إيران تستأنف بناء قاعدة عسكرية شرق سوريا على حدود العراق

TT

إيران تستأنف بناء قاعدة عسكرية شرق سوريا على حدود العراق

كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية، الأحد الماضي، وحصلت عليها قناة «فوكس نيوز» الأميركية، عن مواصلة إيران بناء قاعدة عسكرية على طول الحدود العراقية - السورية.
وكان قد تم تدمير القاعدة جزئياً خلال الغارات الجوية في أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن الصور الجديدة، التي فحصها محللون في شركة «إيمدج سات إنترناشيونال»، كشفت عن وجود 8 مواقع في القاعدة تتم فيها عمليات بناء أو إعادة إعمار. وأظهرت الصور أيضاً أن كل موقع به أماكن ضخمة لإخفاء الشاحنات وكميات كبيرة من المعدات، فضلاً عن وجود نقطتي تفتيش على جانبي المجمع مع جدران محصنة حوله.
وتأتي الأخبار عن إعادة الإعمار في هذه القاعدة في الوقت الذي خرج فيه آلاف الإيرانيين إلى الشوارع في كثير من المدن بجميع أنحاء البلاد، احتجاجاً على الارتفاع الأخير في أسعار الوقود، وقتلت قوات الأمن الإيرانية 12 شخصاً على الأقل في هذه الاحتجاجات، بحسب التقارير.
وتأثر الاقتصاد الإيراني بشكل كبير بالعقوبات المشددة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أعقاب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي المثير للجدل في 2018، حيث تراجعت عملة البلاد وارتفعت أسعار الأدوية والطعام، مما ترك الإيرانيين في ظروف مؤلمة، وهناك دلائل متزايدة على شعورهم بالسخط من قيام النظام في طهران بإنفاق الأموال في أماكن أخرى خارج البلاد مثل سوريا واليمن.
ووفقاً للتقرير الاستخباراتي الصادر عن «إيمدج سات إنترناشيونال»، فبينما كان البناء يتم بشكل مكثف في القاعدة، ظل المعبر الحدودي القريب منها مغلقاً.
وكشفت «فوكس نيوز» عن هذه القاعدة الإيرانية السرية في 3 سبتمبر الماضي، ووفقاً لخبراء الأمن فإنه قد تمت الموافقة عليها من قِبل القيادة العليا في طهران، وتم إكمالها من قبل «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.
ووفقاً للخبراء الأمنيين، فإن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الجيش الإيراني ببناء قاعدة بهذا الحجم من الصفر في سوريا، كما أن هناك موقعاً للجيش الأميركي على بُعد أقل من 200 ميل من هذا المجمع الإيراني الجديد. وقامت إسرائيل، في الأشهر الأخيرة، باستهداف المنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا ودمرت المباني التي كانت تستخدم لتخزين الأسلحة وتمركز القوات.
وتقوم إيران، والميليشيات التي تدعمها، باستخدام الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا لتعزيز وجودها في المنطقة، بحسب تقرير «فوكس نيوز».
وفي شهر مايو (أيار) الماضي، ذكرت قناة «فوكس نيوز» أن إيران تقوم ببناء معبر حدودي غير بعيد من المجمع الجديد في سوريا، حيث تعرض المعبر الحدودي السابق بين العراق وسوريا في هذه المنطقة البوكمال - القائم لأضرار جسيمة في وقت سابق من هذا العام.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».