كيف كانت الحياة ستبدو دون تقنية النطاق العريض؟

أحدث المنجزات التكنولوجية تحققت بفضلها

كيف كانت الحياة ستبدو دون تقنية النطاق العريض؟
TT

كيف كانت الحياة ستبدو دون تقنية النطاق العريض؟

كيف كانت الحياة ستبدو دون تقنية النطاق العريض؟

أدّى الإنترنت الفائق السرعة إلى إنشاء صناعات جديدة، وساهم في نفس الوقت، بعزل أخرى وإضعافها، فقد حلّت مواقع كـ «إكسبيديا» و«برايسلاين» محلّ وكالات السفر، وسمحت شركات السمسرة الإلكترونية كـ«إي تريد» للناس بالقيام بسمسراتهم الخاصّة، دون أن ننسى طبعاً أنّ شراء الموسيقى ما عاد يتطلّب زيارة لمتجر التسجيلات.

- نطاق لا محدود
فيما يلي، ستتعرفون إلى المشهد الذي طغى على العالم بفضل تقنية النطاق العريض، بالإضافة إلى 10 مجالات كانت ستبدو مختلفة لولا هذه التقنية.
1. قيادة السيارة. ترسل تقنية «تيسلا» للقيادة الذاتية (ظهرت للمرّة الأولى عام 2015) البيانات من وإلى المركبات عبر اتصالات لاسلكية شديدة السرعة، وتستخدم هذه الاتصالات نفسها لتحميل التحديثات البرمجية اللازم لاستمرار عملها. قدّمت شركات كبرى كفولسفاغن (2018)، وفورد (2016، وهوندا (2015)، عرباتها الخاصّة المتصلة بالسحابة، التي تشغّل كلّ شيء من خدمات الملاحة البريّة إلى تقنيات تجنّب الاصطدام. من جهتها، أطلقت شركة «فرايزون» تطبيقاً اسمه «هام» (2015) يهدف إلى إبقاء المستخدمين «على اطلاع على صحّة سيّارتهم وإرسال إشعارات تحذيرية في حال رصد أي حادث».
ويتوقّع باحثو الأسواق أن تشهد الشوارع استخدام أكثر من 70 مليون عربة متصلة بالإنترنت بحلول 2023.
2. المشاهدة. يحتاج من يرغب في مشاهدة «نتفليكس» (خدمة بثّ انطلقت عام 2007) إلى اتصال بالإنترنت بسرعة 0.5 ميغابايت في الثانية بالحدّ الأدنى (أدنى سرعة بيانات تسمح للناس باستخدام نتفليكس)، وهي تعادل تقريباً ضعف أعلى سرعات الإنترنت التي كانت متوفّرة في اتصالات «دي. إس. إل». في التسعينيات. بمعنى آخر، دون تقنية النطاق العريض، لن تتمكّنوا من الاستمتاع بتطبيقات كـ «هولو» (2008) أو يوتيوب (2005)، أو أي خدمات بثّ تلفزيونية، وكنتم ستبقون خاضعين لشركات الكابل.
بلغت الاشتراكات العالمية في خدمات بثّ الفيديو 613 مليونا حتّى عام 2018، مسجّلة ارتفاعا بنسبة 27 في المائة عن السنة التي سبقتها.

- الألعاب والتعليم
3. خرائط التجوال. مع التقدّم الذي يشهده «غوغل مابس» (تطبيق الخرائط الخاص من غوغل)، و«آبل مابس» (تطبيق الخرائط من آبل) ولكن بدرجة أقلّ، لم يعد الناس يتيهون كما في السابق. (توجد خدمات تحديد موقع على تطبيقات أخرى كـ«أوبر» و«ليفت» تتيح لكم استدعاء السائقين إلى باب منزلكم، وتسمح لأصدقائكم بتحديد مكان ًوجودكم في أي وقت).
يستخدم نحو 155 مليون شخص تطبيق «غوغل مابس» كلّ شهر، بينما يصل عدد مستخدمي «آبل مابس» إلى 23 مليوناً شهرياً، أمّا «ياهو مابس» فلا يتعدّى عدد مستخدميها الـ2.8 مليون في الشهر.
4. الألعاب. دون إنترنت فائق السرعة، ما كنّا لنعرف «بلايستيشن ناو» (2014)، ولا «إكس بوكس لايف» (2002)، ولا «فورتنايت» (2017). يقول صانعو منصّات الألعاب الإلكترونية كمايكروسوفت وسوني إنّ أنظمتهم تتطلّب 3 ميغابايت سرعة تنزيل ومن 0.5 إلى 1 ميغابايت سرعة تحميل على الأقل.
ومنذ مارس (آذار) 2019، بلغ عدد مستخدمي «فورتنايت» المسجّلين 250 مليونا، بينما وصل عدد مشتركي «بلايستيشن ناو» إلى 700000، مقابل 64 مليونا لـ«إكس بوكس».
5. التعليم. تحوّلت صفوف المدارس المتوسطة والثانوية إلى الصيغة الرقمية قبل ما يقارب عقد من الزمن، وشهد عدد الطلّاب الذين يتلقّون تعليماً إلكترونياً ارتفاعاً مطرداً في السنوات الخمس عشرة الماضية، مقابل انخفاض مستمرٍّ في التسجيل في المدارس. تحتوي الأسواق اليوم على أجهزة آيباد (2018) خاصة بالطلّاب، بينما بدأت مؤسسات تعليمية عريقة كهارفرد ومعهد ماساتشوستس للتقنية بتقديم صفوف إلكترونية منذ عام 2012.
بلغ عدد المدارس الإلكترونية (من الروضة إلى الصف الثاني عشر) في الولايات المتحدة 501 في العام الدراسي 2017 - 2018، تقدّم خدماتها لما يقارب 300000 طالب، إلّا أنّ بعض النقّاد يزعمون أنّ المدارس الإلكترونية لا تقدّم التعليم اللائق الذي تقدّمه المدارس التقليدية.

- الطيران
6. الطيران. لولا الاتصالات الفائقة السرعة بالإنترنت، لكنتم حتّى أيّامنا هذه تقرؤون المجلّات على متن الطائرات. تغذّي الأقمار الصناعية إرسال تقنية النطاق العريض التي تشغّل اتصال الواي - فاي في الطائرات أثناء طيرانها (2007)، وخدمات البثّ التلفزيونية (2015)، بالإضافة إلى الدعم التشغيلي لطاقم الطائرة والرحلة، ما يضاعف فعالية الوقود ويساعد على تجنّب المناخ السيئ.
7. طائرات الدرون للتجسّس والزراعة، والتحقيق، والتوصيل. تعتمد المركبات الجويّة غير المأهولة والتي تُعرف باسم درون (طائرة دون طيّار) على روابط بيانات النطاق العريض بمجموعة متنوعة من الوظائف، من جمع البيانات العلمية إلى قيادة الاستطلاعات البعيدة وعمليات التمويل العسكري. تُستخدم طائرات الدرون اليوم لتوصيل الطرود (2019)، واستكشاف المناجم (2017)، ومن قبل فرق الإنقاذ (2018) والمزارعين (2006) ومناصري حقوق الحيوان (2015).
يصل عدد طائرات الدرون المستخدمة في الولايات المتحدة وحدها إلى 1.25 مليون، بحسب تقديرات الهيئة الفيدرالية للطيران. وفي الوقت الذي تشهد فيه سوق الدرون غير التجارية والترفيهية تراجعاً في نشاطها، من المتوقّع أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرّات بحلول عام 2023.

- الموسيقى والكتب
8. الاستماع. في أيّام ما قبل تقنية النطاق العريض، كان من يشعر برغبة ملحّة للاستماع إلى أغنية، ما يضطرّ إلى تأجيلها حتّى الصباح للذهاب إلى متجر التسجيلات وشراء الأسطوانة أو الشريط إذا ما كانوا يملكونه. في ذلك الوقت، كان الإنجاز يقاس بعدد الأسطوانات المبيعة والتي كانت تصل إلى الملايين أحياناً. في المقابل، تملك «آبل ميوزيك» (2015) اليوم 60 مليون مشترك يدفعون للحصول على خدماتها في الولايات المتحدة. أمّا «سبوتيفاي» (2006)، والتي تعتبر الأولى عالمياً، فقد تصدّرت لائحة خدمات بثّ الموسيقى بحيث وصل عدد مشتركيها إلى 100 مليون، حسب ما أعلنته الشركة السويدية في أوائل هذا العام.
9. القراءة. إن استخدام أجهزة القراءة الإلكترونية (2004) يعني أنّ مواد القراءة لن تنفد يوماً منكم، وحتّى في أيّام العطلة، الأمر الذي كان يحدث كثيراً طبعاً قبل أيّام تقنية النطاق العريض. ولكنّ «كيندل» من أمازون (2007) لم يؤدّ إلى انقراض الكتاب التقليدي بعد، إذ يدّعي نحو 40 في المائة من الأميركيين أنّهم لا يقرأون إلّا كتباً مطبوعة، بحسب استطلاع أجرته شركة «بيو» العام الماضي.
10. تناول الطعام. الثلاجات التي تتبضّع عنكم (2000)، والأفران التي تطهو عنكم (2003)، وفناجين القهوة الذكية (2017) التي تحافظ على درجة حرارة المشروب المناسبة. تعتمد هذه الأجهزة على اتصالات فائقة السرعة بالإنترنت للوصول إلى السحابة، التي تزوّدها بالتعليمات وتتيح لها التواصل معكم.
لم تحقّق أجهزة المطبخ الذكي الانتشار الحقيقي بعد، ولكنّ توصيل وجبات الطعام بناءً على الطلبات الإلكترونية عبر تطبيقات كـ«جراب هاب» (2011) و«دور داش» (2013) أصبح يشكّل جزءا من سوق بقيمة 17 مليون دولار.

- «كوارتز»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).