حضور بارز للسعودية في اليونيسكو على هامش أعمال جمعيتها العامة

معرض مؤقت يبرز جوانب من ماضي المملكة وحاضرها

صور من فعاليات المعرض السعودي في اليونيسكو (الشرق الأوسط)
صور من فعاليات المعرض السعودي في اليونيسكو (الشرق الأوسط)
TT

حضور بارز للسعودية في اليونيسكو على هامش أعمال جمعيتها العامة

صور من فعاليات المعرض السعودي في اليونيسكو (الشرق الأوسط)
صور من فعاليات المعرض السعودي في اليونيسكو (الشرق الأوسط)

يعد المؤتمر السنوي العام لليونيسكو فرصة استثنائية للدول الأعضاء للكشف عن خططها في ميادين التربية والثقافة والتعليم والعلوم، وكلها تدخل في اختصاصات المنظمة الدولية التي تتخذ من باريس، منذ تأسيسها، مقرا لها. وككل عام، يتقاطر وزراء التربية والتعليم على العاصمة الفرنسية للمشاركة في هذا المنتدى الاستثنائي الذي تمكن مقارنته بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تجري تقليديا في شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام.
وهذا العام، أرادت السعودية أن يكون حضورها جليا وواضحا، ليس فقط من خلال الكلمات التقليدية التي تلقى، ولكن أيضا من خلال معرض مؤقت داخل حرم اليونيسكو نفسه تحت اسم «فعاليات المعرض الثقافي السعودي»، وبحضور وزير الثقافة ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان الذي افتتح أمس المعرض بمناسبة مشاركته في أعمال الجمعية العامة في دورتها الأربعين.
وكان وزير الثقافة قد ألقى، يوم الجمعة الماضي، كلمة المملكة أمام الجمعية العامة شدد فيها على استراتيجية السعودية لجهة اعتبارها أنّ تعليم وتأهيل النشء «أساس أي عملية بناء وتطوير وتعزيز للثقافة في مجتمعاتنا، مع تغذيتها بالقيم الإنسانية». منوها برؤية المملكة الانفتاحية على مختلف الثقافات. كذلك ذكر الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان بالتزام بلاده بتخصيص 25 مليون دولار لتمويل برامج اليونيسكو الاستراتيجية وأعمالها المعنية بالحفاظ على التراث، عملا بخطاب إعلان النوايا الموقع في يوليو (تموز) الماضي.
وفي السياق عينه، أشار الوزير السعودي إلى أنّ الرياض تدرك أهمية تعزيز العلوم والثقافة والفنون للإسهام في نشر الحوار والتواصل بين الأمم، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ما بين معرض اليونيسكو الحالي، من جهة، ومعرض «العلا: عجائب الجزيرة العربية» الذي انطلق في معهد العالم العربي بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من جهة أخرى، تكون السعودية قد ثبتت حضورها الثقافي وبينت عن رغبة انفتاحية وفق ما أكده المسؤولون عن معرض معهد العالم العربي من الجانبين السعودي والفرنسي، وما أشير إليه أكثر من مرة خلال حوارات مع القيمين على نشاط اليونيسكو.
وزارت «الشرق الأوسط» صباح أمس، الخيم البيضاء التي نصبت لاستضافة المعرض المؤقت الذي يراد أن يكون وسيلة تواصل، وجسرا يعرف السعودية وكنوزها وتاريخها وحاضرها ورؤيتها المستقبلية للزائرين الموجودين في اليونيسكو، والذين يمثلون العالم بكليته. ويشعر الزائر أنّ شيئا من الجزيرة العربية قد انتقل إلى اليونيسكو: من المجلس التقليدي وقهوته وتمره مما يبرز للزائر تمسك العرب بكرم الضيافة، إلى الكثير من القطع الأثرية التي جيء بها من السعودية خصيصا للمعرض لإبراز بعض جوانب تاريخ المنطقة المضيء، إلى عدد من اللوحات الدالة على حضور الفنون التشكيلية ودورها في الثقافة، كل هذه العناصر تتآزر لتنقل صورة ولو مجتزأة عن المملكة السعودية.
ومن الناحية التنظيمية، فقد تم تقاسم المهمات بين وزارة الثقافة والهيئة الملكية لمحافظة العلا ومعهد مسك للفنون. وفي موضوع الفنون، فإنّ المشاركة شملت 19 فناناً و39 عملاً فنياً. وتضم الفعاليات أعمالا فنية معاصرة، وعرضا للقطع الفنية والمنحوتات البرونزية، وصورا فوتوغرافية، وشرحا مفصلا عن التراث السعودي غير المادي كالقهوة العربية وفن الصقارة وغير ذلك. ومساء، ألقيت فقرات شعرية واستمتع الحضور بالموسيقى الحية، وذلك كله في أجواء احتفالية.
يشدّد القيمون على المعرض وفعالياته كما بشأن معرض معهد العالم العربي، على نقطة رئيسية هي اندراج الأنشطة الثقافية والفنية أكانت الجارية في السعودية نفسها أو في الخارج في إطار «رؤية 2030» لما للثقافة من دور في بناء النهضة الثقافية والترويج للتبادل والحوار والإسهام في إطلاق مجتمع حيوي ومبدع، وكلّها من المرتكزات الأساسية لمنظمة اليونيسكو. ولذا، فإن اختيار المكان في باحة هذا الصرح الدّولي للثقافة والفنون والتربية والعلوم والزمان «مناسبة انعقاد الجمعية العامة» جاء صائبا بكل المعايير.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».