الماجد: تكريم نجوم الفن في السعودية مبادرة مهمة وغير مستغربة

«سندباد الأغنية العربية» وعد الجمهور بـ«ليلة تاريخية»

راشد الماجد خلال بروفات الحفل
راشد الماجد خلال بروفات الحفل
TT

الماجد: تكريم نجوم الفن في السعودية مبادرة مهمة وغير مستغربة

راشد الماجد خلال بروفات الحفل
راشد الماجد خلال بروفات الحفل

أكد الفنان راشد الماجد «سندباد» الأغنية العربية، أن ليلة «السندباد» التي ستقام اليوم بمسرح فنان العرب محمد عبده في البوليفارد بالرياض، ضمن حفلات «ليالي الأساطير» في «موسم الرياض»، ستكون ليلة استثنائية خلال مسيرته الفنية في المملكة والخارج، لتميّزها بحضورها الرائع وتنظيمها النموذجي الفريد، لإضافة نجاح جديد للنجاحات المبهرة لموسم الرياض، مبيناً أن هذه الليلة ستقدم مفاجآت ثرية ومتنوعة مع الفعاليات المصاحبة والتي ستكون مشوقة وجديدة على جمهوري الغالي شكلاً ومضموناً. كما صرح الماجد حول العديد من المحاور ذات العلاقة بالمناسبة... إلى نص الحوار:
> ما هي توقعاتكم لحفل ليلة «السندباد» والتي تعتبر واحدة من أكبر حفلات «موسم الرياض»؟
ـ بلا شك أتوقع أن يكون حفلا استثنائيا في مسيرة حفلاتي بالمملكة وخارجها، وأتطلع من خلال استعداداتي مع القائمين على تنظيم ليلة «السندباد» إلى تقديم مفاجآت ثرية ومتنوعة مع بقية الفعاليات المصاحبة لليلة والتي ستكون مشوقة.
كما أتوقع لجمهوري الغالي أن تكون المفاجآت جديدة عليهم شكلاً ومضموناً. وأتمنى من كل قلبي أن تكون ليلة «السندباد» بحضورها الرائع وتنظيمها النموذجي ليلة مثالية تضيف بتميّزها المختلف نجاحاً إضافياً للنجاحات المبهرة لموسم الرياض هذا العام بإذن الله.
> كيف تنظرون إلى المبادرة الوطنية المهمة التي أطلقها المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه لتكريم الفنانين السعوديين خلال «موسم الرياض» والذي يعتبر أكبر مواسم المملكة؟
ـ للمستشار أولاً محبة خالصة، وتقدير بالغ في نفسي وفي نفوس كافة زملائي الفنانين السعوديين والخليجيين والعرب، بصفته قائداً ملهماً لكل نجاح فني، ورجل إخلاص وعطاء وتقدير كريم للفن والفنانين، وهو رجل ليس بمستغرب عليه دعمه وحفاوته بكل الأسرة الفنية السعودية، فقد تعودنا منه في كل مبادراته الرائدة وفي كل مناسبة الاهتمام والرعاية الراقية لكل نجوم الفن، لذلك تقع مبادرته اليوم بتكريم النجوم السعوديين وتكريمي شخصياً من خلال حفل ليلة «السندباد» موقع عزيز في وجداني، فأنا أعتبر هذه المبادرة وساما كبيرا على صدري يملأني بالاعتزاز والسعادة والامتنان، ويزيد أكثر من اعتزازي بهذه الليلة أنها ضمن أهم وأكبر مواسم مملكتنا الحبيبة وهو «موسم الرياض».
> من وجهة نظركم... كيف ترون مستقبل الفن والموسيقى في السعودية، لا سيما في ظل التطور الهائل، والتحول الرائع الذي تشهده المملكة في شتى مجالات الحياة؟
ـ أنا سعيد وأشعر بنشوة السعادة بهذا الواقع الرائع الذي نعيشه في وطننا اليوم في مختلف مجالات التنمية والتطور، أشعر بالطاقة الإيجابية والحيوية والحماس لمزيد من العطاء والتفاعل مع كل معطيات واقعنا الجميل والمزدهر، وأرى بكثير من التفاؤل حاضر الفن والموسيقى في وطننا حالياً يتأهب للانطلاقة نحو آفاق جديدة حالمة، وهذا من شأنه أن يشكل نقلات جديدة ومتنوعة للموهوبين والمبدعين السعوديين القادمين مستقبلاً.
> ما هو شعورك وأنت تشارك بتألق وفاعلية في مواسم السعودية المختلفة؟
ـ لا أستطيع أن أصف بداية ونهاية مشاعري المتداخلة في وجداني قبل وبعد كل مشاركة في تلك المواسم الرائعة، فأنا أشعر دائماً بصادق الانتماء والاعتزاز بوطني الكبير في كافة مناطق ومدن المملكة التي أزورها، كما أشعر دائماً بالكثير من الفخر والولاء لهذا العهد الميمون عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأنا على ثقة بأن رؤية 2030 لقيادتنا الرشيدة تعزز الارتقاء بوطننا مستقبلاً، وتحفز أبناء الوطن للمزيد من الإنجازات في المجال الثقافي والفني.
-- معرض خاص يستعرض نشأة الماجد ومسيرته الفنية... ومزاد علني لـ«العود»
> أكملت كافة الجهات المنظمة لليلة «السندباد» استعداداتها لتقديم ليلة احتفالية تاريخية لسندباد الأغنية العربية يملأها الطرب والفن الجميل، والألحان الموسيقية الخالدة، بتجهيزات نوعية وغير مسبوقة تُعد الأولى من نوعها في المملكة؛ لتقديم تجربة جديدة للجمهور تجعلهم يستمتعون ويعيشون هذه الليلة الأسطورية بكل حواسهم ومشاعرهم بطريقة إبداعية مبتكرة، من خلال مؤثرات سمعية وبصرية فريدة، وبتقنيات متطورة في الإنتاج والإخراج وتصميم المسرح بإمكانيات هائلة تضاهي كبرى مسارح العالم.
وسيستمتع جمهور ليلة «السندباد» بليلة فنية ساهرة، وحفلة غنائية متميّزة، يصدح فيها الفنان راشد الماجد بأجمل أغانيه الرائعة، وبأعذب الكلمات، وأحلى الألحان، والتي تشمل معظم الأغاني المميّزة التي أطلقها خلال مسيرته الفنية الرائعة، والتي حققت شهرة واسعة، ورواجاً كبيراً في المملكة والخليج والعالم العربي.
كما تقدم ليلة «السندباد» ولأول مرة في المملكة فرصة نادرة لمحبي الفنان راشد الماجد لاقتناء الته الموسيقية الشخصية والمحببة إليه (العود) من خلال مزاد علني بالحفل؛ ومعرض خاص عن الفنان يستعرض نشأته ومراحل حياته، ومسيرته الفنية العريقة من خلال العديد من القصص والذكريات والصور الجميلة التي لم تنشر من قبل، وبعض مقتنياته الشخصية القيّمة. وسيتم عرض ذلك كله بطريقة إبداعية رائعة، وبأسلوب شيق ومبتكر يراعي التناسق في المراحل والتواريخ والمحتوى باستخدام أحدث التقنيات المتطورة.



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».