«ختام أحمر» لأسبوع «المؤشرات التاريخية»

مخاوف التجارة تقتل موجة صعود قياسية بالأسواق العالمية

متعاملون في بورصة وول ستريت بنيويورك أول أمس (أ.ف.ب)
متعاملون في بورصة وول ستريت بنيويورك أول أمس (أ.ف.ب)
TT

«ختام أحمر» لأسبوع «المؤشرات التاريخية»

متعاملون في بورصة وول ستريت بنيويورك أول أمس (أ.ف.ب)
متعاملون في بورصة وول ستريت بنيويورك أول أمس (أ.ف.ب)

بعد بداية مشرقة لأسبوع كان يبدو «واعدا» في الأسواق العالمية، حققت خلاله مؤشرات رئيسية مستويات تاريخية، اختتم الأسبوع تعاملاته أمس على شاشات حمراء غلبت على الأسواق العالمية.
وحققت عدد من المؤشرات الكبرى مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي، ومن بينها المؤشرات الكبرى الثلاث في وول ستريت، والتي حققت أعلى مستوياتها في عام يوم الأربعاء الماضي؛ حيث بلغ «ستاندرد آند بورز 500» مستوى 3154.26 نقطة، و«داو جونز» 28174.97 نقطة، و«ناسداك» 8705.91 نقطة.
إلا أن الأسواق انتكست في نهاية الأسبوع مع تخوف المستثمرين من أن قانونا أميركيا جديدا لدعم المحتجين في هونغ كونغ قد يلقي بظلاله على فرص إبرام اتفاق تجارة أولي بين الولايات المتحدة والصين. فيما حذرت الصين حذرت الخميس من «إجراءات مضادة صارمة» ردا على القانون. وقال رئيس تحرير صحيفة «غلوبال تايمز» المدعومة من الحكومة الصينية في تغريدة إن ذلك قد يشمل منع واضعي التشريع من دخول البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ ومكاو.
وللمرة الأولى خلال الأسبوع، فتحت الأسهم الأميركية على انخفاض أمس الجمعة في نهاية تعاملات الأسبوع، مع عودة توترات التجارة إلى السطح من جديد. وكانت أسواق نيويورك مغلقة الخميس بمناسبة عيد الشكر، ونأى مستثمرون كثيرون بأنفسهم في انتظار معرفة كيف ستنظر الأسواق الأميركية لأحدث صدام بين واشنطن وبكين. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 60.84 نقطة بما يعادل 0.22 في المائة إلى 28103.16 نقطة. وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 متراجعا 6.45 نقطة أو 0.20 في المائة إلى 3147.18 نقطة. ونزل المؤشر ناسداك المجمع 23.16 نقطة أو 0.27 في المائة إلى 8682.01 نقطة.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم للجلسة الثانية على التوالي أمس. وفي الساعة 08:06 بتوقيت غرينتش، كان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 0.4 في المائة، لكنه يظل بصدد أفضل أسبوع له في ثلاثة أسابيع بعد دفعة من أخبار إيجابية عن التجارة في وقت سابق من الأسبوع.
وتراجعت الأسهم الألمانية في فرانكفورت 0.4 في المائة، بعد أن أظهرت البيانات هبوط مبيعات التجزئة الألمانية في أكتوبر (تشرين الأول)، مما يشير إلى توقف لالتقاط الأنفاس في الاستهلاك بأكبر اقتصاد أوروبي قبل موسم تسوق عيد الميلاد.
وفي آسيا، تراجعت الأسهم اليابانية الجمعة وسط المخاوف. وهبط المؤشر نيكي القياسي 0.5 في المائة إلى 23293.91 نقطة لكنه ارتفع 1.6 في المائة للشهر. وعلى مدار الأسبوع، تقدم المؤشر 0.8 في المائة، في أول زيادة أسبوعية له في ثلاثة أسابيع. وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.5 في المائة إلى 1699.36 نقطة، مع انخفاض جميع قطاعاته الثلاثة والثلاثين إلا ثلاثة عند الإغلاق.
وفي سوق المعادن الثمينة، استقرت أسعار الذهب دون تغير يذكر الجمعة مع عزوف المستثمرين عن الرهانات الكبيرة وسط مزيد من الشكوك. لكن المعدن يتجه صوب أكبر تراجع شهري له في ثلاث سنوات، بعد أن أثارت تصريحات تبعث على التفاؤل من كلا من واشنطن وبكين في وقت سابق من الشهر الآمال في اتفاق مرحلي.
وسجل البلاديوم مستوى مرتفعا جديدا عند 1844.50 دولار للأوقية (الأونصة)، مواصلا موجة كسر أرقامه القياسية بفعل نقص في المعروض. واستقر السعر الفوري للذهب عند 1458.47 دولار للأوقية بحلول الساعة 0749 بتوقيت غرينتش، بعد أن فقد 0.2 في المائة هذا الأسبوع.
وتقدمت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.3 في المائة إلى 1458 دولارا. وقال برايان لان من «غولد سيلفر سنترال» لتداول الذهب في سنغافورة: «لا شك أن سوق الذهب منقسمة، لأن معظم الناس كانوا يعتقدون أن اتفاق تجارة سيحدث، والآن لم يعودوا متأكدين، وهذا واضح في أسعار التداول».
وتراجع البلاديوم 0.4 في المائة في المعاملات الفورية إلى 1834.14 دولار للأوقية، بعد أن لامس ذروة غير مسبوقة. وارتفع المعدن، المستخدم في أنظمة عوادم السيارات لتقليص
الانبعاثات الضارة، 45 في المائة هذا العام ويتجه للصعود للشهر الرابع على التوالي بفعل مشكلات مزمنة في المعروض. وفقد البلاتين 0.3 في المائة ليسجل 898.72 دولار للأوقية، بينما ارتفعت الفضة 0.6 في المائة إلى 16.96 دولار.
وفي سوق العملات، حوم اليورو قرب أدنى مستوياته للشهر الحالي يوم الجمعة مع تماسك الدولار على أمل أن تنزع الولايات المتحدة والصين فتيل حرب رسومهما الجمركية المدمرة باتفاق تجارة أولي. واستفادت العملة الأميركية أيضا من بيانات تظهر أن أكبر اقتصاد في العالم يقف على قدم راسخة، مما شجع بعض المستثمرين على تقليص رهانات خفض الفائدة.
واستقر اليورو في أحدث تداولاته عند 1.1009 دولار، بعد أن ارتفع من أدنى مستوياته في أسبوعين دون 1.10 دولار الذي سجله هذا الأسبوع. ولم يطرأ تغير على الدولار مقابل الين الياباني الذي يعد ملاذا آمنا إذ سجل 109.52 ين، لكنه يظل قريبا من اختراق أعلى مستوى في ستة أشهر.
استقر أيضا اليوان الصيني - العملة الأشد حساسية لحرب التجارة - وظل داخل نطاقاته الأخيرة، شأنه شأن معظم العملات الرئيسية الأخرى. وبلغت الكرونة السويدية ذروة أربعة أشهر مقابل اليورو عند 10.51، وبعد ضعف حاد دام لأشهر، بدأت العملة السويدية تكتسب قوة الشهر الماضي.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.