رئيس جنوب السودان يقدم 40 مليون دولار لتنفيذ مهام «الفترة ما قبل الانتقالية»

TT

رئيس جنوب السودان يقدم 40 مليون دولار لتنفيذ مهام «الفترة ما قبل الانتقالية»

أعلنت اللجنة الوطنية للفترة ما قبل الانتقالية تلقيها دعماً من رئيس جنوب السودان، قدره 40 مليون دولار قبل تشكيل الحكومة الانتقالية، التي جرى الاتفاق على أن تكون بعد مائة يوم، وفي غضون ذلك حث رئيس بعثة الأمم المتحدة الهيئة الحكومية للتنمية لشرق أفريقيا «الإيقاد» على رفع الإقامة الجبرية عن زعيم المعارضة الرئيسية رياك مشار، الموجود حالياً في الخرطوم.
وقال توت قلواك، رئيس اللجنة الوطنية للفترة ما قبل الانتقالية ومستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية في جوبا، إن لجنته تلقت 40 مليون دولار من حكومة بلاده لدعم تنفيذ الأنشطة قبل تشكيل الحكومة الانتقالية، مؤكدا «تحويل 40 مليون دولار من قبل رئاسة الجمهورية إلى حساب اللجنة الوطنية للفترة ما قبل الانتقالية، وهذه الأموال ستتيح للجنة تنفيذ البرامج التي لم ننفذها في الفترة الماضية... وستعمل كافة اللجان الأمنية والسياسية على إنهاء أنشطتها في غضون المائة يوم لتشكيل الحكومة الانتقالية، وفق اتفاق الرئيس سلفا كير مع زعيم المعارضة رياك مشار قبل أسبوعين للسماح بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية».
وكانت اللجنة الوطنية للفترة ما قبل الانتقالية قد تقدمت بمقترحات لميزانيتها قبل أكثر من عام، قدرتها بـ285 مليون دولار لتغطية أنشطتها، ومن بينها تجميع القوات في معسكرات وتدريبها، تمهيداً لتكوين الجيش الوطني، إلى جانب لجنة تعديل الدستور. علما بأن الرئيس سلفا كير كان قد التزم أمام رؤساء «الإيقاد» في مايو (أيار) «أيار» الماضي بتوفير 100 مليون دولار، لكنه لم يتمكن من الإيفاء بوعده، وهو ما أدى إلى عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية من تجميع القوات وتدريبها وتوحيدها.
من جهة أخرى، حث ديفيد شرير، رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، هيئة «الإيقاد» على رفع جميع القيود المفروضة على زعيم المعارضة رياك مشار، وطالب رئيس جنوب السودان بـ«إصدار تعليماته لاستخراج جواز سفر له لتعزيز بناء الثقة بينهما» وقال شرير إن لدى مواطني جنوب السودان «توقعات كبيرة بأن يتحقق السلام أخيراً... فخلال العام الماضي اجتمع القادة السياسيون دون أن تسفر تلك اللقاءات عن تحقيق مستوى تطلعات الشعب وتوقعاته»، مبرزاً أن 7.2 مليون شخص «يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ونحو 1.4 مليون آخرين ما زالوا نازحين في داخل البلاد، بينما يعيش 2.2 مليون كلاجئين في عدد من دول الجوار». وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد أوضح أن أكثر من 900 ألف شخص تضرروا من الأمطار والفيضانات، التي غمرت ثلث البلاد، منهم نحو 600 ألف بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وعلى إثر ذلك أعلن الرئيس سلفا كير ميارديت حالة الطوارئ في مناطق بحر الغزال، وأعالي النيل والاستوائية، ووجه نداءات للتدخل الإنساني.
من جانبه، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 61 مليون دولار لإنقاذ الأرواح والاستجابة للفيضانات في جنوب السودان، مبرزا أن الوكالات الإنسانية تبذل جهوداً للاستجابة، وأضاف مستدركا: «بينما يظل الوضع قاتماً بالنسبة للكثيرين في جنوب السودان. إلا أن العام الأخير من السلام شهد جهودا لتحسين الحياة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».