يظهر المتظاهرون العراقيون اهتماما استثنائيا بما يجري في الجارة الشرقية إيران من مظاهرات واعتصامات ضد النظام هناك على خلفية قيامه برفع أسعار الوقود.
ورغم شح المعلومات الواردة من إيران بشأن آخر تطورات الحراك فيها نتيجة قرار السلطات قطع شبكة الإنترنت، مثلما فعلت في وقت سابق السلطات العراقية، إلا أن المتظاهرين العراقيين يتابعون باهتمام ما يصدر عن وكالات الأنباء والفضائيات وبعض الشخصيات والجهات التي لها لديها صلات بالداخل الإيراني، إلى جانب ما يلتقطه البعض من سكان المحافظات المحاذية لإيران من أخبار عبر وسائل إعلام إيرانية يصل بثها إلى تلك المحافظات رغم الصعوبات المتعلقة باللغة.
وبقدر الاهتمام الذي تبديه جماعات الحراك بما يجري في إيران، لم يصدر عن أي جهة أو شخصية سياسية تعليق أو بيان بشأن ذلك.
الاهتمام المتواصل بالاحتجاجات الإيرانية، دفع متظاهري ساحة التحرير وسط بغداد إلى توجيه رسالة قصيرة إلى نظرائهم الإيرانيين، شرحوا فيها لماذا يتردد اسم بلادهم كثيراً في التظاهرات العراقية. وجاء في الرسالة التي كتبت بثلاث لغات (العربية والفارسية والإنجليزية): «إلى الشعب الإيراني الكريم... تشاهدون في هذه الأيام الانتفاضة العراقية وتستمعون لهتافات الشباب العراقي المحتج ضد حكومته، وكثير من هذه الهتافات يرد فيها ذكر إيران». وأضافت: «يهمنا أن تعلموا أننا لا نضمر للشعب الإيراني إلا المودة، وأن مشكلتنا مع النظام الإيراني الذي يدعم الفاسدين والمجرمين والقتلة في وطننا». ختمت الرسالة بالقول: «نتطلع للتخلص من حكامنا اللصوص، كما نتطلع لعلاقات قوية وراسخة مع أشقائنا الإيرانيين الذين يستحقون نظام حكم عادلاً ومتحضراً. الحكومات الظالمة إلى زوال والبقاء للشعوب».
وشهدت الاحتجاجات والتظاهرات في غالبية المحافظات رفع شعارات وترديد أهازيج عديدة منددة بالنفوذ الإيراني في العراق والقوى المتحالفة معه. كما شهدت حرق صور لزعماء إيرانيين، على رأسهم مرشد الجمهورية علي خامنئي وقائد فيلق القدس في «الحرس الثوري» قاسم سليماني. كذلك هاجم المتظاهرون في كربلاء القنصلية الإيرانية هناك وقاموا بإحراقها، وقام محتجون في محافظة النجف بإزالة لوحة كتب عليها «شارع الإمام الخميني» واستبدلوها بأخرى كتب عليها «شارع شهداء ثورة تشرين» في إشارة إلى الضحايا من المتظاهرين الذين سقطوا برصاص القوات الأمنية.
وسبق أن قام المتظاهرون في سبتمبر (أيلول) 2018. بحرق القنصلية الإيرانية في محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط.
وتضع غالبية جماعات الحراك الاحتجاجي في العراق هدف إيقاف النفوذ الإيراني في العراق على رأس أولوياتها ورؤيتها المستقبلية لعملية التغيير والإصلاح المقبلة في البلاد. ويشهد العراق هذه الأيام توقفا تاماً لدخول المواطنين الإيرانيين الزائرين للعتبات والمراقد الدينية بعد أن كان وجودهم كثيفا في السنوات الماضية.
متظاهرو العراق يوجهون رسالة إلى الإيرانيين
شرحوا فيها لماذا يتردد اسم بلادهم كثيراً في احتجاجاتهم
متظاهرو العراق يوجهون رسالة إلى الإيرانيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة