«كفاءة الطاقة» تستكمل إعادة تأهيل مباني معهد الإدارة العامة بالرياض

حققت تخفيضاً بنسبة 39.3 % من الاستهلاك الكهربائي

مبنى معهد الإدارة في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى معهد الإدارة في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«كفاءة الطاقة» تستكمل إعادة تأهيل مباني معهد الإدارة العامة بالرياض

مبنى معهد الإدارة في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى معهد الإدارة في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

استكملت الشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة (ترشيد) مشروع إعادة تأهيل مباني المقر الرئيسي لمعهد الإدارة العامة بحي الملز بالعاصمة السعودية الرياض، الذي يتألف من خمسة مباني. ويُعد المشروع من أوائل المباني التي تقوم «ترشيد» بتسليمها بعد إعادة تأهيل أعمال الإنارة والتكييف ونظام التحكم بالمباني.
وبدأ العمل بين «ترشيد» والمعهد بجمع البيانات الفنيّة قبل نحو عام، إذ يبلغ إجمالي مساحات المباني 65.000 متر مربع، وشملت أعمال إعادة التأهيل 9 معايير لكفاءة الطاقة، وحققت «ترشيد» تخفيضاً في الاستهلاك قدره 10.053.573 (كيلو واط - ساعة) من الاستهلاك السنوي العام البالغ (25.600.000 كيلو واط - ساعة)، أي ما يعادل وفراً بنسبة 39.3 في المائة من الاستهلاك الكهربائي.
وعن تفاصيل المشروع، فإن آلية العمل تبدأ من تطبيق وتنفيذ معايير كفاءة الطاقة على المباني المستهدفة لمعهد الإدارة العامة؛ حيث جرى استبدال 4 مبردات (Chillers) بأخرى مرشدة وذات كفاءة عالية، كما تم ربط كافة المبردات بنظام تحكم ذكي، وتحسين عمل وحدات مناولة الهواء (AHUs) ووحدات لفائف مراوح التكييف (FCUs) ، وجدولة عملها حسب الأحمال من خلال ربطها جميعاً بنظام التحكم بالمباني (BMS).
كما قامت «ترشيد» بتغيير مصابيح الإنارة التقليدية بأخرى موفرة للطاقة من نوع «LED«، مع تركيب مستشعرات الإشغال (Occupancy Sensors) على معظم الدوائر الكهربائية الخاصة بالإنارة ووحدات لفائف مراوح التكييف (FCUs) لتشغيلها تلقائياً، واستبدال وحدات التكييف (Window & Split Units) بأخرى مرشدة وذات كفاءة عالية، وتغيير نظام تسخين مياه المسبح بنظام يستخدم الطاقة الشمسية المتجددة ذي كفاءة عالية، وتركيب نظام تحكم أوتوماتيكي بمراوح التهوية في المواقف لرفع كفاءتها، مع مستشعرات لقياس معدلات أول وثاني أكسيد الكربون.
تجدر الإشارة إلى أن أهمية إعادة تأهيل المباني كونها تجعل المعهد أفضل أداء وأعلى كفاءة، وبأحدث تقنيات الإضاءة والتكييف ومطابقة للمواصفات السعودية والمعايير العالمية، وإضافة إلى الأداء الأفضل للأجهزة والإنارة؛ فإن نسبة التوفير الحاصلة من هذه المشروعات تساوي تفادي 6000 طن من انبعاثات الكربون الضارة، وتعادل زراعة 30.500 شجرة سنوياً بناءً على حسابات منظمة أشجار للمستقبل.
وقال وليد الغريري، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة، إن المعهد من أوائل الجهات الحكومية التي قامت بالتعاون مع الشركة لغرض تأهيل مبانيها، كما عبَّر عن سعادته بأن يكون المعهد في طليعة الإنجازات في مشروعات إعادة تأهيل المباني في الشركة؛ حيث إن المعهد يُعد مرجعاً مهماً للتنمية الإدارية في المملكة، ويستقبل سنوياً أعداداً كبيرة من موظفي الدولة للتدريب والتأهيل (إضافة إلى طلاب المعهد)، الذي ننظر له بوصفه ناقلاً مهماً وملهماً لتمكين رسالة الشركة في ترشيد الاستهلاك الكهربائي، والعمل على مبدأ كفاءة الطاقة في مختلف دوائر الدولة الحكومية في مناطق المملكة، مشيداً بالتعاون الذي حظيت به الشركة من المعهد، والذي أثمر عن تنفيذ المشروع وفق الممارسات العالمية.
يُذكر أن الشركة السعودية لخدمات كفاءة الطاقة (ترشيد) تسعى في رسالتها إلى خدمة هدف الاستدامة الاستراتيجي للمملكة، المنبثق من رؤية 2030 الرامية إلى تحقيق فورات كبيرة في الطاقة، دون وضع أي عبء على ميزانية الدولة. وتستهدف الشركة مع نهاية العام الحالي العمل على إعادة تأهيل أكثر من 2200 مبنى حكومي، واستبدال نحو 1.2 مليون مصباح إنارة شوارع.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.