300 عمل فني عالمي لكبار الفنانين العالميين، منهم ليوناردو دافنشي وهنري ماتيس وكلود مونيه، ستترك مواقعها في كبرى المتاحف الفرنسية لتحل ضيفة على متحف «اللوفر أبوظبي» في عامه الافتتاحي بموجب اتفاقية إعارة، وذلك لاستكمال مجموعة المقتنيات الدائمة والمفهوم السردي للمتحف.
الجدير بالذكر أن مجموعة متحف «اللوفر أبوظبي» مستمدة من عدد من المتاحف الفرنسية وليس فقط من متحف اللوفر بباريس. فحسب الاتفاق الذي أبرم بين حكومتي الإمارات العربية المتحدة وفرنسا عام 2007 يقوم «اللوفر أبوظبي» باستعارة بعض القطع والتعاون مع 12 مؤسسة ثقافية فرنسية، منها متحف اللوفر ومركز بومبيدو ومكتبة فرنسا الوطنية ومتحف أورسيه. وحسب بيان أصدره المتحف، تضم قائمة الأعمال المعارة واحدا من أهم أعمال الفنان ليوناردو دافنشي وهو «بورتريه لامرأة مجهولة» (نحو 1495)، وهي اللوحة التي تعرف أيضا باسم «جميلة الحداد»، من متحف اللوفر في باريس، ولوحة «عازف المزمار» (1866) للرسام الانطباعي الفرنسي إدوارد مانيه، و«محطة سان لازار» (1877) للفنان كلود مونيه، من متحف أورسيه.. ومنحوتة «الملاحة» من إمبراطورية بنين من متحف برانلي، بالإضافة إلى لوحة «طبيعة صامتة مع ماغنوليا» (1941) للفنان هنري ماتيس من مركز بومبيدو.
لوحة الفنان مونيه «محطة قطارات سان لازار» هي واحدة من سلسلة لوحات تناول فيها الفنان القطارات في فرنسا، وتختلف اللوحات في السلسلة عن بعضها بعضا في الأسلوب وإن توحد الموضوع، فبعضها يعكس تطور أسلوب مونيه في استخدام الألوان ويغلب الطابع التأثيري عليها، فمثلا اللوحة الأولى تحمل الطابع التأثيري، الضبابية، والأشخاص غير محددي الملامح وحلقات الدخان الكثيف تغطي الكثير من المعالم خلفها. ولكن في لوحة سبقتها نرى المعالم واضحة ومحددة المعالم، وهو ما يشير إلى تغير أسلوب الفنان من مرحلة زمنية لأخرى. الفنان اختار موضوع اللوحة للتعبير عن القطارات وأهميتها في الحياة المعاصرة في تلك الفترة كوسيلة يستخدمها السكان للهروب من المدينة إلى الريف أو لزيارة أماكن أخرى، نرى ذلك في أشخاص يجلسون على العشب يتناولون وجبة خفيفة أو في عائلة تطل من نوافذ عربات القطار في انتظار الوصول لمحطتهم.
ومن ضمن المراكز الثقافية الفرنسية التي شاركت في عملية إعارة الأعمال الفنية في العام الافتتاحي «متحف اللوفر»، و«متحف أورسيه»، و«مركز بومبيدو»، و«متحف كاي برانلي»، و«متحف جيميه» (المتحف الوطني للفنون الآسيوية)، و«المتحف الوطني لقصر فرساي»، و«متحف رودين»، و«مكتبة فرنسا الوطنية»، و«متحف كلوني» (المتحف الوطني للعصور الوسطى)، و«متحف سيفر» (المتحف الوطني للخزف)، و«المتحف الوطني لصناعة الخزف»، و«متحف الفنون الزخرفية»، و«المتحف الأثري الوطني في سان جيرمان»، و«قصر فونتينبلو». وبالإضافة إلى عمليات إعارة الأعمال الفنية، يتضمن دور وكالة متاحف فرنسا إعداد البرامج العلمية والثقافية لدى «اللوفر أبوظبي»، والمساهمة في وضع الأسس الإدارية والتنظيمية المتعلقة بالمتحف، فضلا عن وضع الأنظمة والقوانين العامة لزيارة المتحف. كما ستقوم الوكالة بتنظيم دورات تدريبية للكوادر الإماراتية حول آلية عمل المتاحف، بالإضافة إلى إعداد برامج تدريب مخصصة لهذه الكوادر في المتاحف الفرنسية.
وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة «تمثّل هذه الأعمال، التي يعرض بعضها للمرة الأولى في أبوظبي ومنطقة الشرق الأوسط، فرصة نادرة للجمهور لمشاهدة أعمال فنية بهذه الأهمية من المتاحف الوطنية الفرنسية في حوار حضاري متناغم مع بعضها البعض ومع مقتنيات (اللوفر أبوظبي) أيضا».
من جهتها، قالت السيدة فلور بلرين، وزير الثقافة لدى الحكومة الفرنسية «تعتبر عملية الإعارة خطوة كبيرة في هذا المشروع الضخم، بالإضافة إلى كونها تكريما للثراء الاستثنائي الذي تتميز به مقتنياتنا ولخبرات المتاحف الفرنسية. إن تلك القطع الأصلية المعارة من 13 متحفا ومؤسسة فرنسية، ستوجد حوارا جديدا بين مختلف الثقافات والحضارات ضمن روح الحوار العالمي الذي تعتز فرنسا بإثرائه عبر العالم».
وستتم إعارة الأعمال الفنية وفق جدول زمني تنازلي على مدى عشرة أعوام، حيث سيتم عرضها خلال فترات تمتد من ستة أشهر إلى عامين، ومعظمها على مدى عام واحد، وذلك وفق متطلبات الصيانة والحفظ. وستعرض اللوحات الفنية ضمن نظام تناوبي يحدد وفقا لمتطلبات الحفظ، بينما ستُعرض الأعمال الفنية الأثرية لمدة أطول. ومع تزايد عدد المقتنيات الدائمة لدى «اللوفر أبوظبي»، سينخفض عدد المعروضات المُعارة من المتاحف الوطنية الفرنسية. كما سيتّبع «اللوفر أبوظبي» أعلى المعايير الدولية والمتطلبات الخاصة في ما يخص عمليات نقل وعرض وحفظ المقتنيات الفنية.
دافنشي ومانيه وماتيس.. من باريس إلى «اللوفر أبوظبي»
المتحف استعار أعمالا لهم لعرضها في العام الافتتاحي
دافنشي ومانيه وماتيس.. من باريس إلى «اللوفر أبوظبي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة