غانتس يرفض عرضاً يكون فيه نتنياهو رئيساً للحكومة خمسة أشهر

استطلاع أخير أظهرتقارباً في عدد المقاعد بين الجانبين

متظاهر مؤيد لنتنياهو في تل أبيب تحت لافتة شعارها «لا للانقلاب» (أ.ف.ب)
متظاهر مؤيد لنتنياهو في تل أبيب تحت لافتة شعارها «لا للانقلاب» (أ.ف.ب)
TT

غانتس يرفض عرضاً يكون فيه نتنياهو رئيساً للحكومة خمسة أشهر

متظاهر مؤيد لنتنياهو في تل أبيب تحت لافتة شعارها «لا للانقلاب» (أ.ف.ب)
متظاهر مؤيد لنتنياهو في تل أبيب تحت لافتة شعارها «لا للانقلاب» (أ.ف.ب)

عرض حزب الليكود على حزب «كحول لفان» حكومة وحدة بشروط جديدة، بحيث يتولى بنيامين نتنياهو رئاستها فقط لخمسة أشهر، ويتبعه بيني غانتس لسنتين، لكن الجواب كان سلبياً، مؤكدين أنهم لن يقبلوا بالشراكة مع نتنياهو حتى دقيقة واحدة. الأمر الذي يضع الحلبة الحزبية الإسرائيلية أمام باب مسدود، لا مخرج منه سوى انتخابات ثالثة.
وقد جاء هذا العرض من رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) يولي أدلشتاين، الذي خرج بنداء عاجل، أمس (الأربعاء)، قال فيه إن إسرائيل تعيش في أوضاع طوارئ أمنية واقتصادية واجتماعية خطيرة ولا تحتمل التوجه إلى انتخابات جديدة. وقال إن كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن نتائج الانتخابات القائمة لن تتغير عن نتائج الانتخابات الأخيرة. لذلك فلا طعم ولا فائدة منها. ودعا ممثلي الحزبين الكبيرين إلى اجتماع معه للبحث في مخرج مسؤول يمنع الانتخابات. واتضح أن اقتراحه يقول إنه في حال التوجه للانتخابات، فإن نتنياهو سيبقى رئيساً للحكومة لخمسة أشهر، ثلاثة أشهر حتى الانتخابات وشهرين حتى تشكيل الحكومة الجديدة، ولذلك فإنه يطلب أن يوافق «كحول لفان» على بقائه رئيساً للحكومة بالاتفاق، «فقط لكي نوفر على الجمهور أعباء الانتخابات الجديدة».
وقد رحب الليكود بهذا العرض ولكنّ غانتس رفض العرض بشكل تام وقال إن التكتل الذي يقوده هو الفائز بأكبر عدد من النواب ولذلك يجب أن تكون الحكومة برئاسته هو، مؤكداً أن نتنياهو لم يعد صالحاً لرئاسة الحكومة بسبب توجيه لوائح الاتهام ضده في بنود خطيرة. وقال إنه وجّه تعليمات إلى طاقم المفاوضات باسمه أن يجتمع مع أدلشتاين ويسعى إلى حكومة وحدة بطريقة أخرى. وأضاف: «المسألة مسألة قيم ومبادئ. فلا يمكن أن نوافق على وجود رئيس حكومة في إسرائيل متهم بشكل رسمي بتلقي رشوة وخيانة الأمانة والاحتيال». وتساءل: «لماذا لا يقبلون بحكومة شراكة بيننا، نحن نتولى رئاستها نصف المدة لسنتين، وهم يأتون بعدنا؟ فإذا خرج نتنياهو بريئاً يعود إلى رئاسة الحكومة عن جدارة، وإذا أُدين بالتهم يتحمل وزر أفعاله ويتولى رئاسة الحكومة شخص آخر من الليكود».
وكان معهد «ميدغام»، قد نشر أمس (الأربعاء)، نتائج استطلاع جديد أجراه قبل يومين، يُظهر أن إجراء الانتخابات اليوم سيسفر عن ارتفاع قائمة «كحول لفان» برئاسة غانتس من 33 إلى 34 مقعداً، وارتفاع الليكود بقيادة نتنياهو من 32 إلى 33 مقعداً، ولكن هذه النتيجة لن تغير شيئاً في الوضع الحالي، إذ سيصبح معسكر اليمين 56 نائباً، ومعسكر الوسط واليسار مع العرب سيكون بمقدار 58 نائباً، في حين يظل حزب اليهود الروس بقيادة أفيغدور ليبرمان، لسان الميزان مع 9 مقاعد.
وسئل المواطنون كيف سيصوّتون في حال استبعاد نتنياهو وانتخاب جدعون ساعر مكانه، فجاءت النتيجة ضربة قوية لليكود، إذ سيهبط من 32 حالياً إلى 25 مقعداً. ولذلك، زادت المعارضة لساعر في صفوف الليكود. وتم تصعيد الهجوم عليه واتهامه بالخيانة. وبث معارضو ساعر إشاعات تقول إنه ومجموعة من نواب الليكود يفكرون في الانضمام إلى غانتس لتتويجه رئيساً للحكومة ومنع انتخابات جديدة. لكن ساعر نفى هذه الإمكانية وقال إنه يريد الوصول إلى ما يطمح إليه في السياسة فقط من خلال الليكود.
وفي سؤال عن الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة، حصل نتنياهو على دعم 40% من المستطلعة آراؤهم، مقابل 39% لغانتس، فيما قال 14% من المستطلعين إن أياً من الأسماء المطروحة غير مناسب، وقال 7% إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال. ولكن، بالمقارنة مع وجود ساعر على رأس الليكود، اعتبر 40% أن غانتس هو الأنسب لرئاسة الحكومة، وحصل ساعر على دعم 24% من المستطلعة آراؤهم. وقال 54% من المستطلعين إنهم يعتقدون أن نتنياهو سيفشل في تشكيل الحكومة بعد إجراء انتخابات جديدة، فيما شكك 26% بهذا الادعاء، فيما قال 20% إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.
إلى ذلك، حمّل يائير لبيد الرجل الثاني في حزب «أزرق أبيض»، المنافس الرئيسي لحزب «الليكود» بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أول من أمس، رئيس الوزراء المسؤولية عن اعتداءات تعرض لها صحافيون خلال تجمع حاشد لمؤيدي نتنياهو في تل أبيب. وقال لبيد: «مَن هتفوا (يسقط اليسار)، أمس، وهددوا وكالوا السباب لصحافيين كانوا يؤدون عملهم، فعلوا في الواقع ما طُلب منهم... ما طلبه منهم بيبي»، في إشارة إلى نتنياهو، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
كان الآلاف من الإسرائيليين قد شاركوا، أول من أمس (الثلاثاء)، في مظاهرة داعمة لنتنياهو المحاصَر بالأزمات والذي يناضل من أجل بقائه السياسي، بعدما قرر الادعاء العام توجيه اتهامات إليه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. وأفاد العديد من الصحافيين الذين شاركوا في تغطية الفعالية بتعرضهم للسباب والضرب والبصق من جانب مشاركين في التجمع الحاشد.
ورفع المشاركون في المسيرة، التي تم تنظيمها تحت اسم «احموا البلاد... أوقفوا الانقلاب»، لافتات تطالب بإلقاء القبض على ممثلي الادعاء في قضية نتنياهو، ووصفوا المدعي العام بـ«الفاسد». هذا ويجري التخطيط لتنظيم تجمع حاشد لمعارضي نتنياهو في تل أبيب، ليلة السبت.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.