دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لدعم السلام في ساحل العاج، وذلك انطلاقاً من وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها الأزهر والفاتيكان في أبوظبي فبراير (شباط) الماضي. وقال الطيب وفرنسيس في رسالة نقلها «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» بالقاهرة، إن «ذلك يأتي لتحقيق سلام اجتماعي، وتعايش مشترك بين أبناء القارة السمراء».
ووثيقة «الأخوة الإنسانية» تُعد الأهم في العلاقة بين الإسلام والمسيحية، ونتاج جهد مشترك وعمل مخلص استمر لأكثر من عام ونصف... وتم تشكيل لجنة دولية لتحقيق أهداف الوثيقة، التي تنص على «السلام العالمي والعيش المشترك وضمان مستقبل مشرق ومتسامح للأجيال القادمة». وقال مصدر في الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «الوثيقة دعوة ليتوحد الجميع من أجل أن تعيش الأجيال القادمة في أجواء من الثقافة والاحترام المتبادل والعيش المشترك، للوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع».
وقبل أسبوع، أكد البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، من الفاتيكان، «استمرار التعاون المشترك بين الأزهر والفاتيكان لتحقيق الإخاء الإنساني». ويقول بابا الفاتيكان، إن «وثيقة (الأخوة الإنسانية) كانت حلماً بعيداً؛ لكن بمشيئة الرب أصبحت حقيقة وواقعاً»، مضيفاً أنها «حملت بين طياتها دليلاً يقود البشرية نحو السلام العالمي والعيش المشترك، ومرجعية عالمية لكل المؤمنين بالإنسانية، ونداء لأصحاب الضمائر الحية لنبذ العنف والتطرف».
بينما يدعو شيخ الأزهر، أتباع الديانات حول العالم إلى «ضرورة التمسك بالإخاء الإنساني، ونبذ مشاعر البغض والكراهية، وطرق كل الأبواب التي من شأنها تهيئة الرأي العام العالمي لنشر قيم الأخوة والتعايش المشترك».
وكانت العاصمة الإماراتية أبوظبي قد شهدت فبراير الماضي، توقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية» بين بابا الفاتيكان، وشيخ الأزهر، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإنسانية، وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب، إلى جانب التصدي للتطرف وسلبياته، وذلك بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونقل «مرصد الأزهر» بالقاهرة، أمس، أن «رسالة مشتركة من الدكتور الطيب، وبابا الفاتيكان، قد ألقيت خلال الندوة التي نظمت في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، تحت عنوان «التنمية البشرية المتكاملة... طريق السلام وطريق المستقبل»؛ وذلك لدعم السلام في دولة ساحل العاج. وأكد «مرصد الأزهر» أن «الرسالة إلى الشعب الإيفواري تأتي في إطار اهتمام الدكتور الطيب، والبابا فرنسيس بشعوب القارة الأفريقية»، مشيراً إلى أن «وثيقة (الأخوة الإنسانية) جاءت لتزرع قيم الإخاء والإنسانية بين بني البشر، في وقت عصيب تزداد فيه الكراهية، ويقتل فيه الإنسان أخاه، تعصباً لدين أو جنس أو لون».
من جانبه، قال شيخ الأزهر في وقت سابق، إن «قيمة التسامح يجب أن تكون مبدأ إنسانيا عالميا راسخا يحكم العلاقات بين البشر بمختلف معتقداتهم وألوانهم وعرقياتهم... والتسامح وما ينبني عليه من قيم السلام والتعايش، هي قيم إنسانية مشتركة بين البشر جميعاً».
شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يدعوان لدعم السلام بساحل العاج
في رسالة مشتركة لـ«تحقيق التعايش» بين أبناء القارة السمراء
شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يدعوان لدعم السلام بساحل العاج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة