رئيس اتحاد المصارف العربية: نتفاوض مع مصارف الولايات المتحدة لتخفيف القيود على البنوك المراسلة

محمد بركات: بنوك أميركية رفضت عمليات مصرفية لارتفاع تكلفة التحقق من العميل

رئيس اتحاد المصارف العربية: نتفاوض مع مصارف الولايات المتحدة لتخفيف القيود على البنوك المراسلة
TT

رئيس اتحاد المصارف العربية: نتفاوض مع مصارف الولايات المتحدة لتخفيف القيود على البنوك المراسلة

رئيس اتحاد المصارف العربية: نتفاوض مع مصارف الولايات المتحدة لتخفيف القيود على البنوك المراسلة

صرح محمد بركات رئيس اتحاد المصارف العربية أن الاتحاد سيطالب خلال القمة المصرفية العربية الأميركية في نيويورك الثلاثاء المقبل بتخفيف القيود التي تفرضها وزارة الخزانة الأميركية على البنوك المراسلة مع الالتزام في الوقت نفسه بالإجراءات الخاصة بمكافحة الإرهاب وغسل الأموال وقواعد الحوكمة الجيدة، مشيرا إلى أن القيود الأميركية تؤثر على قدرة البنوك الصغيرة في العمل.
وأوضح بركات في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين أن اتحاد المصارف يسعى للمطالبة بفرض آلية لإجراء الفحص الشامل تحت إشراف البنوك العالمية واتحاد المصارف العربية وقال: «البنوك الصغيرة في المنطقة العربية من البنوك المراسلة (هي شبكة من البنوك والمؤسسات المالية الأجنبية التي يستخدمها أو يتعامل معها البنك المحلي لتقديم خدمات تحويل الأموال وتمويل التجارة الخارجية والاعتمادات المستندية وغيرها من الخدمات المالية الأخرى) تتكلف تكلفة عالية لكي تقوم بفحص ناف للجهالة، مما يضع كثيرا من الضغوط على قدرتها على العمل، وسنناقش مع المصارف الأميركية كيف يمكن وضع آلية لإجراء فحص شامل تحت إشراف المصارف العالمية واتحاد المصارف العربية، وتكون مختصة بالتحقق من العمليات المصرفية العربية، والتحقق من العملاء وتوفير المعلومات المطلوبة عنهم، وتعتمد عليها المصارف الأميركية، بدلا من أن يقوم كل بنك بإجراء عملية الفحص لكل عملية مصرفية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الحوكمة الجيدة، والالتزام بالمعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب».
وأوضح رئيس اتحاد المصارف العربية أن المصرف الأميركي عند تعامله مع أي مصرف عربي بغض النظر عن قيمة النشاط والعمليات التجارية يقوم بإجراءات للتحقق وتطبيق إجراءات اعرف عميلك (الفاتكا) وقوانين مكافحة تبييض الأموال. وتتعرض المصارف الأميركية لتكلفة عالية لإجراء هذه العمليات.
وقال رئيس اتحاد المصارف العربية: «التشريعات والقوانين الأميركية فرضت قيودا كبيرة، وكان تأثيرها بشكل أكبر على البنوك الصغيرة، فقد أغلقت بنوك أميركية حسابات مصرفية عربية كثيرة، ورفضت عمليات مصرفية مع بنوك المراسلة نتيجة ارتفاع تكلفة التحقق من العميل التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية، والتي تفرض متابعة وتدقيق جميع العمليات المصرفية والودائع، والتحقق من سلامتها وتوافقها مع قوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ودفعت تلك التشريعات المصارف لتفضيل إنهاء العمل مع المصارف الصغيرة».
أضاف بركات: «إننا نسعى خلال المؤتمر الذي يقام في نيويورك في ضيافة (بنك أوف أميركا) إلى تقريب وجهات النظر بين المصارف العربية والأميركية لوضع حلول، لأن البنوك بطبيعتها ملتزمة بالإجراءات والقواعد المحلية والعالمية ولديها إجراءات احترازية صارمة تحت إشراف البنوك المركزية، وكلما زادت القيود الأميركية المفروضة كان تأثيرها أكبر على قدرة البنوك الصغيرة على العمل».
وأشار رئيس اتحاد المصارف العربية إلى التناقض بين السعي لتطبيق الشمول المالي وتقليص الاقتصاد الرمادي، بحيث تتم كل المعاملات التجارية عبر المصارف، وبين فرض مزيد من القيود والضغوط على المصارف بما يدفع للتعامل مع البيوت المالية وبنوك الظل. وأضاف: «لدينا 300 مصرف عربي في الاتحاد وسيكون لدينا فرصة جيدة لتبادل الآراء مع المصارف الأميركية وتأكيد التزام المصارف العربية بالإجراءات الدولية ووضع تصور لمستقبل البنوك المراسلة ضمن برنامج فعال لمكافحة غسل الأموال».
ومن المقرر أن تعقد القمة المصرفية العربية الأميركية يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين في نيويورك ويشارك فيها وفود من المصارف العربية وممثلي القطاعين العام والخاص والسلطات التشريعية والرقابية، كما يشارك من الجانب الأميركي نائب الرئيس التنفيذي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركية توماس باكستر، ونائب وزير الخزانة الأميركية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب دانيال غليزر، ورئيسة وحدة مكافحة غسل الأموال في صندوق النقد الدولي بان ليو، ومدير وحدة التخطيط الاستراتيجي لمكافحة غسل الأموال بوزارة الخزانة الأميركية أميري كوبار.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».