«مراسي الأقصر» النيلية تستقبل السائحين بحلة جديدة

تشمل المراكب الشراعية والبواخر الفندقية

جانب من تطوير المراسي النيلية بالأقصر
جانب من تطوير المراسي النيلية بالأقصر
TT

«مراسي الأقصر» النيلية تستقبل السائحين بحلة جديدة

جانب من تطوير المراسي النيلية بالأقصر
جانب من تطوير المراسي النيلية بالأقصر

تستعد مراسي مدينة الأقصر النيلية (جنوب مصر) لاستقبال السائحين خلال الموسم الشتوي الجديد بحلة جديدة، بعد انتهاء أعمال التطوير الشامل لمراسي المراكب الشراعية السياحية خلال الفترة القليلة المقبلة، والتي كانت تمثل عقبة كبيرة أمام صعود وهبوط السائحين من أعلى كورنيش النيل وحتى الوصول إلى اللانشات والمراكب الشراعية.
وقال أسعد مصطفى، مدير عام مديرية الطرق والنقل والمشرف العام على المشروعات بالأقصر، في تصريحات صحافية أمس إن «تطوير المراسي سوف يساهم في تحسين الخدمات المقدمة إلى زوار الأقصر، وخصوصاً بعد الانتهاء من تطوير 4 أرصفة لرسو المراكب الشراعية بامتداد الكورنيش، بالتنسيق مع هيئة التنمية السياحية بوزارة السياحة».
ويشمل مشروع تطوير المراسي بالأقصر إنشاء 4 أرصفة للمراكب الشراعية ولنشات النزهة، ويتكون المرسى من الكباري والمشايات العائمة والسلالم المتحركة لتتناسب مع تغير مناسيب المياه.
واستعدت محافظة الأقصر للموسم السياحي الجديد برصف الطرقات والشوارع التي تمر منها الأفواج السياحية، ومراجعة شبكة الكهرباء والإنارة، بجانب تطوير كورنيش النيل وبعض الميادين والساحات الرئيسية بالمدينة، وتذخر الأقصر بعشرات المقابر الفرعونية والمعابد النادرة، والتي يقبل على زيارتها سائحون من مختلف أنحاء العالم.
ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة بجنوب الصعيد، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تطوير المرسى سيساهم في إراحة السائحين الأجانب، لأنه لم يتم تطوير المراسي منذ ثورة 25 يناير عام 2011».
وأوضح أن «قطاع السياحة النهرية يجتذب آلاف السائحين من جميع الجنسيات سنويا، على غرار الفنادق العائمة والبواخر السياحية التي تسير رحلات منتظمة إلى مدينة أسوان عبر مجرى نهر النيل، إذ يستمتعون بهذه الرحلة الاستثنائية بسبب الطبيعة الخلابة لنهر النيل في هذه المنطقة من مصر».
ويتوقع عجمي أن تشهد مدينة الأقصر طفرة في الموسم السياحي الجديد مع استقبال المدينة وفوداً سياحية من دول إسبانيا وفرنسا لأول مرة بعد ثورة 25 يناير 2011 بجانب استمرار تدفق الوفود من أسواق جنوب شرقي آسيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى.
ووفق عجمي فإن برنامج السائحين بمدينة الأقصر يشمل زيارة معابد الكرنك والأقصر، ووادي الملوك، والدير البحري، بالإضافة إلى الرحلات النهرية بين مدينتي أسوان والأقصر.
وتبعد مدينة الأقصر عن أسوان بنحو 200 كيلومتر، تقطعها السيارة في نحو 3 ساعات، وتضع شركات السياحة في الكثير من الأحيان برنامجاً موحداً لزيارة المدينتين، عبر قضاء ليلتين بمدينة الأقصر، وليلتين في أسوان لزيارة أهم المعابد الفرعونية والاستمتاع بالأجواء النوبية بجنوب البلاد.
وقال العميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر لـ«الشرق الأوسط» إن «أعمال تطوير المراسي النيلية التي قاربت على الانتهاء تجري بالتزامن مع تطوير كورنيش النيل أيضا بطول نحو 1700 متر بالمدينة، بالإضافة إلى أعمال تطوير شبكة الصرف الصحي وشبكة إطفاء الحرائق الخاصة بالفنادق العائمة».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».