احتجاجات العراق تتواصل... وقتلى في الناصرية والبصرة

محتج عراقي في تظاهرات ضد الحكومة بالبصرة (رويترز)
محتج عراقي في تظاهرات ضد الحكومة بالبصرة (رويترز)
TT

احتجاجات العراق تتواصل... وقتلى في الناصرية والبصرة

محتج عراقي في تظاهرات ضد الحكومة بالبصرة (رويترز)
محتج عراقي في تظاهرات ضد الحكومة بالبصرة (رويترز)

قالت مصادر بالشرطة العراقية ومصادر طبية لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الأحد)، إن قوات الأمن فتحت النار على محتجين في مدينة الناصرية بجنوب العراق، في ساعة متأخرة الليلة الماضية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وذكرت المصادر أن المحتجين تجمعوا عند ثلاثة جسور رئيسية في المدينة، واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وعبوات الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وأضافت المصادر أن أكثر من 50 آخرين أصيبوا في اشتباكات بالمدينة، معظمهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع.
وذكرت مصادر بالشرطة ومسعفون، أن قوات الأمن قتلت أيضاً اثنين من المحتجين على الأقل، وأصابت أكثر من 70، بعدما استخدمت الذخيرة الحية لتفريق احتجاجات قرب ميناء أم قصر المطل على الخليج والواقع قرب مدينة البصرة.
من جانب آخر، قال مسؤولون بالميناء إن العمليات لم تتأثر حتى الآن، وإن الشاحنات ما زالت تدخل الميناء بصورة طبيعية.
ومنذ بدء الاحتجاجات، تأثر العمل في هذا الميناء بشكل متكرر، جراء قطع الطرق المؤدية إليه، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقُتل ما لا يقل عن 330 شخصاً منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب العراق أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، في أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ عام 2003.
ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يرون أنها مسؤولة عن الفساد وتخدم قوى أجنبية، بينما يعيش كثير من العراقيين في فقر دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم.
وأنهت الاضطرابات الهدوء النسبي الذي أعقب هزيمة تنظيم «داعش» في 2017.
وقال مصدران طبيان إن السلطات الطبية أجلت الرضع والأطفال من مستشفى في وسط الناصرية خلال الليل، بعد أن انتشر الغاز المسيل للدموع في أروقته.
وأضافت المصادر أن الاحتجاجات استمرت في الناصرية اليوم (الأحد) بما شمل إضرام النار في بعض المكاتب الحكومية.
وفي مناطق أخرى بجنوب العراق، قالت الشرطة إن مئات المحتجين أضرموا النار في إطارات، وأغلقوا بعض الطرق اليوم الأحد في البصرة، مما منع موظفين حكوميين من الوصول لمكاتبهم.
وذكرت مصادر طبية وأمنية أن قوات الأمن العراقية أصابت ما لا يقل عن 24 شخصاً خلال الليل في مدينة كربلاء، إثر فتحها النار على المحتجين لمنعهم من الوصول لمقر الحكومة المحلي.
وقد ذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية، أن «المئات من المتظاهرين شرعوا في قطع الطرق الرئيسية منذ ساعات الصباح الأولى لمنع وصول العمال والموظفين وطلبة المدارس والجامعات إلى أماكن عملهم. وأضرم متظاهرون النار في الإطارات في محافظة البصرة».
وأضاف الشهود أن «شوارع بغداد والمحافظات التي تشهد احتجاجات شهدت انتشاراً لافتاً للقوات الأمنية والعسكرية وقوات مكافحة الإرهاب والشغب وغيرها، وذلك بعدما تداول متظاهرون دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي للخروج في مظاهرات كبيرة اليوم».
وأوضح الشهود أن «حالات قطع الطرق والانتشار الكبير للقوات الأمنية أجبرت طلبة المدارس والجامعات والموظفين على العودة إلى منازلهم، رغم محاولة القوات الأمنية تفريق المتظاهرين المنتشرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع والهراوات».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».