مصري يطرح في «مسك» تقنيات جديدة للإنذار المبكر ودرء الكوارث

المخترع المصري مصطفى موسى (الشرق الأوسط)
المخترع المصري مصطفى موسى (الشرق الأوسط)
TT

مصري يطرح في «مسك» تقنيات جديدة للإنذار المبكر ودرء الكوارث

المخترع المصري مصطفى موسى (الشرق الأوسط)
المخترع المصري مصطفى موسى (الشرق الأوسط)

الدكتور مصطفى موسى مخترع مصري، وحاصل على دكتوراه الفلسفة بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في تخصص هندسة الكهرباء، وأحد مؤسسي «شركة سديم العالمية»، التي تعدّ إحدى الشركات الناشئة، تحت مظلة «كاوست»، طرح في «منتدى مسك العالمي» حلولاً لتفادي آثار الكوارث، من خلال مشروعه الذي عمل عليه ضمن فريق مكوّن من 4 باحثين بالجامعة.
وقال موسى لـ«الشرق الأوسط»: «اخترعنا تقنيات لاستشعار كوارث السيول، بحيث نتمكن من معرفة منسوب المياه قبل وقوع الكارثة الطبيعية، وطبيعة وقوعها وتأثيرها، عن طريق النماذج التي كونّاها من خلال دراستنا وأبحاثنا، بحيث تمكننا من إطلاق إنذار مبكر في فترة تتراوح بين نصف ساعة و6 ساعات، بناء على البيانات الحقيقية المرتبطة بسرعة تدفق المياه والسيول، وارتفاع منسوب المياه». ولفت موسى، وهو شريك مؤسس ومستشار معتمد للشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى أن ذلك يعدّ من الحلول التي توفرها «سديم»، مبيناً أنه «في الوقت نفسه تتم مراقبة حركة المرور، لأن التقنية التي تعمل على تطويرها (سديم) يمكنها أن تطلق استشعاراً ورصداً لحركة المرور وحركة السيول في آن معاً. وهذا الشيء ليس موجوداً على مستوى العالم، فقط يتوفر في (سديم)».
وأضاف موسى: «ألهمتنا الكوارث التي وقعت في مدينة جدة بغرب السعودية، فكرة مشروعنا، الذي تتطور إلى شركة ناشئة تحت اسم (سديم)، وهي عبارة عن شبكات استشعار لاسلكية معنية بمراقبة حركة السيول والمرور وجودة الهواء داخل المدن».
وتابع موسى: «الفكرة بدأت في عام 2009، بعد أن داهمت السيول مدينة جدة والمنطقة الغربية في السعودية بشكل عام... ألهمتنا كيفية المساهمة في درء هذه الكوارث وحفظ الأرواح والممتلكات لأولئك الذي يواجهون مثل هذه الكوارث الطبيعية، من خلال التقنيات الحديثة».
وقال موسى: «الفكرة أنه في حال وقوع كارثة طبيعية، فإن حركة المرور أيضاً ستكون سيئة جداً، الأمر الذي يتطلب توزيع المصادر والموارد المتاحة بشكل عملي، كأن نتبين أن هناك خطورة أكبر في مكان ما أكثر من غيره على سبيل المثال، ولذلك لا بد من اتخاذ القرار السليم في الوقت السليم ونوزع مصادرنا ونطلب سيارات المرور للوجود في المكان والوقت المناسبين، مع توفير البيانات والمعلومات التي تساعد في حفظ الأرواح والممتلكات من الكوارث الطبيعية».
وزاد: «(كاوست) تدخل حالياً مع (سديم) مستثمراً، وستدخل أيضاً (أرامكو) بوصفها أحد الشركاء الاستثماريين في المستقبل، حيث إننا مبادرون ومجهزون لأجهزتنا وأدواتنا في مشروع تجريبي مع أمانة جدة، في مناطق الكوارث في جدة، ونعمل حالياً على توسيع المشروع».
وأوضح أن فريق «سديم» موجود في 9 مدن في 4 بلدان مختلفة، منها جدة والرياض والطائف والمدينة المنورة بجانب جهات أخرى مختلفة، منها الأمانات في المملكة، بالإضافة إلى وجود «سديم» في إمارة رأس الخيمة في الإمارات مع وزارة التنمية والبنية التحتية، وكذلك في مدينة المكسيك بالتعاون مع إدارة المياه هناك، بالإضافة إلى مدينة أوستن في تكساس، مع وزارة النقل هناك.
- «مسك العالمي» يتوج الأوائل في كأس العالم لريادة الأعمال
> حققت شركة كندية المركز الأول في قائمة أفضل الشركات الناشئة في العالم، ضمن التصفيات النهائية لـ«كأس العالم لريادة الأعمال»، وحصلت على 500 ألف دولار أميركي.
ونالت شركة «NERv technology»، لصاحبها عمرو عبد الجواد الجائزة لتطويرها جهازاً يحد من مضاعفات العمليات الجراحية، حيث يساعد الجهاز الأطباء بتدارك المضاعفات أثناء العمليات عن طريق المعلومات التي يسجلها.
وجاء تحقيق شركة «koniku inc» للمبتكر أورشيورنويا أجابي، من الولايات المتحدة، وهو ما وصفته لجنة التحكيم بأنه «صاحب الهمة العالية في تقديم أفضل صحة للجميع، عبر جهاز يقيس مدى التطور الصحي»، وحصل الأميركي على جائزة المركز الثاني ومبلغ مالي بقيمة 250 ألف دولار.
وحققت شركة سعودية ناشئة المركز الثالث في قائمة «أفضل الشركات الناشئة في العالم»، ضمن التصفيات النهائية لـ«كأس العالم لريادة الأعمال».
وحققت «مزارع البحر الأحمر» الناشئة من «كاوست»، وصاحبها مارك تيستر، على المركز الثالث، وأوجدت، بجمعها بين الهندسة وعلم النبات، حلولاً لزراعة محاصيل تتحمل المياه المالحة في دفيئات مبردة تستخدم المياه المالحة، التي تشكل ما نسبته 80 - 90 في المائة من المياه المستخدمة، مما يحد بشدة من البصمة المائية والكربونية لإنتاج الغذاء. بينما حققت شركة أرجنتينية، المركز الرابع، لصاحبها المتسابق، أوغستو كليمنت، بأداة مبتكرة في تحسين تجربة التسوق باستخدام التقنية، وحصل على مبلغ المركز الرابع و50 ألف دولار، بينما فاز بالمركز الخامس المتسابق الهندي شيتان ميني، بمشروع عالمي يقدم بنية تحتية للطاقة لتسريع استخدام المركبات الكهربائية.


مقالات ذات صلة

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

يوميات الشرق تأتي مشاركة «مسك» في «دافوس» لتوفير منصة عالمية للحوار بين القادة والشباب (مسك)

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

تشارك مؤسسة «مسك» في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس السويسرية خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير، تحت شعار «فكّر وأثّر: ضاعف أثرك».

محمد هلال (دافوس)
يوميات الشرق يعدّ المنتدى فرصة فريدة للالتقاء بالشباب والقادة وصناع القرار

منتدى مسك العالمي... ملتقى الشباب العالمي لمناقشة القضايا المهمة وتحقيق التغيير

شهد اليوم الثاني من منتدى مسك العالمي، التقاء مجموعة متنوعة من الرواد الشباب، وامتلأت القاعات بالحوارات والأفكار الملهمة، التي تناقش قضايا متنوعة.

محمد هلال (الرياض)
يوميات الشرق يقدم المسرح التجارب الملهمة للمتحدثين (مسك)

«منتدى مسك» يجمع القادة بالشباب لمناقشة المستقبل

انطلقت، الأربعاء، النسخة السابعة لمنتدى مسك العالمي تحت شعار «فكّر وأثّر».

محمد هلال (الرياض)
رياضة سعودية «غريندايزر» أشهر الرسوم المتحركة في الوطن العربي (مانجا)

«مانجا للإنتاج» تطلق لعبة «غريندايزر... وليمة الذئاب»

أعلنت شركة «مانجا للإنتاج» التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) بالتعاون مع شركة «مايكرويدز» الفرنسية، موعد إطلاق لعبتها الجديدة مغامرات الفضاء «غريندايزر... وليم

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يتمتع مركز «عِلمي» بتصاميم عمرانية فريدة ومُستدامة ومستوحاة من بيئة وطبيعة السعودية (واس)

سارة بنت مشهور تُطلق مركزاً لاكتشاف العلوم والابتكار بالرياض

أعلنت حرم ولي العهد السعودي، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة «عِلمي»، عن خُطط إطلاق مركز «عِلمي» لاكتشاف العلوم والابتكار، في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».