30 مليار دولار أرباح متوقعة لشركات الطيران العالمية في 2019

انطلاق معرض دبي للطيران بمشاركة صناع القطاع العالميين

ولي عهد أبوظبي يلتقط صورة بهاتفه المحمول للطائرات المعروضة في معرض دبي للطيران (وام)
ولي عهد أبوظبي يلتقط صورة بهاتفه المحمول للطائرات المعروضة في معرض دبي للطيران (وام)
TT

30 مليار دولار أرباح متوقعة لشركات الطيران العالمية في 2019

ولي عهد أبوظبي يلتقط صورة بهاتفه المحمول للطائرات المعروضة في معرض دبي للطيران (وام)
ولي عهد أبوظبي يلتقط صورة بهاتفه المحمول للطائرات المعروضة في معرض دبي للطيران (وام)

توقع تقرير اقتصادي صدر أمس أن تحقق شركات الطيران العالمية صافي أرباح بقيمة 30 مليار دولار هذا العام، مشيراً إلى أن القيمة المتوقعة للطيران التجاري تبلغ نحو 16 تريليون دولار، فيما توقع أن يبلغ متوسط النمو السنوي لحركة المسافرين نحو 4.6 في المائة.
وقال تقرير شركة بوينغ الأميركية إن حجم النمو المتوقع لخدمات شحن البضائع يصل إلى 4.2 في المائة مع تحسن الناتج المحلي الإجمالي عالمياً، لافتاً إلى أن أكثر من 70 في المائة نسبة الطائرات ذات الممر الواحد من إجمالي عمليات التسليم، فيما سيتم تسليم 9100 طائرة جديدة ذات البدن العريض خلال السنوات العشرين المقبلة.
وتوقعت الشركة الأميركية في تقريرها الذي صدر على هامش انطلاق معرض دبي للطيران في دورته السادسة عشرة، أن يتضاعف نمو سوق الطيران في الشرق الأوسط خلال عقد واحد إلى أربعة أضعاف، فيما سيبلغ معدل نمو حركة الطيران 5.1 في المائة، مؤكدة أن حجم الطلب المتوقع على طائرات جديدة في منطقة الشرق الأوسط يصل إلى 3310 طائرات، في حين يبلغ سوق الطيران بالمنطقة نحو 725 مليار دولار.
وأكد التقرير أن حصة المنطقة من عمليات التسليم المتوقعة للطائرات ذات البدن العريض تصل إلى 46 في المائة والتي تعد أعلى نسبة في العالم، ويبلغ عدد الطيارين الجدد خلال السنوات العشرين المقبلة نحو 64 ألفا، و65 ألفا عدد فنيي الصيانة الجدد خلال السنوات العشرين المقبلة، موضحاً أن 85 في المائة من سكان العالم يعيشون في مناطق يمكن الوصول إليها بالطائرة من منطقة الخليج العربي خلال 8 ساعات، مما يتيح آفاقاً قوية للنمو.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، قد افتتحوا أمس «معرض دبي الدولي للطيران 2019» الذي تستضيفه دبي ويستمر حتى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وأعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن ارتياحه بالوجود الدولي الكبير جنبا إلى جنب مع الشركات الوطنية والعربية تحت مظلة معرض دبي الدولي للطيران في نسخته السادسة عشرة بمشاركة 160 دولة، و1300 شركة، و1645 طائرة مدنية وعسكرية.
ولم يعلن أمس عن أي صفقات في المعرض، في الوقت الذي يتوقع أن تعلن الجهة المنظمة عن قيمة الصفقات اليوم الاثنين، على أن يستمر إعلان الصفقات حتى اليوم الأخير للدورة الحالية.
إلى ذلك أعلنت شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» إطلاق مجموعة «سند» ودمج ثلاث شركات تحتها، حيث تنضوي تحت مظلّة المجموعة الجديدة ثلاث شركات بما في ذلك «سند لتقنيات الطيران»، المتخصصة في خدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة لمحركات الطائرات؛ و«سند لتقنيات الطاقة»، المتخصصة في توفير خدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة للتوربينات الغازية؛ و«سند للتمويل»، المعروفة سابقاً باسم «سند لحلول الطيران» والمتخصصة بتوفير خدمات الدعم المالي لتمويل قطع غيار المحركات ومكوناتها، كشريك لقطاع الطيران العالمي‪.‬
وقال بدر العلماء رئيس وحدة صناعة الطيران في شركة «مبادلة للاستثمار»: «ستقود جهود مبادلة الاستراتيجية الهادفة إلى الاستثمار في أرقى التقنيات والقدرات على امتداد أسواق صناعة الطيران على المستوى العالمي. وتضطلع الشركة بدور رئيسي في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد لصناعة الطيران».
وأعلنت «ستراتا للتصنيع» المتخصصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة في الإمارات تسليم الشحنة الأولى من أضلاع المثبت العمودي والأفقي لذيل طائرة «بوينغ ‪777X‬».
في المقابل أظهر تقرير «توقعات الأسواق العالمية 2019 - 2038» الصادر مؤخراً عن شركة إيرباص، نمو حجم أساطيل شركات الطيران الدولية التي تُسيّر رحلاتها إلى دولة الإمارات بواقع ثلاثة أضعاف لنحو 1730 طائرة بحلول عام 2038. مقارنة مع نحو 630 طائرة اليوم.
كما يتوقع التقرير نمو حركة المسافرين جواً في منطقة الشرق الأوسط بمعدل 5.6 في المائة سنوياً، أي ما يفوق بكثير المعدل العالمي البالغ 4.3 في المائة سنوياً. ومن المتوقع أيضاً خلال نفس الفترة أن تشهد حركة الشحن الدولي زيادة سنوية قدرها 3.6 في المائة، وهو ما ينسجم مع متوسط نمو حركة الشحن العالمي، مما يعني حاجة المنطقة لنحو 3200 طائرة من أصل 39210 آلاف طائرة ركاب وشحن جديدة على مستوى العالم.
ولفت التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط تضم اليوم خمس مُدنٍ تُعتبر من كُبرى مراكز الطيران في العالم، حيث تنضم دولة الإمارات إلى القائمة من خلال إماراتي أبوظبي ودبي، وسط توقعات بأن تتضاعف هذه المراكز في المنطقة لتصل إلى 11 مركزا خلال السنوات العشرين المقبلة لتشمل مُدناً جديدة مثل مسقط ومدينة الكويت.
إلى جانب ذلك، أكد التقرير أن السياحة ستُحافظ على دورها كقطاع نموٍ رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، وسيشكّل قطاع الطيران التجاري أحد عوامل الدعم الرئيسية لحركة السياحة، حيث تُشير إحصائيات «المجلس العالمي للسفر والسياحة» إلى أن السياحة تساهم بنسبة 9 في المائة تقريباً اليوم في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.



الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.