إردوغان يعيد لترمب رسالته التي حذره فيها من التصرف كـ«أحمق»

رغم إعلانه سابقا رميها في سلة المهملات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي بالأمس (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي بالأمس (إ.ب.أ)
TT

إردوغان يعيد لترمب رسالته التي حذره فيها من التصرف كـ«أحمق»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي بالأمس (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي بالأمس (إ.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مساء أمس (الأربعاء) إنه أعاد شخصياً للرئيس الأميركي دونالد ترمب رسالته التي أرسلها إليه الشهر الماضي، وحذره فيها من شن أي هجوم على شمال سوريا قائلاً له «لا تكن أحمق».
وشهد المؤتمر الصحفي الذي جمع ترمب بإردوغان في البيت الأبيض سؤالا من أحد الصحفيين للرئيس التركي حول الرسالة الشهيرة ليجيبه إردوغان باقتضاب شديد، خصوصا أن إردوغان سبق له إعلان رمي الرسالة في «سلة المهملات» خلال تصريحات سابقة لوسائل الإعلام الدولية والمحلية.
وكان ترمب قد كتب في الرسالة المؤرخة في 9 أكتوبر (تشرين الأول): «دعنا نتوصل إلى اتفاق جيد. أنت لا تريد بأن تكون مسؤولاً عن ذبح الآلاف من الناس، وأنا لا أريد أن أكون مسؤولاً عن تدمير الاقتصاد التركي... وسأفعل ذلك». وتابع: «سوف ينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا قمت بذلك بطريقة صحيحة وإنسانية، وسوف ينظر إليك إلى الأبد كشيطان إذا لم تحدث الأمور الجيدة».
وختم ترمب رسالته إلى إردوغان بالقول: «لا تكن رجلاً متصلباً. لا تكن أحمق»، مضيفاً: «سوف أتصل بك لاحقاً».
ولم يعلق ترمب خلال المؤتمر الصحافي بالأمس على تصريح إردوغان بشأن إعادة الرسالة.
وخلال المؤتمر، أكد إردوغان أيضاً أنه طلب من الرئيس الأميركي التوقف عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال إردوغان: «يمكن لتركيا والولايات المتحدة العمل سوياً للقضاء على «داعش» وإحلال السلام في سوريا. الشريك الأكثر فعالية للولايات المتحدة في المنطقة للقيام بهذه المهمة هو تركيا».
بالإضافة إلى ذلك، أعرب إردوغان عن استيائه بعد تصويت مجلس النواب الأميركي في نهاية أكتوبر على نص يعترف بـ«إبادة» الأرمن في ظل السلطنة العثمانية، وهو توصيف ترفضه تركيا.
ولام إردوغان كذلك على الولايات المتحدة رفضها تسليم رجل الدين التركي، فتح الله غولن الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا، والذي يتهمه الرئيس التركي بتدبير الانقلاب العسكري ضدّه في صيف 2016.
وأثارت زيارة إردوغان لواشنطن، والتي بدأت أمس غضب العديد من أعضاء الكونغرس من ديمقراطيين وجمهوريين على السواء، بسبب موقفهم المعارض لهجومه على سوريا.
يذكر أن زيارة إردوغان الأخيرة إلى واشنطن في مايو (أيار) 2017 كانت قد شهدت مواجهات عنيفة بين جهاز حراسته ومتظاهرين مؤيدين للأكراد أمام مقر السفير التركي في واشنطن.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.