اليمن يدين تسليم طهران مقراته الدبلوماسية لجماعة الحوثيين

رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك يتحدث للصحافة لدى وصوله إلى عدن أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك يتحدث للصحافة لدى وصوله إلى عدن أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

اليمن يدين تسليم طهران مقراته الدبلوماسية لجماعة الحوثيين

رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك يتحدث للصحافة لدى وصوله إلى عدن أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك يتحدث للصحافة لدى وصوله إلى عدن أول من أمس (أ.ف.ب)

نددت وزارة الخارجية اليمنية في بيان رسمي بالخطوة الإيرانية التي أقدمت عليها طهران والمتمثلة في الاعتراف الرسمي بالميليشيات الحوثية وتسليم المقرات الدبلوماسية اليمنية في إيران لسفير الجماعة المزعوم.
جاء ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة اليمنية النظام الإيراني بالوقوف وراء الجماعة الحوثية والإيعاز لها باختطاف الناقلة الكورية في المياه الإقليمية اليمنية، وفق ما ورد في تصريحات لوزير الإعلام معمر الإرياني. وأعربت وزارة الخارجية اليمنية في بيان، أمس الثلاثاء، عن إدانتها واستنكارها الشديدين «قيام النظام الإيراني الداعم الأول للإرهاب في العالم، بالاعتراف بممثل ميليشيات الحوثي الانقلابية وتسليمه المقار الدبلوماسية والمباني التابعة للجمهورية اليمنية في طهران».
وعدّت الوزارة في بيانها أن ما قام به النظام الإيراني يعد مخالفة صريحة وواضحة لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني لا سيما القرار «2216».
وحملت وزارة الخارجية اليمنية النظام الإيراني مسؤولية تبعات هذا الانتهاك الذي وصفته بـ«الصارخ» والذي قالت إنه «يؤكد تورط إيران في دعم ميليشيات الحوثي الانقلابية واعترافها بها، وكذا مسؤولية الإخلال بحماية مقارها وممتلكاتها الدبلوماسية المنقولة وغير المنقولة».
وفي حين أكدت الخارجية اليمنية أنها ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة كافة للتعامل مع هذا السلوك الإيراني الذي وصفته بـ«الشائن»، دعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانة هذا السلوك الذي عدّته باطلاً وغير مسؤول.
وكانت وسائل إعلام تابعة للميليشيات الحوثية في صنعاء أفادت بأن القيادي في الجماعة إبراهيم محمد الديلمي قدم أوراق اعتماده للرئيس الإيراني حسن روحاني بصفته سفيراً لليمن، مشيرة إلى أن الأول نقل لروحاني تحيات رئيس مجلس حكم الجماعة الانقلابية مهدي المشاط، فيما أكد روحاني موقف النظام الإيراني من دعم الجماعة الحوثية ودعم الحل السياسي في اليمن.
وكانت الجماعة عينت الديلمي سفيراً لها لدى إيران قبل أسابيع عقب زيارة جمعت المتحدث باسمها محمد عبد السلام فليتة مع المرشد الإيراني علي خامنئي قدم خلالها المتحدث الحوثي رسالة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يعترف فيها بمرجعية خامنئي واعتبار حكمه «امتداداً لنهج الرسول».
في غضون ذلك، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن عملية الخطف والسطو المسلح التي نفذتها ميليشيات الحوثي، للقاطرة البحرية «رابغ3» التي كانت تقوم بقطر حفار بحري تملكه شركة كورية جنوبية أثناء إبحارها جنوب البحر الأحمر، مساء الأحد، «عملية إرهابية وتصعيد خطير وغير مسبوق يهدد بنسف كل الجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء للتهدئة وإحلال السلام في اليمن».
وأوضح الإرياني في تصريح رسمي أن العملية التي وصفها بـ«الإرهابية» تكشف التهديد الذي يمثله استمرار سيطرة الجماعة الحوثية على ‎ميناء الحديدة وتحكمها في الشريط الساحلي بين مدينة الحديدة ومديرية عبس، على أمن وحرية الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وعدّ الوزير اليمني أن توقيت هذه الخطوة التصعيدية الخطيرة وتزامنها مع الاحتجاجات التي تشهدها غالبية المحافظات الإيرانية يؤكد أنها تمت بإيعاز وتخطيط إيراني عبر أداتهم الحوثية لحرف الأنظار عن هذه الانتفاضة الشعبية ومحاولة خلط الأوراق وتصعيد وتيرة الصراع في المنطقة وممارسة الضغوط على المجتمع الدولي.
‏وطالب الإرياني المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حاسمة إزاء هذه القرصنة البحرية التي قال إنها «تشكل سابقة وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي»، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بدعم الحكومة الشرعية لوقف التهديد الذي تمثله الميليشيات الحوثية الإرهابية على خطوط الملاحة الدولية والأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقبل في الرياض الثلاثاء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وناقش معه جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بالشأن اليمني وآفاق السلام الممكنة والمتاحة، وفق ما أفادت به المصادر اليمنية الرسمية.
وذكرت المصادر أن هادي أشاد بجهود غريفيث ومحاولاته الحثيثة نحو السلام وكسر الجمود وتحقيق ما يمكن في هذا الاتجاه خصوصاً فيما يتعلق «باتفاق السويد الخاص بميناء ومدينة الحديدة، وملف الأسرى، وحصار مدينة تعز، في ظل عدم رغبة ميليشيات الحوثي في تنفيذ بنوده وخلق مزيد من التعقيدات المستمرة في هذا الإطار».
ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن هادي أنه «أكد حرصه على تحقيق السلام الشامل وفق المرجعيات الثلاث، والذي يفضي في النهاية إلى تحقيق الأمن والاستقرار المستدام في اليمن والمنطقة، بعيداً عن الحلول الترقيعية وترحيل الأزمات». ونسبت الوكالة إلى المبعوث الأممي أنه أشاد بحكمة هادي وجهوده الدائمة من أجل السلام في مختلف محطاته ومساراته؛ ومنها التوقيع مؤخراً على «اتفاق الرياض» مع المجلس الانتقالي بما يمثله من خطوات مهمة في تقوية أجهزة الدولة وتحقيق أمن واستقرار المواطن وتلبية احتياجاته.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.