الرئيس الإسرائيلي يطلب زيارة الأردن

في أعقاب التدهور الشديد في العلاقات

TT

الرئيس الإسرائيلي يطلب زيارة الأردن

بعد حديث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن التدهور في العلاقات الإسرائيلية الأردنية إلى الأسوأ، منذ توقيع اتفاقية السلام بينهما في عام 1994، بادر الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، إلى الالتقاء مع الأمير غازي بن محمد، مسؤول ملف العشائر وأحد كبار مستشاري الملك، وطلب أن يزور عمان ليلتقي الملك عبد الله الثاني ويحاول تحسين العلاقات. وقالت مصادر في تل أبيب إن رفلين، الذي التقى المسؤول الأردني في العاصمة البريطانية أول من أمس، أبدى رغبة لفتح صفحة جديدة في العلاقات ودفع مشروعات مشتركة بين البلدين.
وذكرت مصادر مطلعة أن اللقاء، الذي عقد على هامش زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى بريطانيا، تم «في ظل حوار مفتوح ومثمر وبحثت فيه جملة مواضيع، على رأسها مسألة تنمية موقع المغطس على نهر الأردن والدفع إلى الأمام بالمشروع الذي يقوده رفلين في السنوات الأخيرة ويطلق عليه اسم (بلاد الأديرة)، ويتركز على ترميم المواقع المقدسة المسيحية في حوض نهر الأردن وخلق مسار للحجاج الذين يصلون كسياح إلى المنطقة». ويعتبر رفلين هذا المشروع مدماكاً هاماً يجسر بين الشعبين والأديان ويؤدي إلى تعاون إقليمي.
وقالت المصادر إن رفلين طلب زيارة المملكة، «لأنه يولي أهمية كبيرة لتقدم العلاقات مع الأردن وحل الأزمة بين الدولتين والدفع إلى الأمام بمشروعات بين الدولتين ويرى أن زيارته ستكون خطوة هامة في الطريق إلى ترميم العلاقات».
وتبين أن اللقاء في لندن أعد مسبقا، إذ جلب رفلين للأمير نسخة مميزة بطبعة فاخرة من القرآن الكريم، باللغة العبرية، علما بأن والده، البروفسور يوسف يوئيل رفلين، كان قد ترجم القرآن مع تفسيرات توضيحية. وهو يعرف أن الأمير بروفسور في علم الأديان.
يذكر أن الملك عبد الله الثاني كان قد التقى، الأسبوع الماضي، عددا من القادة اليهود في الولايات المتحدة، وتذمر أمامهم من سياسة حكومة نتنياهو واستفزازاتها في المسجد الأقصى المبارك، وقال إن «العلاقات بين إسرائيل والأردن في هذه اللحظة في أسوأ وضع لها مقارنة مع أي وقت من الأوقات». وأضاف أن «بعضاً من هذا ينبع من الوضع الداخلي في إسرائيل. أنا افهم هذا، ولكني لست مستعدا لأن يأتي هذا على حساب ما حققه أبي ورئيس الوزراء إسحق رابين كرمز للأمل وللفرص من أجل الفلسطينيين الأردنيين والإسرائيليين». وأعرب عن أمله في أن «تنجح إسرائيل في تقرير مستقبلها في الأسابيع القادمة كي تتمكن، في صالحنا جميعا، من العودة لتركيز الاهتمام على المفاوضات مع الفلسطينيين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».