قطف الزيتون في ليبيا... موسم فرحة عائلية تحت ظلال «الشجرة المباركة»

«اليونيسكو» تحتفل باليوم العالمي لشجرته الثلاثاء

صورة من مقطع فيديو (أ.ف.ب)
صورة من مقطع فيديو (أ.ف.ب)
TT

قطف الزيتون في ليبيا... موسم فرحة عائلية تحت ظلال «الشجرة المباركة»

صورة من مقطع فيديو (أ.ف.ب)
صورة من مقطع فيديو (أ.ف.ب)

يستطيع العابر لبعض البلدات الليبية، خصوصاً مدينة ترهونة (شمال غربي البلاد)، أن يشتمّ رائحة زيت الزيتون، ويلحظ حالة من انشغال المواطنين بهذا الموسم السنوي «الذي لم يخلُ من بعض المنغصات»، لكنهم يعبرون دائماً عن فرحتهم بالإنتاج الذي يعولون عليه في حل كثير من الأمور المالية المؤجلة لجميع أفراد الأسرة.
وترهونة، التي تبعد 88 كيلومتراً، جنوب العاصمة طرابلس، واحدة من المدن الليبية المشهورة بزراعة أشجار الزيتون، فهناك تمتدّ مساحاتها الخضراء على مرمى البصر، وبداية من منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، من كل عام، تشد العائلات الليبية، خصوصاً من أصحاب المزارع الرحّل إلى حقولهم، للمشاركة في قطف ثمار ما يطلقون عليها «الشجرة المباركة».
وقال امحمد السعدي، الذي ينتمي إلى ترهونة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مدينتنا، رغم الأجواء الحربية في طرابلس، تهتم هذه الأيام بجمع الزيتون، لأنه مصدر الرزق لكثير من أهلها»، مشيراً إلى أن «معاصر الزيوت تعمل بكثافة في الثلاثة أشهر الأخيرة من كل عام».
وأضاف السعدي أن «الموسم هذا العام تضرر لأسباب، منها منع التصدير، والإهمال في رعاية الأشجار، وارتفاع سعر صرف الدولار، لكنه يظل فرحة وعيداً لغالبية العائلات في البلاد، التي تنتظره كل عام».
وأقر المجلس التنفيذي لـ«اليونيسكو»، 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، يوماً عالمياً لشجرة الزيتون بمبادرة من دولتي تونس ولبنان. وإدراجه في التراث الثقافي اللامادي.
ويحلو لكثير من الأُسر المُنشغلة بقطف الزيتون، أو فرزه على البُسط قبل تعبئته في أكياس من الخيش، التغني بالأهازيج الشعبية، تعبيراً عن فرحتهم بالمحصول الوفير. كما يُضرَب بزهرة الزيتون المثل في جلب الخير، لأن مصدره «الشجرة المباركة»، كما يعبرون.
والزيتون من الأشجار المعمّرة، إذ يتجاوز عمر أشجاره مائة عام، وأكثر في بعض المناطق، مثل بني وليد ومسلاتة وغريان، التي تشتهر بمزارعها الوارفة. ولا توجد إحصائيات حديثة في ليبيا، إلا أن هناك مَن يؤكد على وجود قرابة عشرة ملايين شجرة زيتون في عموم البلاد.
غير أن غريان الواقعة على قمة الجبل الغربي، وتبعد 75 كيلومتراً جنوب طرابلس، تشتهر تاريخياً بهذه الزراعة، فضلاً عن انتشار معاصر زيت الزيتون في أنحائها، وإليها نُسب المثل الشعبي الشائع: «راجي يا علي عشاك... لين يجي الزيت من غريان».
ولم يدخر علي وحيدي من مدينة بني وليد جهداً في إثبات أن الزيتون الليبي من أفضل الأصناف في العالم، ويقول: «نحن عرفنا زراعة الزيتون من سنين، وننتج أجود أنواع الزيوت».
ولفت وحيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ليبيا يوجد بها «نوع نادر» من أشجار الزيتون ينتج صنفاً حلواً من الزيوت، متابعاً بلهجة محلية: «هادي من توسكانا الإيطالية، المحتل غرسها في أرضنا من سنين، قبل من ما سيدي عمر يطردهم (عمر المختار الملقب بشيخ الشهداء)».
ووفقاً لترتيب «منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية» (فاو)، فإن ليبيا تحتل المرتبة الحادية عشرة على مستوى الإنتاج عالمياً خلف المغرب وتونس والجزائر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.