بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يؤكدان مواصلة التعاون لتحقيق «الإخاء الإنساني»

فرنسيس والطيب طالبا بحماية الأطفال من «مخاطر الإنترنت»

لقاء بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في روما (الشرق الأوسط)
لقاء بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في روما (الشرق الأوسط)
TT
20

بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر يؤكدان مواصلة التعاون لتحقيق «الإخاء الإنساني»

لقاء بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في روما (الشرق الأوسط)
لقاء بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في روما (الشرق الأوسط)

أكد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال لقاء جمعهما في روما أمس، على «مواصلة التعاون لتحقيق الإخاء الإنساني، ونشر قيم الأخوة والتعايش المشترك». وقال بابا الفاتيكان، إن «المؤسسات الدينية الكبرى تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، في نشر مبادئ الخير وقيم المحبة والسلام»، مضيفاً أن «وثيقة (الأخوة الإنسانية) حملت بين طياتها دليلاً يقود البشرية نحو السلام العالمي والعيش المشترك، ونداء لأصحاب الضمائر الحية لنبذ العنف والتطرف».
بينما أكد شيخ الأزهر أن لقاءه مع البابا فرنسيس «دعوة حقيقية لأتباع الديانات حول العالم، لضرورة التمسك بالإخاء الإنساني، ونبذ مشاعر البغض والكراهية، وطرق كل الأبواب التي من شأنها تهيئة الرأي العام العالمي لنشر قيم الأخوة والتعايش».
ووثيقة «الأخوة الإنسانية» التي أطلقها الأزهر والكنيسة الكاثوليكية، مطلع فبراير (شباط) الماضي، من أبوظبي، هي نتاج جهد مشترك وعمل استمر لأكثر من عام ونصف بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس.
وقالت مشيخة الأزهر بالقاهرة في بيان لها أمس، إن «شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان أكدا تقديرهما للاهتمام العالمي بالوثيقة، وأعربا عن تقديرهما لدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لجهود الأزهر، في العمل على تحقيق الأخوة... كما أعربا عن تقديرهما لرعاية ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للوثيقة وللجنة الدولية المنوطة بتحقيق أهدافها».
وشكر الدكتور الطيب البابا فرنسيس، لتكريمه القاضي محمد عبد السلام، المستشار السابق له، عقب منحه وسام «قائد مع نجمة»، معتبراً ذلك «تكريماً لشباب مصر، ولمنهج الأزهر في تعزيز التسامح والحوار».
في غضون ذلك، طالب الدكتور الطيب، خلال مشاركته في مؤتمر «قادة الأديان» بروما أمس: «بضرورة الإسراع لحماية الأطفال من (مخاطر الإنترنت)، والبحث الجاد عن مخرج للأخطار المحدقة بأطفال اليوم، وذلك بعدما بات واضحاً أن هذا (التطور الرقمي) سرق من هذه الكيانات البشرية الضعيفة، براءتها وأحلامها».
في حين قال البابا فرنسيس، إنه «ينبغي محاسبة المسؤولين والمستثمرين بشركات التكنولوجيا، إذا كان اهتمامهم بتحقيق الأرباح على حساب حماية الأطفال؛ خصوصاً من الدخول السهل على المواد الإباحية على الإنترنت».
وشارك في فعاليات مؤتمر «قادة الأديان» الذي اختتمت فعالياته أمس، تحت عنوان «تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي» بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان، أكثر من 80 شخصية عالمية من قادة الأديان، ومتخصصون في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع.
وأضافت مشيخة الأزهر أن الدكتور الطيب أكد في كلمته الرئيسية بالمؤتمر، أن «مشاركته في المؤتمر بسبب المخاوف المرعبة تجاه الأطفال الذين باتوا يعانون الاضطراب الشديد؛ خصوصاً ممن هم دون الثامنة عشرة، وهو ما ينذر بفجوة عميقة بينهم وبين الآباء والأمهات والقائمين على الأسر، سواء في التفكير والتوقعات».
وأوضح الطيب أنه «لاحظ ميل الأطفال إلى العزلة واللامبالاة والكسل والخمول، وبوادر عنف وعداء محتمل، وغير ذلك مما ينذر بأمراض نفسية واجتماعية تتربص بأطفالنا، بسبب استحواذ الهواتف الذكية عليهم»، مشيراً إلى أن تلك المخاطر كانت دائماً ما تشغل حيزاً كبيراً من تفكيره، وتفكير البابا فرنسيس؛ خصوصاً عند إعدادهما وثيقة «الأخوة الإنسانية»، وكان هذا بمثابة الدافع للتنبيه بهذه المشكلة في المبادئ الأساسية الواردة بالوثيقة.
وأكد الدكتور الطيب، أنه «من السهل جداً أن تجد الآن ربطاً منطقياً بين التطور العلمي المذهل في مجال الأسلحة الفتاكة مثلاً، وبين الحـروب المأسـاوية اللاإنسانية؛ بل من السهل أن تجد علاقة بين وفرة اقتصاد السلاح وبين الإرهاب، وتنظيماته وجماعاته، التي استقطبت الأطفال إلى معسكرات، وجندتهم في التدريب والانخراط في صفوف القتال، عن طريق منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الرقمية والمواقع الإلكترونية»، مشيراً إلى أن «تقارير الأمم المتحدة تكشف أن آلاف الأطفال انضموا إلى التنظيمات الإرهابية».
وحذر شيخ الأزهر من «خطورة كارثة من كوارث البيئة الإلكترونية، وهي تمكين وحوش الجرائم الجنسية من سهولة الاتصال بضحاياهم من الأطفال، وتشجيعهم على الالتحاق بهم، وقدرتهم على إخفاء هوياتهم، وإنشاء هويات مزيفة تجعل من ملاحقتهم قضائياً ضرباً من المستحيل، مما يضع خصوصية الأسر وكرامة أطفالها في (مهب الريح)».
وتناول المؤتمر على مدار يومين، محاور، أبرزها: مفهوم كرامة الطفل في العالم الرقمي، والإجراءات اللازم اتخاذها من الشركات والمنظمات غير الحكومية للحد من الاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلالهم عبر شبكة الإنترنت، والدور المنوط بقادة الأديان في حشد المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة المستجدة.
من جهته، قال البابا فرنسيس، إنه «تنبغي محاسبة المسؤولين والمستثمرين بشركات التكنولوجيا، إذا كان اهتمامهم بتحقيق الأرباح على حساب حماية الأطفال؛ خصوصاً من الدخول السهل على المواد الإباحية على الإنترنت».
وأضاف بابا الفاتيكان، في كلمة خلال المؤتمر، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، الرسمية في مصر، نقلاً عن قناة «سكاي نيوز» الإخبارية، أن «الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت تعتبر نفسها منذ فترة أنها مجرد جهات مقدمة للمنصات التكنولوجية، وليست مسؤولة قانونياً أو أخلاقياً عن الطريقة التي تستخدم بها هذه المنصات»، مشيراً إلى أنه «توجد حاجة لضمان تحلي المستثمرين والمديرين بالمسؤولية، حتى لا تتم التضحية بمصلحة القُصَّر والمجتمع من أجل الربح».


مقالات ذات صلة

جوامع باريس لـ«الدعاء لفرنسا» بعد خطبة الجمعة

أوروبا جوامع باريس لـ«الدعاء لفرنسا» بعد خطبة الجمعة

جوامع باريس لـ«الدعاء لفرنسا» بعد خطبة الجمعة

طلب عميد «المسجد الكبير» في باريس، شمس الدين حفيز، من الأئمة التابعين للمسجد الدعاء لفرنسا في نهاية خطب الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس يتحدث خلال اجتماع ترشيح الحزب في أوسنابروك ودائرة ميتيلمس في ألاندو بالهاوس (د.ب.أ)

زعيم المعارضة الألمانية يؤيد تدريب أئمة المساجد في ألمانيا

أعرب زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن تدريب الأئمة في «الكليةالإسلامية بألمانيا» أمر معقول.

«الشرق الأوسط» (أوسنابروك (ألمانيا))
المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)

«هدنة غزة»: الوسطاء يضغطون لإبرام اتفاق رغم «تهديدات نتنياهو»

فتيات فلسطينيات ينظرن إلى أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
فتيات فلسطينيات ينظرن إلى أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: الوسطاء يضغطون لإبرام اتفاق رغم «تهديدات نتنياهو»

فتيات فلسطينيات ينظرن إلى أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
فتيات فلسطينيات ينظرن إلى أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)

​ «مساعٍ حثيثة» من الوسطاء لعودة التهدئة في قطاع غزة، تقابلها تهديدات من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ«سحق حماس»، ورفض إقامة دولة فلسطينية، وتسريبات بوسائل إعلام بلاده عن رفض مقترح الحركة بصفقة شاملة لتبادل الرهائن والأسرى تصل إلى 5 سنوات.

ذلك التباين الذي يصل إلى ذروته مع قرب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد نحو أسبوعين، يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، محاولة متعمدة من نتنياهو لعدم تهديد مستقبله السياسي الذي يقف على حافة الانهيار، غير أنهم يرون أن ضغوط واشنطن، وتكثيف الوسطاء الجهود لحلول توافقية، مع دعم دولي قبل الزيارة المرتقبة للمنطقة، ستسهم في الذهاب لاتفاقات مرحلية وهدنة إنسانية وأخرى مؤقتة مع تضمينها إنهاء الحرب، خصوصاً أن البيت الأبيض غير راغب في صراع مفتوح من دون سقف، حرصاً على مصالحه بالشرق الأوسط.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الاثنين، عن مصدر سياسي ببلادها، قوله إن حكومة نتنياهو «ترفض مقترحاً لوقف إطلاق النار بغزة 5 سنوات يشمل إعادة كل المخطوفين»، مؤكداً أنه «لا فرصة للسماح لـ(حماس) بعودة التسلح والانتعاش».

فلسطينيون يصلّون بجانب جثامين قتلوا في غارات إسرائيلية ببيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يصلّون بجانب جثامين قتلوا في غارات إسرائيلية ببيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)

وجاء الرفض بعد ساعات من خطاب مطول ألقاه نتنياهو، أكد خلاله أمرين هما: «سحق حماس» و«رفض الدولة الفلسطينية»، قائلاً: «فكرة أن الدولة الفلسطينية ستجلب السلام هي فكرة هراء، ولقد جربناها في غزة، سيتم سحق (حماس)، ولن نضع السلطة الفلسطينية هناك. لن نستبدل بنظام يريد تدميرنا، آخر يريد القيام بذلك».

لكن عائلات الأسرى الإسرائيليين، رفضت في بيان صحافي الاثنين، مسار نتنياهو الذي وصل إلى ذروته برفض المقترح، مع استمرار العد التنازلي لزيارة ترمب للسعودية، وقطر، والإمارات، في الفترة من 13 إلى 16 مايو (أيار) المقبل، حسب إعلان البيت الأبيض أخيراً، وقالت العائلات: «نطالب بإعادة المخطوفين دفعة واحدة وإنهاء الحرب، وندعو للتظاهر مساء الأربعاء في تل أبيب للمطالبة بإعادة المخطوفين».

وكان مصدر مطلع بـ«حماس» كشف لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، أن الحركة «قدمت عبر الوسيط المصري، خلال لقاء السبت، رؤيتها الشاملة لإنهاء الحرب»، متضمنة مبادرة متكاملة تنص على «تنفيذ صفقة تبادل تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين الإغاثة العاجلة للشعب الفلسطيني، والقبول بهدنة طويلة الأمد تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات».

وتتضمن الرؤية «الالتزام بالرؤية المصرية لإدارة قطاع غزة من خلال (لجنة إسناد مجتمعي)، مع تأكيد (حماس) عدم مشاركتها في هذه الإدارة ودعم جهود إعادة الإعمار، وتقديم ضمانات واضحة وقابلة للتنفيذ، بما يسهّل تطبيق الاتفاق»، بحسب المصدر المطلع.

وجاءت زيارة «حماس» إلى القاهرة للمرة الثانية خلال أسبوع، بعد أيام من زيارة لتركيا ولقاء وزير الخارجية التركي، وتلاه تأكيد مصدرين من الحركة لـ«الشرق الأوسط»، وقتها، أن الحركة تريد دعماً من تركيا، لنقل رؤيتها إلى إدارة ترمب بشأن «الصفقة الشاملة» في ظل «العلاقات الجيدة بينهما».

الخبير المختص في الأمن الإقليمي والدولي اللواء أحمد الشحات، يرى أن ما يصدر عن إسرائيل هو إصرار على استمرار الحرب والتوسع في احتلال غزة، ومحاولة لإفشال ضغوط الوسطاء التي تتواصل، ومحاولة لـ«استفزاز حماس» للتعنت وتحميلها أمام ترمب فشل أي مفاوضات.

وبرأي المحلل السياسي الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي، نهرو جمهور، فإن تهديدات نتنياهو والتسريبات الإسرائيلية محاولة لإعاقة جهود الوسطاء والإبقاء على الحرب ولو لمائة عام، بهدف منع أي اتفاق شامل قد يجعل رئيس وزراء إسرائيل في مواجهة مساءلات داخلية تهدد بقاءه السياسي، مشيراً إلى أنه يدرك أن صفقة الـ5 سنوات كفيلة بأن تزيله هو شخصياً، وتجعله تحت المساءلة، وبالتالي يرفضها كلياً، وقد يرغب في اتفاق مرحلي للتهدئة دون التزام بوقف إطلاق النار استجابة لترمب قبل زيارته المنطقة.

في المقابل، لا يزال الوسطاء يتمسكون بممارسة مزيد من الضغوط وسط دعم دولي يتوسع لدعم ذلك المسار، وقال رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمة بمؤتمر بالدوحة الاثنين، إن قطر ستواصل بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين جهودها الحثيثة للتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة، وتأمين تدفق المساعدات دون عوائق إلى القطاع.

وبالتزامن، دعت الحكومة الفرنسية نظيرتها في إسرائيل، إلى وقف «المذبحة» التي تجري في غزة، وأكدت «الخارجية» البريطانية أنه سيتم توقيع مذكرة تفاهم «تاريخية» مع الجانب الفلسطيني، تُكرّس الالتزام بتعزيز الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين، بحسب وسائل إعلام غربية.

وانهار اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 مارس (آذار) الماضي، عندما استأنفت إسرائيل قصف غزة، ورفضت دخول المرحلة الثانية الممهدة لإنهاء الحرب، ولم تنجح مقترحات مصرية وإسرائيلية وأميركية في مارس الماضي، وأوائل أبريل (نيسان) الحالي، في حلحلة الأزمة، بخلاف رفض «حماس» في 17 أبريل الحالي، اقتراحاً إسرائيلياً يتضمَّن هدنةً لمدة 45 يوماً، في مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء.

ويرى اللواء الشحات أن الوسطاء يحاولون حشد المجتمع الدولي والإقليمي، ويحثون واشنطن للضغط على إسرائيل في بند الملف الإنساني لترجمته لهدنة إنسانية في أقرب وقت، مع كبح جماحها في الحرب وتقديم مقترحات توافقية تستغل زيارة ترمب للمنطقة، ورغبته في تحقيق نصر سياسي له بالضغط على نتنياهو للذهاب لاتفاق مرحلي، متضمناً بحث إنهاء الحرب، مؤكداً أن الأخير وصل بهذا الرفض إلى الذروة، وقد يسفر عنه تدخل ترمب ليعلن أنه صاحب تحقيق الهدنة.

وبحسب نهرو جمهور، فإن الوسطاء سيواصلون الضغط لإقناع الطرف الفلسطيني بإبرام اتفاقات مرحلية تمهد لاتفاق شامل، وكذلك بالضغط على الجانب الأميركي لتحجيم رغبات نتنياهو في استمرار الحرب، معتقداً أن واشنطن ليست لديها رغبة في استمرار الصراع لما لا نهاية، وقد تنتصر للمعارضة الإسرائيلية بترتيبات جديدة بالمنطقة؛ منها اتفاق شامل لو استمر تعنت نتنياهو، أو إجباره على اتفاق ولو بشكل مرحلي.