة المغرب عبر العالم»، عرض نحو 98 فيلماً من 34 دولة، وعدة فقرات، تشمل «المسابقة الرسمية» و«السهرات المسائية» و«العروض الخاصة» و«القارة 11» و«بانوراما السينما المغربية» و«الجمهور الناشئ» و«عروض جامع الفنا» و«عروض المكفوفين وضعاف البصر» و«التكريمات»، التي تحتفي بأربع شخصيات سينمائية عالمية: المخرج والمنتج والممثل الأميركي روبرت ريدفورد، والمخرج الفرنسي برتراند تافيرنييه، والممثلة المغربية منى فتو، والممثلة الهندية بريانكا شوبرا.


مقالات ذات صلة

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

يوميات الشرق إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، على الفنون المعاصرة.

أحمد عدلي (الفيوم (مصر))
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».