أوقفت السلطات التركية أمس (السبت)، زوجين عراقيين تم القبض عليهما خلال حملة أمنية بتهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت مصادر أمنية إنه تم توقيف الزوجين بقرار قضائي في مدينة بولو شمال غربي تركيا، حيث اعتُقلا خلال عملية أمنية من قِبل قوات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة داخل منزلهما. وأضافت المصادر أن الزوج يدعى شهاب حماد، ويبلغ من العمر 23 عاماً، فيما الزوجة هي إسراء زياد خليف، وتبلغ من العمر 21 عاماً. مشيرةً إلى أنه خلال عملية تفتيش منزلهما ضبطت قوات الأمن عدداً كبيراً من الأدلة والمواد الرقمية المرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي والتي تؤكد انتماءهما له. وتنفذ قوات الأمن التركية حملة تستهدف خلايا وعناصر «داعش» نشطت، بشكل خاص، عقب عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا، حيث أشارت تقارير إلى هروب العشرات من عناصر التنظيم من السجون الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الشعب الكردية التي استهدفتها العملية العسكرية التركية، وكذلك بعد مقتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، في عملية أميركية في محافظة إدلب السورية في 26 أكتوبر (تشرين الأول). وكان أبرز من أعلنت تركيا اعتقالهم شقيقة البغدادي وزوجها وزوجة ابنها وأحد أبنائه. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده أسهمت في عملية مقتل البغدادي، التي نفّذتها القوات الأميركية في ريف إدلب. وأضاف: «قبضنا على (إسماعيل العيساوي)، وهو أقرب المقربين من البغدادي، وسلمناه للعراق، وهو من كشف مكان زعيم التنظيم». ولفت جاويش أوغلو، في كلمة، الثلاثاء، أمام البرلمان التركي، إلى أنهم قبضوا على شقيقة البغدادي وأسرته في منطقة أعزاز السورية، متهماً وحدات حماية الشعب الكردية بإطلاق سراح غالبية عناصر «داعش» بعد انطلاق عملية «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا.
وكانت السلطات التركية قد كشفت عن القبض على 25 شخصاً من أقارب البغدادي الأسبوع الماضي في عمليات نفّذتها قوات الأمن في 4 مدن، منهم 11 شخصاً في كيرشهير (وسط) و5 بمدينة سامسون (شمال) و3 في أوردو (شمال) و6 في شانلي أورفا (جنوب). وقضت محكمة كيرشهير بحبس 4 من أقارب البغدادي لإدانتهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح، بينما أمرت بإرسال السبعة الآخرين إلى مراكز الترحيل تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم.
وكشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أول من أمس، عن أن بلاده تحتجز عنصراً وصفه بـ«المهم» في تنظيم «داعش» الإرهابي خطط في السابق لاعتداءين وقعا في ألمانيا وروسيا، وذلك بعد أن ألقت القوات التركية القبض عليه في أعزاز بشمال سوريا، وأن اسمه الحركي هو «أبو جهاد الدين النصر عبيدة». وأضاف صويلو أن هذا الإرهابي، واسمه «يوسف هبة» هو الذي خطط وأعطى الأمر بتنفيذ اعتداء بقنبلة وقع عام 2018 في روسيا ولهجوم في متجر في هامبورغ بألمانيا، وأنه خبير متفجرات ومدرب على العمليات الانتحارية. ولم يكشف صويلو تفاصيل اعتداءي روسيا وألمانيا، اللذين قال إن الإرهابي الموقوف خطط لهما. وفي الوقت ذاته، تواصل تركيا عملية ترحيل مقاتلي «داعش» الأجانب الموقوفين لديها. وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن بلاده ستنتهي من إعادة غالبية المحتجزين لديها من عناصر «تنظيم (داعش) الإرهابي إلى بلادهم بحلول نهاية العام الحالي، وإن عدد المحتجزين الذين سيجري ترحيلهم بحلول نهاية العام يتوقف على المدة التي ستستغرقها العملية، لكن بالنسبة إلى أوروبا تحديداً، فالعملية جارية».
وبدأت سلطات تركيا، في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ترحيل مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي الأجانب المحتجزين لديها إلى بلدانهم الأصلية. وجرى منذ ذلك الوقت ترحيل أميركي وبريطاني ودنماركي و9 ألمان و11 فرنسياً. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن أكثر من 1150 عنصراً من عناصر «داعش» محبوسون في سجون تركيا. كما تحتجز القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا 287 من عناصر التنظيم الذين فرّوا في أثناء عملية «نبع السلام» العسكرية التركية التي استهدفت المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا الشهر الماضي. وتتهم تركيا الدول الأوروبية بالتباطؤ في استعادة مواطنيها الذين توجهوا إلى القتال في سوريا والعراق، وأعلنت أنها لن تتراجع عن إعادتهم إليها حتى لو أسقطت هذه الدول جنسياتها عنهم.
تركيا توقف زوجين عراقيين من أعضاء «داعش»
مع استمرار الحملة الأمنية على خلايا التنظيم
تركيا توقف زوجين عراقيين من أعضاء «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة