أعضاء الكنيست العرب يتقدمون بشكوى ضد تحريض نتنياهو

ناشدوا رئيس الدولة {لجم الانفلات الهستيري}

TT

أعضاء الكنيست العرب يتقدمون بشكوى ضد تحريض نتنياهو

في أعقاب تفاقم التحريض الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضد النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، تقدم عدد من قادة «القائمة المشتركة» بشكاوى إلى حرس الكنيست والشرطة، معلنين أنهم تلقوا تهديدات هاتفية بالقتل. ولكن هذا لم يردع نتنياهو، الذي يسعى بكل قوته لمنع تشكيل حكومة برئاسة بيني غانتس تستند إلى دعم خارجي من النواب العرب. وبلغ التحريض أوجه بالقول إنه حالما تقوم حكومة كهذه ستقام الاحتفالات بالنصر لدى «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة وحرس الثورة الإيراني في طهران ودمشق و«حزب الله» في الضاحية.
وقال نتنياهو، خلال أربعة اجتماعات متتالية، أمس وأول من أمس، إنه لا يحرّض على المواطنين العرب، بل على النواب «الذين انتخبوهم وينادون بتدمير دولة إسرائيل ويتعاونون مع أعدائها ضد الجيش الإسرائيلي». وقال، خلال خطابه في «المؤتمر الطارئ» لحزب «الليكود»، الذي نظمه بدعوى أن إسرائيل تعيش حالة طوارئ بسبب احتمال تشكيل حكومة أقلية تستند إلى القائمة المشتركة. ووجه نتنياهو إلى غانتس، الذي كان يجتمع ساعتها مع رفاقه في قيادة «كحول لفان»: «عندما كنا نتلقى الصواريخ من غزة كنت أنت تفاوض النواب العرب الذين يدعمون الإرهاب».
ورد «كحول لفان» على ذلك ببيان جاء فيه، إن «نتنياهو لا يكترث لأمن إسرائيل ويعرف أن حزب كحول لفان الذي يضم ثلاثة رؤساء سابقين لأركان الجيش الإسرائيلي هو ضمانة للأمن. لكن، نتنياهو يهتم فقط لأمن نتنياهو». وقال بيان «كحول لفان»: «سكان الجنوب لم يحظوا بـ(مؤتمر طارئ)، كذلك ليس المرضى المرميون في أروقة المستشفيات، ولا المسنون وأصحاب الاعاقات. كالعادة، نتنياهو يهتم فقط لأمر نتنياهو». وفي يوم أمس خرج غانتس نفسه بتصريحات تلفزيونية طالب فيها نتنياهو بالكف عن التحريض الدموي على النواب العرب، مضيفاً، إنهم جزء من الدولة ولهم كامل الحقوق، بما في ذلك المشاركة في إدارة شؤون الدولة». وأضاف، أن إسرائيل شهدت قتلاً سياسياً في الماضي، في إشارة إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، إسحق رابين، قبل 25 سنة.
وأصدرت القائمة المشتركة بياناً أدانت فيه «حملة التحريض الشرسة، التي أطلقها نتنياهو، ضد الجماهير العربية وقياداتها»، واعتبرتها «محاولة للحفاظ على مقعده الهش الذي كان للجماهير العربية دور كبير في زعزعة استقراره». كما أشارت القائمة إلى أنه «كلما اشتدت أزمة نتنياهو واقتربت نهاية حكمه يزداد شراسة في هجومه وتحريضه العنصري». وأكدت القائمة المشتركة، أنه «لا يمكن لأحد أن تخرج الجماهير العربية وقياداتها خارج اللعبة السياسية، وشرعية النواب العرب تُستمد من قبل الجماهير التي انتخبتهم ليمثلوها في الكنيست وحمل قضاياها وهمومها». كما ناشدت القائمة المشتركة رئيس الدولة، رؤبين رفلين، «أخذ دوره ولجم هذا الانفلات الهستيري الذي يقوده نتنياهو ويؤدي إلى تلقي النواب العرب عشرات التهديدات ويعرض حياتهم للخطر»، مؤكدة أنها «تحذر المستشار القضائي للحكومة من عدم القيام بواجبه للتحقيق في الأمر وتحمل نتنياهو وجوقة المحرضين المسؤولية عن أي أذى يتعرض له النواب».
وتبين أن عدداً من النواب العرب تلقوا تهديدات بالقتل، وفي المقدمة رئيس القائمة، أيمن عودة، ورئيس كتلتها البرلمانية، أحمد الطيبي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.