ليبيا: «الوفاق» تعترف بتعرضها لـ«ابتزاز الميلشيات»

السراج في المنامة... والحاسي يسخر من شائعات مقتله

TT

ليبيا: «الوفاق» تعترف بتعرضها لـ«ابتزاز الميلشيات»

اعترفت حكومة «الوفاق الوطني» الليبية في العاصمة طرابلس، أمس، على لسان وزير داخليتها فتحي باش أغا، بتعرضها لابتزاز من الميلشيات المسلحة الموجودة في المدينة، بينما كشف السراج عن قيامه بزيارة مفاجئة إلى البحرين، مساء أول من أمس، ناقش فيها مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال السراج، في بيان له، إنه أطلع ملك البحرين على ما وصفه بـ«تداعيات العدوان على العاصمة طرابلس»، وتحدث عن «التدخلات الخارجية السلبية التي ساهمت وتساهم في تفاقم الأزمة الليبية»، مشيراً إلى أن المحادثات تطرقت أيضاً لجهود محاربة الإرهاب وأهمية التنسيق للقضاء عليه.
بدوره، أكد فتحي باش أغا وزير الداخلية بحكومة السراج، الذي ترأس أمس اجتماعاً أمنياً في طرابلس ضم كبار مساعديه، ضرورة محاسبة معرقلي مسار أمن الدولة من خلال التعدي على المؤسسات الحيوية للدولة، لافتاً إلى وضع خطة أمنية مشددة مهمة من خلال إنشاء غرفة أمنية مشتركة تعمل وفق قوة الدولة والتنسيق الدولي.
وتحدث عن «إطلاق منظومة لجمع البيانات عن الأشخاص الذين يتدخلون في أمن الدولة ويبتزونها، ويفسدون حياة الناس والحياة السياسية، وهو تدخل من قبل بعض المسلحين أو الجماعات المسلحة».
وأضاف: «الناس ملت من مظاهر الفوضى، ومن عدم قدرة الدولة على القيام بواجباتها، بسبب المعرقلين الذين ينظرون إلى مصالحهم الأمنية الضيقة»، معتبراً أن «من يفسد الحياة على الدولة ليس فقط من يحمل السلاح، فهناك بعض الأشخاص في بعض الإدارات والمؤسسات متورطون تورطاً مباشراً»، على حد قوله.
وبعدما أشار إلى ضرورة إعداد خطة إعلامية محكمة للرد على الإعلام المضاد، دعا إلى ضرورة محاسبة كل من تشكل حريته خطراً على أمن الوطن والمواطن، للخروج بالبلاد إلى بر الأمان.
وكان أغا، الذي التقى بشكل مفاجئ، أمس، عبد السلام عاشور وزير الداخلية السابق، طالب الجهات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، باعتقال عماد الشقعابي المنسق العام بين جماعة «أنصار الشريعة» وتنظيم «داعش».
ووجه أغا رسالة، سربها مكتبه، إلى الجهات الأمنية لإصدار مذكرة قبض بحق الشقعابي، وإدراجه في قوائم الممنوعين من السفر إلى خارج البلاد، مشيراً إلى أنه متورط في عدد من العمليات الإرهابية بطرابلس وبنغازي.
وانتقدت وزارة الدفاع بحكومة السراج فرض «الجيش الوطني» حظراً جوياً على مناطق العمليات في المنطقة الغربية، بما فيها طرابلس، واعتبرت في بيان لها هو الأول من نوعه منذ شن «الجيش الوطني» هجومه لتحرير العاصمة مطلع أبريل (نيسان) الماضي، أنها «تصريحات عبثية لرفع المعنويات لدى قوات الجيش المنهزمة التي تتلقى الضربات من قوات السراج يومياً».
وقالت إن قواتها عازمة على صد ومقاومة العدوان الغاشم بكل قوة حتى دحره مهزوماً، وتعهدت بأنها ستقف سداً منيعاً في وجه كل من يحاول العبث بأمن ومقدرات الوطن، وأنها لن تتوانى في الوقوف ودعم جنود جيشها وقواته المساندة في صد هذا العدوان.
في المقابل، سخر اللواء عبد السلام الحاسي، أحد أبرز القادة العسكريين في «الجيش الوطني»، من شائعات وفاته، مؤكداً خلال اتصال هاتفي أجراه أمس مع «الشرق الأوسط»، أنه «يؤدي عمله بشكل اعتيادي».
وقال الحاسي إن هاتفه، الذي لم يتوقف عن الرنين، تلقى آلاف المكالمات من مواطنين ومسؤولين من الداخل والخارج للاطمئنان عليه، بعدما أشاعت وسائل إعلام موالية لحكومة السراج معلومات كاذبة عن مقتله، والعثور على جثته مكبلة اليدين بغابة الأبيار.
إلى ذلك، نقل بيان للمركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» التابع لـ«الجيش الوطني»، عن مصادر لم يكشفها، في الزاوية والجبل الغربي، عن توالي انسحابات من عدد من الميليشيات من المحاور، وتوقع صدور إعلانات انشقاق قريباً، على حد تعبيره.
وأدى الصراع الدائر في طرابلس وحولها إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، وشرد أكثر من 120 ألف شخص.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.