عائلة علاء أبو فخر: ابننا رحل من أجل قضية وطن

زوجته لـ«الشرق الأوسط»: مات شهيداً لكنني مكسورة

يضيئون الشموع في وسط بيروت حول صورة علاء أبو فخر (إ.ب.أ)
يضيئون الشموع في وسط بيروت حول صورة علاء أبو فخر (إ.ب.أ)
TT

عائلة علاء أبو فخر: ابننا رحل من أجل قضية وطن

يضيئون الشموع في وسط بيروت حول صورة علاء أبو فخر (إ.ب.أ)
يضيئون الشموع في وسط بيروت حول صورة علاء أبو فخر (إ.ب.أ)

لن ينسى اللبنانيون صورة علاء أبو فخر، وهو مضرج بدمائه، وأمامه زوجته وشقيقته، التي سارعت إلى احتضان نجله عمر (12 عاماً) وإغلاق عينيه بيديها خوفاً عليه من قساوة المشهد، فيما كانت زوجته لارا تحاول إيقاف نزف زوجها، ولكن من دون جدوى، إذ رحل علاء أو «شهيد الثورة الوطنية» كما يحلو للمتظاهرين تسميته. وقضى برصاصات استقرت في جسده أثناء مشاركته في الاعتصام الشعبي عند مثلث خلدة (جنوب العاصمة بيروت)، مساء الثلاثاء الماضي.
وفي منطقة القبة عند قاعة عزاء «آل أبو فخر»، بالمقربة من منزل عائلة الضحية رفعت صورة كبيرة لعلاء... صمت كبير يخيم على المكان، في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس (الجمعة)، باستثناء حركة طفيفة لبعض المارة لا سيّما النسوة الّلواتي اتشحن بالسواد. هذا الصمت سبقه يوم حاشد، تمّ خلاله تشييع أبو فخر، حيث ووري الثرى في الشويفات، فيما تقبل التعازي سيستمر السبت والأحد في القاعة المذكورة.
في غرفة الجلوس حيث تستقبل العائلة المعزين الذين لن يتمكنوا من تأدية واجب العزاء في القاعة، جلست النسوة والرجال معاً. تروي زوجته لارا لـ«الشرق الأوسط»، بصوت خافت، كيف أثارت تصريحات الرئيس ميشال عون، التي دعا فيها المواطنين للهجرة تلك الليلة، سخطها وعلاء، مثل كثيرين من الثوار، لكنها لم تعلم حينها أنه ذاهب إلى الموت، كما قالت.
في منزل علاء تجمع الأهل والأقارب، وهم يواسون زوجته وأمه وشقيقاته وأخاه وجميع أفراد العائلة المفجوعين بموت ابنهم. لا كلمات تصف الحزن الشديد، عمر وغنى (10 أعوام). طفلا علاء، في زيارة لدى واحدة من أقاربهما... «هم يحتاجون إلى الابتعاد عن هذه الجو قليلاً»، وفق ما قالته إحدى المعزيات. أما طفل علاء الصغير أديب (7 أعوام) بدا وكأنه لا يدرك حجم الكارثة التي حلّت على أسرته، ربما لأنّه لا يفقه آلية البوح عن الحزن الّذي يعتريه.
تقول والدته: «كان يغني بالأمس وهو نائم بحضني: بابا يا بابا اشتقتلك يا بابا» مرفقاً كلمات أغنياته بعبارة «إنتي ماما أحلى وأقوى ماما».
وتضيف لارا: «علاء شهيد الثورة وبطل، بس أنا مكسورة.. أنا وعلاء قصة حب طويلة، جمعتنا 17 سنة»، وتتحدث لارا عن ابنها عمر ووعيه وإدراكه لكل ما يجري، وأسئلته وتصرفاته وحديثه، وتروي كيف سألها في حال خُيّرت بين ملايين الدولارات والوطن فماذا ستختار، لتجيبه بأنّها مع الوطن الذي توفي والده لأجله، فعلاء «لكل لبنان»، مع احترامها للحزب التقدمي الاشتراكي الّذي كان ينتمي إليه، إذ «استشهد من أجل قضية وطن».
أما إيهاب، وهو شقيق علاء، فقد أراد أن يطلق صرخة ليسمعها الجميع قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «دعوا الصبي، (أي عمر ابن علاء)، يكمل حياته بشكل طبيعي» في إشارة إلى ضرورة إبقاء الطفل بعيداً عن الإعلام، لأنه يمر بوضع نفسي دقيق، وألا يستغل أحد عمر من أجل أي قضية كانت، مشدداً على أنّ عمر سينشأ ويتربى على الأسس ذاتها التي نشأ عليها علاء، ولكن في الوقت الراهن لا بد من أن يمارس حياته كأي طفل في سنه.



بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.