البنوك اللبنانية تفتح أبوابها الثلاثاء بعد إنهاء موظفيها إضرابهم

جهازا صراف آلي خارج الخدمة في العاصمة اللبنانية بيروت (أ.ب)
جهازا صراف آلي خارج الخدمة في العاصمة اللبنانية بيروت (أ.ب)
TT

البنوك اللبنانية تفتح أبوابها الثلاثاء بعد إنهاء موظفيها إضرابهم

جهازا صراف آلي خارج الخدمة في العاصمة اللبنانية بيروت (أ.ب)
جهازا صراف آلي خارج الخدمة في العاصمة اللبنانية بيروت (أ.ب)

تفتح المصارف اللبنانية أبوابها غداً (الثلاثاء) بعد إنهاء موظفيها إضراباً عاماً بدأوه قبل أسبوع احتجاجاً على مشكلات وقعت مع زبائن جراء فرض البنوك قيوداً مشددة على سحب الأموال وسط أزمة حادة وحراك شعبي غير مسبوق في البلاد.
وقال رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف جورج الحاج في مؤتمر صحافي اليوم (الاثنين): «سنعود غداً إلى العمل، وبالتالي لا إضراب للقصاع المصرفي، على أن يكون يوم عمل في كل المصارف وكل الفروع»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) احتجاجات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، في حراك يتمسك بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، على وقع أزمة اقتصادية ومالية خانقة.
وبعد إغلاق لأسبوعين إثر انطلاق الاحتجاجات، فتحت المصارف أبوابها بداية الشهر الحالي لأسبوع واحد فقط، فرضت خلاله قيوداً أكثر تشدداً على سحب الودائع وبيع الدولار، مما أثار غضب المودعين. ونفذ متظاهرون وقفات احتجاجية أمام فروعها قبل أن تقفل يومين لمناسبة عطلة أسبوعية ومناسبة دينية.
وفوجئ المواطنون بالقيود، إذ لم يعد بإمكانهم الحصول على الدولار من الصراف الآلي تزامناً مع فرض رسم إضافي على عمليات سحب الدولار المحدودة جداً مباشرة من المصارف.
واحتجاجاً على مشكلات محدودة وقعت مع المودعين الغاضبين، بدأ موظفو المصارف إضراباً مفتوحاً (الثلاثاء) الماضي.
وأوضح جورج الحاج أن قرار وقف الإضراب اتُخذ بعد «انتفاء» الأسباب الأمنية التي فرضته وتوحيد جمعية المصارف للإجراءات المُتبعة فيما يتعلق بودائع العملاء. وأكد أنه «لا يجوز إطلاقاً أن يكون موظف البنك مكسر عصا وتُهان كرامته، ويوجّه له اللوم» على خلفية القيود التي فرضتها المصارف.
وقدمت وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي، وفق الحاج، خطة أمنية «بوقت قصير كافية ووافية لخلق نوع من الاستقرار والهدوء والأمان للمستخدم والمودع». وتقضي الخطة بنشر عناصر أمن أمام المصارف وتسيير دوريات قربها.
كما قررت جمعية المصارف توحيد الإجراءات المُتبعة داخل كل المصارف لضمان عدم الفوضى، بعدما كان كل مصرف يتبع إجراءات خاصة.
وأُعلنت (الأحد) لائحة تدابير «مؤقتة»، ينص أبرزها على أن تقتصر التحويلات إلى الخارج على «تغطية النفقات الشخصية المُلحّة»، بالإضافة إلى «تحديد المبالغ النقدية الممكن سحبها، بمعدل ألف دولار أميركي كحد أقصى أسبوعياً، لأصحاب الحسابات الجارية بالدولار».
واعتبر الحاج أن التدابير «استثنائية لظرف استثنائي فرضته الأوضاع العامة التي تمر بها البلاد».
وتترافق الأزمة السياسية الحادة في لبنان مع تدهور اقتصادي ومالي، تجاوز معها سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء 1800 ليرة، بعدما كان مثبتاً منذ عقود على 1507 ليرات.
وخفضت وكالة التصنيف الدولية «ستاندرد آند بورز» يوم (الجمعة) الماضي تصنيف لبنان إلى «سي سي سي» من «بي سلبي»، مع نظرة مستقبلية سلبية. وحذرت من أن «إغلاق المصارف الأخير والقيود غير الرسمية على تحويل العملات الأجنبية تطرح تساؤلات حول استدامة سعر الصرف».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».