الجملي يحدد شهراً لتشكيل الحكومة التونسية

قيادي من حزب «قلب تونس» يرأس أول لجنة برلمانية

TT

الجملي يحدد شهراً لتشكيل الحكومة التونسية

شرع رئيس الحكومة التونسية المكلف الحبيب الجملي رسمياً، أمس، في مشاورات تشكيل الحكومة، وتعهد بأن تكون تركيبتها منفتحة على كل الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية من دون استثناء. وتوقع أن تتواصل المشاورات لشهر تقريباً، لتكون الحكومة مكتملة منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وأشار الجملي إلى أن الأولويات التي ستعمل الحكومة المقبلة على تنفيذها، تشمل خصوصاً مكافحة تضخم الأسعار بما يساهم في تحسين أوضاع التونسيين والخدمات العامة في الصحة والتعليم والنقل، علاوة على التركيز على إصلاح الاقتصاد والمؤسسات العمومية التي تعاني صعوبات كبرى وبلغ مجمل ديونها نحو 7 مليارات دينار تونسي (نحو 2.3 مليار دولار). وأكد أن «الحكومة لن تنساق إلى الصراعات السياسية حول المناصب التي عرفتها تونس خلال السنوات الماضية».
ورأى أنه يتعين على الجميع «المساهمة في إصلاح الاقتصاد التونسي المتعثر، وإعادة الأمل للشبان المحبطين»، معتبراً أن الحكومة المقبلة تمثل «آخر فرصة لإنقاذ مسار الثورة».
وكُلف الجملي برئاسة الحكومة يوم الجمعة الماضي، بترشيح من «حركة النهضة» التي حصلت على الأكثرية البرلمانية، وينتهي أجل الشهر الأول الذي حدده للانتهاء من تشكيل الحكومة التي ستخلف حكومة يوسف الشاهد في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، في حين أن الآجال الدستورية تعطيه شهرين على أقصى تقدير، وهو ما يعني انتهاء كل الآجال منتصف يناير (كانون الثاني) 2020. وفي حال فشل في هذه المهمة، فإن رئيس الجمهورية هو الذي يختار الشخصية الأقدر لتولي رئاسة الحكومة، وهذا الخيار هو الذي تمسكت به «حركة الشعب» (حزب قومي) ودعت إلى المرور المباشر إليه وأطلقت عليه اسم «حكومة الرئيس».
وبشأن الحقائب الوزارية وتوزيع الوزارات على الأحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قال الجملي إن اختيار أعضاء الحكومة «سيكون على أساس البرامج والكفاءة والنزاهة، لا الانتماءات الحزبية». وأشار إلى «الشروع في تدارس هيكلة الحكومة من خلال إطلاق المشاورات الرسمية مع الشركاء السياسيين على أساس فرضية تقليص عدد الوزارات ودمج بعضها».
وبعد الانتقادات التي وجهت إلى «حركة النهضة» إثر تحالفها السياسي مع حزب «قلب تونس» الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق المثير للجدل نبيل القروي لتمرير انتخاب راشد الغنوشي رئيساً للبرلمان، أكد الغنوشي أمس في تصريح إذاعي أن «قلب تونس» ليس مشمولاً بالمشاركة في الحكومة المقبلة. وقال: «هذا تقديرنا نحن كحزب، وهذا وفاء بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا».
غير أن التحالف بين «النهضة» و«قلب تونس» ظهر في البرلمان مجدداً، أمس، خلال أول جلسة بعد افتتاح الدورة النيابية الجديدة الأسبوع الماضي، إذ سهلت الحركة انتخاب القيادي في «قلب تونس» عياض اللومي رئيساً للجنة برلمانية وقتية مخصصة لدراسة مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2019، ومشروع قانون المالية لسنة 2020 وميزانية الدولة للسنة ذاتها.
وحظي تشكيل هذه اللجنة بموافقة 143 نائباً من بين 148 حضروا الجلسة من أصل 217 نائباً. واعتبر مراقبون اختيار اللومي لرئاستها «محاولة من النهضة لإرضاء قيادات قلب تونس الذي أنقذها من شبح عدم انتخاب الغنوشي رئيساً للبرلمان».
وتضم اللجنة 5 أعضاء من «النهضة» و4 من «قلب تونس» وعضوين لكل من «التيار الديمقراطي» و«ائتلاف الكرامة» و«الحزب الدستوري الحر» و«حركة الشعب» و«تحيا تونس» وعضوين عن بقية الأحزاب والائتلافات والقوائم المستقلة.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.