23 قتيلاً بينهم إيرانيون بضربات إسرائيلية «واسعة النطاق» في سوريا

القصف استهدف «فيلق القدس» وقوات النظام... وموسكو تعتبره «خطوة خاطئة»

صورة لما يعتقد أنه صاروخ في سماء دمشق (رويترز)
صورة لما يعتقد أنه صاروخ في سماء دمشق (رويترز)
TT

23 قتيلاً بينهم إيرانيون بضربات إسرائيلية «واسعة النطاق» في سوريا

صورة لما يعتقد أنه صاروخ في سماء دمشق (رويترز)
صورة لما يعتقد أنه صاروخ في سماء دمشق (رويترز)

أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ هجمات جوية «على نطاق واسع» ضد مواقع عسكرية في دمشق، اليوم (الأربعاء)، مشيراً إلى أن الهجمات استهدفت «فيلق القدس» الإيراني وقوات النظام.
وقال الجيش الإسرائيلي في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «نفذنا للتو هجمات واسعة النطاق على أهداف لفيلق القدس الإيراني والقوات المسلحة السورية في سوريا رداً على الصواريخ التي أُطلقت على إسرائيل من قبل قوة إيرانية في سوريا».
ونشر الجيش الإسرائيلي خارطة لستة مواقع قام بقصفها معظمها بالقرب من العاصمة السورية، وموقع بالقرب من الحدود الإسرائيلية تماماً.
من جانبها، اعتبرت موسكو الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا «خطوة خاطئة». و​نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن موسكو تواصلت مع حلفائها بشأن الواقعة، 
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن امس (الثلاثاء) أن دفاعاته الجوية اعترضت أربعة صواريخ أُطلقت من سوريا المجاورة، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجانب الإسرائيلي رد بشن غارات على أهداف قرب دمشق.
وأعلن المرصد مقتل 23 شخصاً بينهم مدنيان و16 مقاتلاً غير سوري من القوات الإيرانية والمسلحين الموالين لها جراء الضربات الإسرائيلية المكثفة على مواقع عسكرية في دمشق وريفها في ساعة مبكرة من صباح اليوم.
وذكر المرصد أن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع في الكسوة ومنطقة سعسع ومطار المزة العسكري وجديدة عرطوز وضاحية قدسيا ومحيط صحنايا جنوب وجنوب غربي العاصمة دمشق، وجرى تدمير مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة لـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، كما جرى استهداف معسكر لهم، بالإضافة لاستهداف بطاريات صواريخ أرض - جو ومواقع لقوات النظام.
وكان إعلام النظام السوري أعلن أن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت أهدافاً معادية» عدة جنوب دمشق.
وشن الجيش الإسرائيلي عملية ضد «حركة الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة الأسبوع الماضي. واستهدف منزل أحد قادة الحركة أكرم العجوري ما أدى إلى سقوط قتيلين أحدهما ابنه.
كما اندلعت مواجهات في غزة بعد اغتيال إسرائيل بهاء أبو العطا القيادي العسكري في «حركة الجهاد الإسلامي» والتي ردت بإطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت نحو 450 صاروخاً.
ورد الطيران الإسرائيلي بشن عشرات الغارات الجوية التي استهدفت خصوصاً مواقع لـ«حركة الجهاد الإسلامي».
وبعد يومين من بدء المواجهات قُتل ثمانية من أفراد عائلة فلسطينية واحدة (رجل وامرأتان وخمسة أطفال) في ضربة في دير البلح بجنوب القطاع المحصار الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة.
وفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في سقوط ضحايا مدنيين «غير متوقعين» في هذه الضربة.
وأسفر التصعيد بين الجانبين عن مقتل 34 فلسطينياً وجرح 110 آخرين، حسب وزارة الصحة في القطاع.
وأُبرم اتفاق للتهدئة بعد جهود بذلتها مصر والأمم المتحدة لمنع تصعيد أخطر بين الجانبين.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.