شدد منتدى «الأسرة السعودية» على دور التقنية في حياة الأسرة والفرص التي توفرها لتحسين العلاقات وتعزيز التواصل وتبادل الخبرات والمعارف وتقديم حلول عملية، في مواجهة العزلة الاجتماعية التي قد تتسبب بها، مكملاً نقاشه في استثمار وسائل التقنية بشكل إيجابي ومتوازن لتعزيز الروابط الأسرية.
ويهدف منتدى الأسرة السعودية في دورته السنوية المنعقدة أمس، التي جاءت العام الحالي تحت عنوان «الأسرة والتقنية»، بتنظيم مجلس شؤون الأسرة، في العاصمة الرياض، إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأسر السعودية، وآثار التقنية على الأسرة، والاستخدام السلبي لوسائل التقنية، والآثار المترتبة على الأسرة والمجتمع، وكيفية تعزيز الاستخدام الإيجابي لتلك الوسائل.
وقال المهندس أحمد الراجحي وزير العمل والتنمية الاجتماعية، خلال كلمته في المنتدى، إنّ السعودية في مصافّ أكثر دول العالم استخداماً للتقنية، وإنّ المنتدى يسهم في رفع الوعي لدى الأسرة حول مزايا وتحديات التقنية وتوظيفها بشكل إيجابي يجلب الفائدة، وتوفير منصة تتولى تحليل تأثيرات التقنية على الأسرة بجميع جوانبها التنموية، مؤملاً أن يحقق المنتدى توصيات مؤثرة تسهم في أهمية استدراك آثار التقنية على الأسرة وآليات استثمارها.
وتابع الراجحي في حديثه قائلاً: «من المهم أن تكون لدينا توجهات استراتيجية تنسجم مع مستهدفات (رؤية 2030) للوصول إلى مجتمع حيوي قادر على مواكبة عجلة النهضة المتسارعة والريادة في استثمار التقنية لبناء الإنسان».
بدورها، قالت هيلة المكيرش، المساعدة التنفيذية للأمين العام لمجلس شؤون الأسرة، في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إنّ التقنية عامل مؤثر على مستوى العالم، وتؤثر على كل فرد من أفراد الأسرة، «ولا شك أنّ التقنية لها دور إيجابي ومؤثر وفاعل ونستطيع أن نفعّلها لتخدم حياتنا، ونحن نتمنّى من خلال منتدى الأسرة السعودية أن نصل إلى توصيات فاعلة لدعم الجوانب الإيجابية وحلول للجوانب السلبية».
وتضمنت محاور جلسات المنتدى توظيف التقنية في دعم تماسك الأسرة، ودور الاستشارات الأسرية في مواجهة آثار التقنية على الأسرة، وتقديم حلول تقنية تخدم كبار السن لرفع جودة حياتهم وخلق مسارات للتواصل والتفاعل وتعزيز مهارات المرأة في مجال التقنية. حيث تطرق المتحدثون إلى استثمار التقنية في تمكين الأسر وتعزيز روابطها، وأثر التقنية على اقتصاد الأسرة من خلال توظيفها لتكون مصدر دخل إضافي كالتطبيقات الإلكترونية، واستثمار التقنية في النهوض بالدور التربوي للمرأة وتطوير مهاراتها في المجال التقني، وتوظيف التقنية في جوانب التربية والأمومة.
ويتطلع المنتدى إلى تحقيق دور إيجابي في التطور العقلي والبدني للطفل، حيث تناولت إحدى الجلسات إيجابيات التقنية من خلال ما توفره للطفل من معارف متنوعة وبأساليب جاذبة تسهم في تطوير قدراته الذهنية وتوسيع مداركه وإكسابه عادات صحية جيدة، ومناقشة دراسة قام بها مجلس شؤون الأسرة، ممثلاً في لجنة الطفولة بالتعاون مع منظمة «يونيسيف» حول مخاطر الألعاب الإلكترونية ومدى تأثيرها على الصحة النفسية والعقلية على الأطفال في السعودية. ويعدّ «مجلس شؤون الأسرة» الجهة الرسمية التي تمثل المرأة والأسرة والطّفل وكبار السّن في المنظمات والهيئات الدّولية، ويوحّد جهود القطاعات الحكومية كافة فيما يتعلق بقضايا الأسرة بجميع فئاتها، ويقترح التنظيمات والبرامج التوعوية ويتابع التوصيات والاتفاقيات التي صادقت عليها المملكة في المنظمات الدولية.
أثر التقنية يفتح حوارات مجلس «شؤون الأسرة» في السعودية
منتداها السنوي يناقش تقديم الحلول لتجويد الحياة

جانب من منتدى الأسرة السعودية في دورته السنوية (المصور: سعد الدوسري)
أثر التقنية يفتح حوارات مجلس «شؤون الأسرة» في السعودية

جانب من منتدى الأسرة السعودية في دورته السنوية (المصور: سعد الدوسري)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة