إعطاء هدنة لـ«تقنية حكم الفيديو» أصبح أمراً ملحاً

بعد قرارات مثيرة للجدل وانتقادات واسعة من الجمهور والنقّاد

الحكم غراهام سكوت يتلقى قرار «الفار» ويلغي هدف شيفيلد يونايتد أمام توتنهام  -  غوارديولا غضب من قرارات الحكم في المواجهة أمام ليفربول
الحكم غراهام سكوت يتلقى قرار «الفار» ويلغي هدف شيفيلد يونايتد أمام توتنهام - غوارديولا غضب من قرارات الحكم في المواجهة أمام ليفربول
TT

إعطاء هدنة لـ«تقنية حكم الفيديو» أصبح أمراً ملحاً

الحكم غراهام سكوت يتلقى قرار «الفار» ويلغي هدف شيفيلد يونايتد أمام توتنهام  -  غوارديولا غضب من قرارات الحكم في المواجهة أمام ليفربول
الحكم غراهام سكوت يتلقى قرار «الفار» ويلغي هدف شيفيلد يونايتد أمام توتنهام - غوارديولا غضب من قرارات الحكم في المواجهة أمام ليفربول

دعونا نتفق في البداية على أن ثلاث دقائق و47 ثانية هي وقت طويل للغاية في كرة القدم، ويمكن أن يحدث به الكثير من الأشياء. فقبل عشرين عاماً وعلى ملعب «كامب نو»، كان هذا الوقت كافيا لكي يحول مانشستر يونايتد تأخره بهدف نظيف أمام بايرن ميونيخ في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا إلى فوز بهدفين مقابل هدف وحيد. وقد شهدت هذه الدقائق الثلاث من المتعة والإثارة ما يفوق ما يحدث خلال مواسم بأكملها.
وفي الملعب الجديد لنادي توتنهام هوتسبير في المرحلة الثانية عشرة لبطولة الدوري الإنجليزي، توقفت المباراة لمدة ثلاث دقائق و47 ثانية ولم تشهد هذه المدة أي تمريرة أو لمس للكرة على الإطلاق. وعند الدقيقة 60 من عمر اللقاء، وبعد دقيقتين فقط من إحراز اللاعب الكوري الجنوبي سون هيونغ مين الهدف الأول لتوتنهام هوتسبير، احتفل لاعبو شيفيلد يونايتد بالتعادل عندما نجح ديفيد ماك غولدريك في تحويل عرضية زميله، إندا ستيفنز، من الجهة اليسرى إلى داخل الشباك. لكن بعد ذلك، حول حكم اللقاء، غراهام سكوت، القرار إلى غرفة تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) في ستوكلي بارك.
وتوقف اللعب تماما وانتظر الـ22 لاعبا في الفريقين، بينما كانت غرفة تقنية حكم الفيديو المساعد على بُعد 20 ميلاً في غرب لندن تدرس القرار، واستغرق الأمر أربع دقائق تقريباً من المداولات لكي تصل التقنية إلى استنتاج مفاده أن جون لوندسترام كان متسللاً بطول إصبع قدمه الكبيرة عندما تلقى الكرة على الجناح الأيمن قبل إرسالها إلى كرة عرضية لتصل إلى جون فليك، الذي أرسل الكرة إلى ستيفنز قبل أن يتم إرسالها مجددا إلى ماكغولدريك.
وكانت هناك عدة اعتراضات على القرار. أولاً، حتى لو كان لوندسترام متسللاً، فإن ذلك لم يكن هاماً، لأن الكثير قد حدث قبل أن تصل اللعبة إلى نهايتها ويتم إحراز الهدف. ثانياً، لقد تمت الاستعانة بهذه التقنية في قرار هامشي، رغم أن اختصاصات هذه التقنية تتمثل في تحديد الأخطاء «الواضحة» من قبل الحكام على أرض الملعب. ثالثاً، كيف يمكننا التأكد من أن تقنية حكم الفيديو المساعد قادرة على حسم الخلاف فيما يتعلق بهذه الأمور الهامشية والدقيقة؟ والإجابة: لا يمكن لهذه التقنية القيام بذلك، لأن هذه مثل هذه القرارات ستظل تخضع لتفسير حكام المباريات.
وقد حدث نفس الأمر، عندما تم إلغاء هدف التعادل الذي أحرزه لاعب ليفربول روبرتو فيرمينيو في مرمى أستون فيلا في المرحلة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي. وركزت الحجج التي تؤيد هذا القرار على أن ركبة تيرون مينغز كانت تسبق كتف فيرمينيو. هذا هو ما وصلنا إليه!
وعلاوة على ذلك، فإنه من غير المنطقي أن يتم إعادة اللقطة من سبع زوايا مختلفة بالتصوير البطيء لعدة مرات، في الوقت الذي يتوقف فيه اللعب وينتظر فيه اللاعبون في هذه الأجواء الباردة! ولكي ندرك حجم الضرر الذي تحدثه تقنية حكم الفيديو المساعد في هذا الأمر، يجب أن ننظر إلى القرارات التي تتخذها تقنية «عين الصقر»، التي تحدد في لحظة ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى أم لا، وكنا نتمنى أن يتم تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد بنفس الطريقة.
لكن أي قرار ينطوي على تقدير الحكم فهو مسألة مختلفة تماما. ويجب أن ندرك الآن أن هناك بعض القرارات في كرة القدم التي ستظل دائما تخضع لرؤية العنصر البشري، وليست حقيقة واضحة ومسلم بها. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل كان المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا سيشعر بهذا الغضب الشديد يوم الأحد الماضي خلال مباراة فريقه أمام ليفربول لو كان الحكم الموجود على أرض الملعب هو الحكم الوحيد للحكم على اللعبة التي اصطدمت فيها الكرة بيد لاعب ليفربول ألكسندر أرنولد في مباراة الفريقين على ملعب «آنفيلد»؟ من المؤكد أن غضب غوارديولا قد تفاقم لأنه يعرف أن هناك تقنية تجب العودة إليها في مثل هذه الحالات.
لقد تمت إزالة «الخطأ البشري» من عالم الرياضة، لكن ذلك جاء على حساب سلاسة اللعب وقتل المشاعر التلقائية التي تجعل كرة القدم تختلف عن الأوبرا، على سبيل المثال. ومن المؤكد أن بُعد عملية صنع القرار من قبل تقنية حكم الفيديو المساعد هو في حد ذاته شيء غريب. قد يرى البعض أنه يتم التغلب على هذا الأمر من خلال وضع شاشات للإعادة التلفزيونية بجوار خط التماس، لكن توقف المباراة وتحرك حكم اللقاء ذهاباً وإياباً لرؤية الحالات على الشاشة يؤدي هو الآخر إلى إيقاف المباراة وتعطلها.
في الواقع، يمكن تشبيه تقنية حكم الفيديو المساعد بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فمهما كانت الحجج المنطقية التي يتم تقديمها بحسن نية من كلا الجانبين، فإن الأضرار تفوق الفوائد، ناهيك عن حالة الانقسام التي خلقتها هذه التقنية، وكذلك الشكوك الكامنة في أن وجودها يخدم مصالح طرف معين (والطرف المعين في هذه الحالة هم الأشخاص الذين يقدمون هذه التكنولوجيا ومحللي البرامج التلفزيونية الذين يرحبون بوجود نقاش آخر مثير للجدل).
لذلك، هناك اقتراح بناء في هذا الصدد، وهو أن ننتظر حتى انتهاء الدور الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز ونوقف الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد بشكل مؤقت وأن تقام التسع عشرة جولة المتبقية من دون الاعتماد على هذه التقنية. ويتعين علينا في هذا الوقت أن نراقب كيف تسير الأمور من دون «الفار»، وأن نرى كم عدد القرارات الخاطئة التي اتخذها الحكام، وأن نفحص النتائج ونرى رد الفعل. وبعد ذلك، نعقد مقارنة بين ما حدث في النصف الثاني من الموسم الذي لم يشهد الاعتماد على الفار، وبين النصف الأول الذي طُبقت فيه هذه التقنية.
من المؤكد أن هذه المقارنة لن تكون دقيقة تماما، لكنها قد تخبرنا بشيء نستفيد منه. والأهم من ذلك، أن هذا قد يعطي المتفرجين واللاعبين فرصة للتفكير في شكل كرة القدم التي يرغبون في رؤيتها. ربما تكون النتيجة هي أن الناس يفضلون الأجواء القديمة قبل تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد التي تؤثر على سلاسة اللعب، وربما يجدون أن هذه التقنية قد أصبحت أمرا واقعا وأنها باتت قريبة من النقطة التي يمكننا خلالها من التخلص من كل الشكوك المتعلقة بالقرارات المثيرة للجدل، وبالتالي تجعل اللعبة أفضل وأكثر تطورا. وفي كلتا الحالتين، ونظراً للحالة التي نحن فيها الآن، فإن الأمر ربما يستحق أن نقوم بهذه التجربة.
جدير بالذكر أن الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تعهد مؤخرا بتحسين وتسريع عملية استخدام نظام حكم الفيديو المساعد بعد الكثير من القرارات المثيرة للجدل وانتقادات واسعة من الجمهور والنقاد. وقالت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، التي تستعين بهذا النظام لأول مرة هذا الموسم، في بيان، إنه جرى نقاش طويل حول حكم الفيديو خلال اجتماع لحملة الأسهم الخميس الماضي، وقال مايك رايلي رئيس لجنة الحكام إن ‭‬«التطور مطلوب»‬.
وأضافت: «يتعهد الدوري الممتاز ولجنة الحكام بتحسين القرارات وإنجاز المهام بسرعة وزيادة التواصل مع المشجعين». وأبلغ رايلي الأندية بأن السرعة والثبات عند اتخاذ القرار «أولوية في العمل وستتحسن مع اكتساب الحكام خبرة أكبر في التعامل مع التكنولوجيا والقواعد». وأشار إلى إمداد الجمهور بمعلومات أكبر مثل شرح أسباب مراجعة اللقطات.


مقالات ذات صلة

ماينز يقلب تأخره إلى فوز على فيورنتينا في دوري المؤتمر الأوروبي

رياضة عالمية فريق ماينز (الدوري الألماني لكرة القدم)

ماينز يقلب تأخره إلى فوز على فيورنتينا في دوري المؤتمر الأوروبي

حول فريق ماينز الألماني تأخره 0 - 1 أمام ضيفه فيورنتينا الإيطالي إلى الفوز 2 - 1 ضمن منافسات الجولة الثالثة من بطولة دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ميدتيلاند الدنماركي وسلتيك الأسكوتلندي (أ.ب)

يوروبا ليغ: ميدتيلاند يحتفظ بسجله المثالي بفوز رابع

واصل ميدتيلاند الدنماركي عروضه القوية في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في كرة القدم محققاً فوزه الرابع بالعلامة الكاملة.

«الشرق الأوسط» (نيس)
رياضة عربية الزمالك وبيراميدز (نادي الزمالك)

الزمالك يتخطى بيراميدز… ويصطدم بالأهلي في نهائي كأس السوبر

حسم الزمالك تأهله إلى نهائي السوبر المصري بعد فوزه على بيراميدز 5 - 4 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ليضرب موعداً مع غريمه الأهلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية ماكسيميليان أرنولد قائد فريق فولفسبورغ الألماني (الدوري الألماني لكرة القدم)

أرنولد يجدد عقده مع فولفسبورغ حتى 2028

مدّد ماكسيميليان أرنولد، قائد فريق فولفسبورغ الألماني وصاحب الرقم القياسي في عدد المباريات مع النادي، عقده لمدة عامين إضافيين ليستمر مع الفريق حتى عام 2028.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية من مواجهة منتخبي قطر وجنوب أفريقيا في مونديال الناشئين (الاتحاد القطري لكرة القدم)

مونديال الناشئين: قطر تتعادل مع جنوب أفريقيا… وإيطاليا تهزم بوليفيا

حصل المنتخب القطري على أول نقطة له في بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاماً، المقامة على أرضه، بعد تعادله مع منتخب جنوب أفريقيا بنتيجة 1-1.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
TT

«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

في حين حقق منتخب مصر لتنس الطاولة إنجازاً تاريخياً بالفوز بالمنافسات كافة للرجال والسيدات، وتحقيق «الفراعنة» لقب البطولة الأفريقية التي أُقيمت في تونس، والتأهل إلى بطولة العالم المقررة إقامتها في لندن 2026، فإن ما شهدته البطولة من «مشادة» كلامية بين اثنين من أبرز لاعبيه خلال إحدى المنافسات عكَّرت صفو البطولة، وأثارت انتقادات في الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية.

ففي مشهد غير معتاد، دخل اللاعبان عمر عصر ومحمود أشرف في مشادة حادة خلال مباراة منتخب مصر أمام منتخب نيجيريا ضمن منافسات البطولة، وصلت إلى حد التهديد بعدم اللعب، وكادت أن تتحول اشتباكاً بالأيدي أمام عدسات الكاميرات والجمهور.

وبدأت الأزمة بين الثنائي، وفق وسائل الإعلام المصرية، قبل مواجهة عمر عصر لاعب منتخب نيجيريا، قبل نهائي الرجال، عندما تلقى تحية كل أعضاء الفريق ما عدا زميله محمود أشرف (نجل رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة، أشرف حلمي)؛ وهو ما تسبب في حالة غضب شديدة للأول، ولكن الجهاز الإداري للمنتخب تدخل لتهدئته.

وتجددت الأزمة مرة أخرى بين اللاعبين، فمع تقدم عصر بالنتيجة، ونيله إشادة جميع المتواجدين فإن زميله محمود، طالب عصر بخروجه وعدم جلوسه على مقاعد البدلاء حتى يكمل المباراة؛ ما أدى إلى مشادة بين اللاعبين، وتبادل العبارات غير اللائقة.

وبينما انتشر مقطع فيديو يوثّق الواقعة سريعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وصف روادها الأمر بـ«الفضيحة الرياضية» التي لا تليق بتمثيل مصر في المحافل الدولية.

كما تداول آخرون قرار الاتحاد المصري لتنس الطاولة فتح تحقيق رسمي في الواقعة، وتحويل اللاعبين إلى لجنة الانضباط لمراجعة سلوكهما خلال البطولة.

وزادت الانتقادات «السوشيالية» عقب تصريحات تلفزيونية للاعب عمر عصر زعم فيها أن «رئيس الاتحاد هو من يقوم باختيار لاعبي المنتخب»، مشيراً إلى أن المنتخب يشارك في البطولة من دون طبيب للبعثة أو مدرب أحمال بدنية.

وأضاف اللاعب أنه يرحب بالتحقيق في الأزمة مع زميله، إلا أنه يطالب وزارة الشباب والرياضة بعمل تحقيق للفصل في هذا الأمر؛ لأن رئيس الاتحاد والد اللاعب.

وفي بيان صادر عن وزارة الشباب والرياضة، الاثنين، هنأ وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، منتخب مصر لتنس الطاولة على نتائجه، واصفاً إياها بـ«إنجاز كبير يُضاف إلى سجل الرياضة المصرية الحافل بالإنجازات».

وقال البيان: «تابع وزير الشباب والرياضة من كثب كل القرارات والإجراءات الصادرة عن الاتحاد المصري لتنس الطاولة بشأن الأزمة التي نشبت بين لاعبَي المنتخب الوطني عمر عصر ومحمود أشرف خلال مشاركتهما في البطولة».

وأضاف: «شدد الدكتور أشرف صبحي على أن الالتزام والانضباط يمثلان أساساً في تمثيل مصر في المحافل الخارجية، بما يليق باسم الرياضة المصرية ومكانتها».

وأكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تتابع الموقف بشكل دقيق، وتُجري تنسيقاً كاملاً مع اللجنة الأولمبية المصرية والاتحاد المصري لتنس الطاولة لمتابعة نتائج التحقيقات وملابسات الواقعة، واتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن الحفاظ على انضباط المنظومة واحترام القيم والأخلاق الرياضية.

اللاعب عمر عصر (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أزمة منتخب تنس الطاولة ينظر لها الجميع على أنها وليدة اللحظة، لكنها في رأيي لها تراكمات مستمرة منذ فترة طويلة، فما رواه اللاعب وزملاؤه عن اتحاد اللعبة والكيفية التي تدار بها اللعبة هو ما يتطلب تحقيقاً وليس ما فعله اللاعب نفسه».

وتابع: «منتخب مصر اتضح أنه سافر للبطولة بلا طبيب ولا معد بدني، ورئيس الاتحاد يختار اللاعبين المشاركين، و هي أمور لا يمكن أن تراها إلا في مصر، ثم نسأل بعد ذلك لماذا يهرب اللاعبون، ولماذا يوافقون على التجنيس بجنسيات أخرى؟ والغريب أن الجميع يرى ويدرك المشكلات الموجودة والواضحة للجميع، إلا المسؤولين».

ويضيف البرمي: «أزمة تنس الطاولة الأخيرة ليست هي المشكلة، فقد أظهرت للجميع أن هناك مشكلات عدّة، فالألعاب الفردية في مصر تحتاج إلى اهتمام، وقبل الاهتمام يتطلب الأمر محاسبة المسؤولين عن الاتحادات عما قدموا وما هي خططهم وكيف وصلوا إلى أماكنهم، فهناك الكثير من الأزمات، والمواهب تضيع أو تذهب للعب بأسماء بلد أخرى، ثم نكتشف فجأة حجم الخلل والفساد الذي أدى إلى هذه ذلك».


«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
TT

«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)

نفت شركة «ريبوك» للملابس الرياضية، اليوم الثلاثاء، أنها طلبت إزالة شعارها عن قمصان المنتخبات الإسرائيلية لكرة القدم وذلك ردا على مزاعم أوردتها تقارير إعلامية إسرائيلية.

وقال متحدث باسم «ريبوك» لوكالة «رويترز»: «تفخر ريبوك بسجلها في توحيد جميع الثقافات داخل الملعب وخارجه. التقارير الواردة في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تزعم أن ريبوك قد وجهت الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بإزالة شعاراتها من أطقم المنتخبات الوطنية هي ببساطة غير صحيحة».

أضاف: «سنستمر في الوفاء بالتزاماتنا تجاه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. لا نعمل في السياسة وتركيزنا ينصب على الجانب الرياضي».

وقال الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لـ«رويترز» إن أطقم المنتخبات في المباريات الدولية ستواصل عرض شعار الشركة كما حدث في السابق.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أنهت شركة بوما الألمانية للملابس الرياضية رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم وهو قرار قالت الشركة إنها اتخذته في 2022.

وكان الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم قد كشف أن «ريبوك» طلبت من إدارة المنتخب إزالة شعارها عن قمصانه وسراويله القصيرة، مشاركةً بذلك في دعوة المقاطعة التي أطلقتها «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات».

وجاء في بيان أصدره الاتحاد الإسرائيلي: «لم يوقع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم اتفاقاً مباشراً مع (ريبوك إنترناشونال). لقد رضخت الشركة لتهديدات مقاطعة سخيفة لا تعنيها»، مؤكداً أن الشراكة أُبرمت من خلال مورد محلي.

وأضاف البيان أن شعار الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم والعلم الإسرائيلي سيظهران على ملابس الفريق.

يُذكر أن وكالة «أسوشييتد برس» أوردت أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يدرس إجراء تصويت لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي بسبب حرب غزة.

وكان النجم الفرنسي السابق إريك كانتونا قد دعا إلى هذا التعليق خلال حفل «معاً من أجل فلسطين» في لندن.


ما السبب وراء التراجع الكبير لأستون فيلا؟

الضغوط تتزايد على أوناي إيمري  مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
الضغوط تتزايد على أوناي إيمري مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
TT

ما السبب وراء التراجع الكبير لأستون فيلا؟

الضغوط تتزايد على أوناي إيمري  مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)
الضغوط تتزايد على أوناي إيمري مدرب أستون فيلا بعد نتائج الفريق السيئة (رويترز)

قدّم أوناي إيمري لحظات لا تُنسى لجماهير أستون فيلا؛ المشاركة في البطولات الأوروبية في 3 مواسم متتالية، واحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم احتلال أحد المراكز الستة الأولى. ورغم أنه لم يمر سوى 5 مباريات من الموسم الحالي، فإن من الواضح أن هناك خطأ ما. فأستون فيلا، الذي تغلب على بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، الموسم الماضي، لم يقدم أداءً جيداً حتى الآن، ولم يحقق أي انتصار، ويعاني بشدة من أجل تسجيل الأهداف. وحقّق فوزاً صعباً 1 - صفر على ضيفه بولونيا، في بدء مشواره في الدوري الأوروبي، الخميس.

وقال بول روبنسون، حارس مرمى إنجلترا السابق، لـ«بي بي سي» بعد تعادل الفريق أمام سندرلاند بهدف لمثله، يوم الأحد: «يبدو الفريق منهكاً، ولا يلعب بسلاسة، ولم يعد يقدم نفس المستويات التي كان يقدمها العام الماضي. الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لأستون فيلا».

كان روبنسون في ملعب النور لمشاهدة أستون فيلا، وهو يعاني أمام سندرلاند الصاعد حديثاً، الذي لعب لأكثر من ساعة بـ10 لاعبين بعد طرد المدافع رينيلدو لتدخله على ماتي كاش. تقدم أستون فيلا بهدفٍ سجّله كاش في الدقيقة 67 من تسديدة من مسافة 25 ياردة، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على النتيجة، حيث عادل ويلسون إيزيدور النتيجة بعد 8 دقائق ليمنح سندرلاند نقطة مستحقة. ووصف إيمري دفاع فريقه، حسب نيل جونستون على موقع «بي بي سي»، بـ«الكسول» بعد المباراة، مضيفاً: «ربما يعود ذلك إلى عدم شعورنا بالسيطرة أو بسبب عدم لعبنا بأسلوبنا المعتاد». إذن، ما الخطأ الذي حدث؟ وهل يجب على جماهير أستون فيلا أن تشعر بالقلق؟

لم يحقق أستون فيلا أي انتصار، وسجّل هدفاً وحيداً في الدوري الإنجليزي، وخرج من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة قبل نهاية سبتمبر (أيلول). ما يعني أن البداية كانت سيئة للغاية في الموسم الثالث الكامل لإيمري على رأس القيادة الفنية للفريق. سجّل أستون فيلا 134 هدفاً خلال الموسمين السابقين ليضمن المركزين الرابع والسادس، فلماذا توقف تألقه؟ وكان الهدف الذي سجّله كاش في مرمى سندرلاند هو أول هدف للفريق بعدما عجز عن هزّ الشباك في أول 4 مباريات بالدوري.

انتهت هذه السلسلة السلبية بعد 427 دقيقة، وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن كريستال بالاس في موسم 2017-2018، ونيوكاسل يونايتد في موسم 2005-2006، هما فقط من انتظرا فترة أطول لتسجيل أول هدف في الدوري منذ بداية الموسم (641 دقيقة لكريستال بالاس، و438 دقيقة لنيوكاسل). وأضاف روبنسون: «لقد سجّل أستون فيلا أول هدف له في الدوري هذا الموسم، لكنه لم يصنع كثيراً من الفرص، وكان أداؤه بطيئاً بعض الشيء، وخاصة في خط الوسط». قام أستون فيلا بمحاولتين فقط على مرمى سندرلاند. وهي إحصائية كارثية بالنظر إلى أنه لعب معظم فترات اللقاء ضد فريق يلعب بـ10 لاعبين. ولم يسدد أي فريق تسديدات على المرمى أقل من أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (12 تسديدة، بالتساوي مع إيفرتون وليدز يونايتد).

وبعد الفوز الصعب على بولونيا، يتعين على أستون فيلا التوفيق بين متطلبات اللعب في البطولة الأوروبية وفي الدوري الإنجليزي. وأدّى فشل أستون فيلا في إنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا إلى فرض قيود مالية على النادي خلال الصيف حتى يتمكن من الامتثال لقواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز. إضافةً إلى ذلك، أدّى رحيل ماركوس راشفورد وماركو أسينسيو، اللذين كانا يلعبان للنادي على سبيل الإعارة، إلى تقليل الفاعلية الهجومية للفريق. تعاقد أستون فيلا مع مهاجم نيس، إيفان غيساند، مقابل 26 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 4.3 مليون جنيه إسترليني كإضافات مالية أخرى، لكن المهاجم الإيفواري كانت له محاولتان فقط على المرمى.

ومع ذلك، تُقدم المباراتان المقبلتان لأستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز فرصة جيدة للعودة إلى المسار الصحيح، حيث سيخوض أستون فيلا مباراتين متتاليتين على ملعبه أمام فولهام في 28 سبتمبر (أيلول)، وبيرنلي في 5 أكتوبر (تشرين الأول). وقال كاش لشبكة «سكاي سبورتس»: «لسنا سعداء. كفريق، يتعين علينا أن نكون أفضل. وفي ظل الجودة التي نمتلكها، يتعين علينا الوصول إلى مراكز أعلى في الدوري. على مدار السنوات القليلة الماضية، حقّقنا العديد من النجاحات في النادي، لكننا نمر حالياً بفترة عصيبة». لا يوجد أدنى شك في أن فترة إيمري مع أستون فيلا كانت رائعة بشكل عام، ولا يجب أن يكون هناك شعور بالهلع من هذا التراجع. ومع ذلك، نعرف جميعاً أن الصبر ينفد سريعاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويدرك إيمري تماماً أن الضغوط ستتزايد ما لم يحقق أستون فيلا الفوز في البطولة قريباً.