تستعد الحكومة الإيطالية لاتخاذ تدابير عاجلة، بما فيها إعلان حالة الطوارئ في مدينة البندقية، بسبب ارتفاع منسوب المياه بشكل يهدد مبانيها التاريخية وبنيتها التحتية.
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد استفاق أهالي البندقية على أصوات صفارات إنذار تحذر من احتمال تخطي ارتفاع المياه 130 سنتيمتراً، ما يكفي لإعادة المياه المالحة القذرة إلى الوسط التراثي، للمدينة المدرجة على لوائح منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).
والثلاثاء بلغ ارتفاع المياه مستوى غير مسبوق منذ خمسين سنة في المدينة الإيطالية التاريخية؛ حيث وصل إلى 1.87 متر.
وبينما كانت السلطات تستعد لتقييم حجم الأضرار التي لحقت بالكنوز الثقافية للمدينة، مثل كاتدرائية القديس ماركو، التي اجتاحت المياه سراديبها، اختار الأهالي مواجهة الوضع.
وقال ستيفانو غابانوتو (54 عاماً) رداً على سؤال حول ما يجعله يفتح كشكه لبيع الصحف، علماً بأنه سيضطر لإغلاقه قريباً: «إنه باب رزقي، ماذا يمكنني أن أفعل!».
وأضاف أنه سيواصل بيع الأحذية البلاستيكية الملونة الموضوعة في صناديق في الخارج، حتى عندما يغلق الكشك.
وتحت قناطر قصر دوكال التاريخي، وقف زوجان من هونغ كونغ لالتقاط الصور والفيديو تحت أشعة شمس الصباح البارد.
وقال جاي وونغ (34 عاماً)، إن الرحلة «كان مخططاً لها منذ وقت طويل، لذا لم نتمكن من تغييرها». وأقر بأن عروسه سابرينا لي «تبدو غير متحمسة». وأضاف: «في الحقيقة إنها تجربة جيدة (...) مغامرة».
والأربعاء وصف جوزيبي كونتي الذي يتوقع أن تعلن حكومته حالة الطوارئ، فيضان المياه بأنه «ضربة لقلب بلدنا».
وقدر رئيس البلدية لويجي برونيارو قيمة الأضرار بمئات ملايين الدولارات (أو اليوروهات) بينما بقي كثير من المتاحف مغلقاً أمام الزوار.
وتسبب ارتفاع مستوى المياه الثلاثاء في إغراق نحو 80 في المائة من المدينة، وفق مسؤولين.
وفقط مرة واحدة منذ بدء تسجيل المستويات في 1923، تخطت المياه ذلك المستوى لتصل إلى 1.94 متر في 1966.
يبلغ عدد سكان البندقية 50 ألف نسمة فقط؛ لكنها تستقبل ما مجموعه 36 مليون زائر كل عام. ولا يزال مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى حماية المدينة، قيد التنفيذ منذ 2003؛ لكن تعرقله الكلفة المرتفعة وفضائح فساد وتأخر المهل.
وقالت وزيرة النقل باولا دي ميكيلي لإذاعة «راديو كابيتال»: «هذا الحل الهندسي الذي ستبلغ كلفته نحو 6 مليارات يورو يجب أن يقوم بالعمل».
ويتضمن المشروع بناء 78 بوابة يمكن رفعها لحماية بحيرة البندقية عند ارتفاع المياه؛ لكن محاولة أجريت مؤخراً لاختبار أجزاء من الحاجز، أحدثت ارتجاجات أثارت قلقاً، بينما اكتشف المهندسون أن الصدأ لحق بأجزاء منه.
البندقية تستعد لارتفاع جديد لمستوى المياه ولإعلان حالة الكوارث الطبيعية
البندقية تستعد لارتفاع جديد لمستوى المياه ولإعلان حالة الكوارث الطبيعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة