«بيروت ترنم»... يستذكر في نسخته الـ12 بيتهوفن ومحمود درويش

يتضمن المهرجان للعام الحالي نحو 25 حفلاً موسيقياً

السوبرانو جيسيكا برات تشارك في «بيروت ترنم»
السوبرانو جيسيكا برات تشارك في «بيروت ترنم»
TT

«بيروت ترنم»... يستذكر في نسخته الـ12 بيتهوفن ومحمود درويش

السوبرانو جيسيكا برات تشارك في «بيروت ترنم»
السوبرانو جيسيكا برات تشارك في «بيروت ترنم»

منذ عام 2007 أخذ مهرجان «بيروت ترنم» على عاتقه نشر الموسيقى الراقية وتقديمها مجاناً لهواتها، في حفلات تتوزع على أماكن أثرية، وأخرى على كنائس وجامعات. وحددت شهر ديسمبر (كانون الأول)، من كل عام لاستضافة هذا النشاط الذي يشارك فيه موسيقيون عالميون يأتون من فرنسا وألمانيا واليابان وغيرها لإحياء هذا الحدث.
وهذه السنة، وإيماناً منها بضرورة الحفاظ على هذه الفسحة الثقافية المجانية، قررت لجنة مهرجانات «بيروت ترنم» أن تقيمه رغم الأوضاع المضطربة التي تخيم على لبنان. ومن هذا المنطلق أطلقت على الحدث اسم «بيروت ترنم للوطن»، ليحمل رمزية ترتبط ارتباطاً مباشراً بما يجري حالياً في لبنان ويعبّر عن أهمية موقع بيروت الثقافي عبر التاريخ؛ فهي مدينة تعالت على جراحها وبقيت صامدة رغم كل المآسي الطبيعية والسياسية التي ألمّت بها.
«منذ تأسيس هذه المهرجانات وحتى اليوم نتمسك بشعارين أساسيين لها، وهما: نشر الوحدة وتأمين الثقافة المجانية. ومن هذا المنطلق وإكمالاً لما بدأناه أقمنا، هذه السنة، المهرجان تحت عنوان (بيروت ترنم للوطن)»، تقول ميشلين أبي سمرا، مؤسسة المهرجان، وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ولأن مهمتنا تدور حول هذين المحورين، قررنا أن نساهم بدورنا في بناء وطن أفضل يطالب به الجميع من دون استثناء؛ فالمهرجان ومنذ حفلاته الأولى ارتأى أن تحمل طابع الاندماج لدى جميع الطوائف والطبقات في لبنان. ولذلك لم نشأ أن نضع أنفسنا خارج هذا الإطار لنسير بالاتجاه نفسه المخيم على مطالب الناس في الوقت الحالي».
وفي النسخة الـ12 من هذا الحدث الذي يستمر لغاية 22 ديسمبر المقبل، يستذكر المهرجان قامتين فنيتين كبيرتين في عالم الموسيقى والأدب، وهما لودفيغ فان بيتهوفن ومحمود درويش؛ فتفتتح برنامجها الموسيقي في الأول من ديسمبر، بحفل يُقام في الجامعة اليسوعية في الأشرفية، وبالتحديد في كنيسة مار يوسف التابعة لها، وذلك بمناسبة مرور 250 عاماً على ولادة بيتهوفن تحت عنوان «ماس إن سي مايجور». وينظم هذا الحفل بالتعاون مع دار الأوبرا في باريس والأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة المايسترو توفيق معتوق.
أما الحفل الثاني، المنتظر من قبل اللبنانيين، ويُكرّم فيه الشاعر محمود دوريش فيقام في 12 ديسمبر المقبل بعنوان «لي كانتيك دي كانتيك» بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في كنسية مار مارون في منطقة الجميزة.
ومن جديد حفلات «بيروت ترنم للوطن»، التي يبلغ مجمل عددها نحو 25 حفلة، إطلالة للفنانة جاهدة وهبي في 3 ديسمبر (كانون الأول) تقدمها في كنيسة مار مارون في الجميزة. وكذلك واحدة لأسامة الرحباني وهبة طوجي تقام في 15 من الشهر المذكور في كنيسة مار يوسف في شارع مونو. ومن الموسيقيين العالميين المشاركين في نشاطات المهرجان لهذه السنة، المغنية الأوبرالية جيسيكا برات الحائزة على جائزة «أفضل مغنية أوبرا» في عام 2016، فتقدم حفلتها في كنيسة مار يوسف (شارع مونو)، ترافقها الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية في 13 ديسمبر، وفي 11 من ديسمبر أيضاً، يحيي عازف الكلارينيت الإيطالي العالمي فابريزيو ميلوني حفلة موسيقية يرافقه فيها لوكا ماغياريللو على آلة التشيللو، وفوستو دي بينيديتو على البيانو. وتقام هذه الحفلة في قاعة «أسمبلي هول» في الجامعة الأميركية، بالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي في لبنان.
«هناك حفلات عملنا على تحضيرها منذ فترة طويلة كـ(كلاسيكيات أرمنية)، التي نخص فيها الأرمن في لبنان. وستقام في 4 ديسمبر بقيادة المايسترو هاروت فازليان في كاتدرائية الأرمن وسط بيروت.
وكذلك حفلة أخرى للسوبرانو غادة شبير ستقدمها في 7 ديسمبر (كانون الأول) إلى جانب الشيخ أحمد حوللي.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.