مواجهة حادة بين نتنياهو والنواب العرب على خلفية التوتر في غزة

اتهمهم بمناصرة الإرهاب وردوا بأن {عائلاتنا تتعرض للتهديد بسببك}

جندي إسرائيلي يسارع إلى مظاهرة احتجاجية لفلسطينيين في بيت لحم أمس (رويترز)
جندي إسرائيلي يسارع إلى مظاهرة احتجاجية لفلسطينيين في بيت لحم أمس (رويترز)
TT

مواجهة حادة بين نتنياهو والنواب العرب على خلفية التوتر في غزة

جندي إسرائيلي يسارع إلى مظاهرة احتجاجية لفلسطينيين في بيت لحم أمس (رويترز)
جندي إسرائيلي يسارع إلى مظاهرة احتجاجية لفلسطينيين في بيت لحم أمس (رويترز)

شهدت الهيئة العامة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، مواجهة حادة بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وبين أعضاء الكنيست العرب من «القائمة المشتركة»، وذلك على خلفية قيام مظاهرة في تل أبيب ضده وضد اغتيال زعيم الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بهاء أبو العطا، وما تبعها من صدامات حربية. وقد أسفر الصدام عن إخراج النائب أحمد الطيبي، رئيس الكتلة عن الجلسة ومغادرة بقية النواب العرب احتجاجا.
وكانت مكونات «القائمة المشتركة» (أربعة أحزاب عربية وطنية) قد عبرت عن رفضها الاغتيال والعمليات الحربية بمختلف الأشكال، من خلال مظاهرات وبيانات وتصريحات للإعلام. وخرجت مظاهرة في تل أبيب، الليلة قبل الماضية، تحت شعار «أولاد غزة العرب وأولاد سدروت اليهود لا يريدون حربا بل يريدون السلام».
وبادرت إلى المظاهرة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. وتكلمت فيها النائبة عايدة توما سليمان، فدعت الإسرائيليين إلى عدم تصديق ما يقال له. لا تدعوا نتنياهو يضللكم، «إنه لا يريد الخير لكم. يريد فقط الأمان لمنصبه كرئيس حكومة. في سبيل ذلك لا يتردد بأي وسيلة. يدوس الجثث. وأولئك الذين سارعوا لتأييد الاغتيال يسيرون كالغنم وراءه، لا يدركون أنهم بهذا التصرف وأنهم يقووا نتانياهو ويبعدهم عن الحكم». وقالت إن الاغتيالات السياسية هي جرائم حرب ينبغي على من يقوم بها أن يدفع الثمن.
وقد استغل نتنياهو هذه المظاهرة ليهاجم النواب العرب ويؤجج العداء القائم لهم في الشارع الإسرائيلي، وغرضه في ذلك تخويف بيني غانتس، رئيس «كحول لفان»، من تشكيل حكومة أقلية تستند على أصوات نواب القائمة المشتركة من خارج الائتلاف.
وكان نتنياهو قد حضر للكنيست لكي يدلي ببيان الحكومة عن التوتر الحربي على الحدود مع قطاع غزة واحتمالات توسعها إلى ما هو أكبر. وبعد الانتهاء من الإدلاء بالإعلان الرسمي، طلب أن يضيف بعض الجمل، فقال وهو يوجه كلماته إلى النواب العرب: «لقد تلقيت عدة طلبات من جهاز الأمن للقيام بعمليات لكنني لم أصادق عليها. فقد فحصنا احتمالات إصابة أشخاص أبرياء غير متورطين في العداء لنا، ومرة تلو الأخرى بما في ذلك في الأشهر الأخيرة بما في ذلك في الأسابيع الأخيرة لم أصادق على أي عملية، وذلك لأننا نريد أن نقلص إلى الحد الأدنى الإصابات في صفوف الأبرياء. هذا الأمر مختلف بشكل جوهري عما يقوم به الإرهابيون، الذين يجدون من يدافع عنهم هنا في الكنيست. إنهم يقومون بشكل متعمد ومع سبق الإصرار بتوجيه ضرباتهم للمواطنين، ويتعمدون توجيه صواريخهم إلى الأحياء السكنية».
وتوجه نتنياهو إلى أحمد الطيبي مباشرة، وقال له: «أمس سمعت عن مظاهرة لكم ظهرت فيها عضو الكنيست (عايدة توما)، وطلبت إدانتنا كمجرمي حرب». ورد عضو الكنيست أحمد الطيبي وهو يصرخ باتجاه نتنياهو: «أنت تكذب من دون خجل، أنت تحرض، أنت كاذب، بسببك عائلتي وغيرها من عائلات النواب المعارضين تتلقى التهديدات».
وعلى أثر ذلك أبعد عضو الكنيست أحمد الطيبي من الهيئة العامة، واحتجاجا على ذلك خرج جميع أعضاء القائمة المشتركة وهم يرددون «الحرب على غزة هي حرب مفاوضات ائتلافية على تشكيل الحكومة»، و«الحملة العسكرية لإنقاذ نتنياهو».
وعندها خلت الساحة لنتنياهو ليتكلم من دون مقاطعة، قائلا: «أعتقد أن الوقت قد حان لقول الحقيقة أيضا بخصوص ما نقوم به وأيضا بخصوص ما يروجون عنا وما نفعل. نحن نقوم بكل الجهود الممكنة من أجل الامتناع عن إلحاق الأذى بغير المتورطين وبالأبرياء. نحن نقوم بجهود لا يقوم بها أي جيش في العالم. نحن نحاول توجيه ضربات جراحية لا مثيل لها، وقد أثبتنا ذلك في الأمس. العملية العسكرية في قطاع غزة أول من أمس هي عملية سوف تدرس ويدرسونها في جيوش العالم في محاولة لفهم التمييز بين الأبرياء وبين المتورطين. وأعتقد أنه في حال تشويه هذا التمييز، بسبب وجود إصابات من حين لآخر في صفوف غير المتورطين، فإن ذلك عمليا سوف يتسبب بقلب فكرة قوانين الحرب رأسا على عقب، لأنه عندها لا يمكن العمل ضد الإرهابيين، وهم سيختبئون دائما خلف الأبرياء بطريقة لا نستطيع فيها أبدا محاربتهم».
وأضاف نتنياهو «للأسف فإن ما يقوم به قسم من أعضاء الكنيست هنا، هو أمر غير معقول». واقتبس جملة من رسالة كان أعضاء الكنيست من كتلة العربية للتغيير - الموحدة قد بعثوا بها إلى المستشار القضائي خلال عدوان سابق على قطاع غزة، عملية «الجرف الصامد» سنة 2014، وطلبوا من خلالها فتح تحقيق رسمي ضد نتنياهو، ووزير دفاعه في حينه، موشيه يعالون وقائد هيئة أركان الجيش في حينه، بيني غانتس، بدعوى «تنفيذ جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة. للأسف فإن هذا الأمر يتكرر ويعود على نفسه من قبل عدة جهات. يوجد هنا ظلم مضاعف، أيضا بحق جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وقادته، والأمر الثاني هو تقويض الدعائم الإنسانية التي يجب على الإنسانية جمعاء أن تلتف حولها من أجل محاربة الجهات الإرهابية».
وكان النائب أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة» قد كتب على حسابه في «تويتر»، قائلا إنه يدين جريمة الاغتيال قادها نتنياهو شخصياً، وهاجم أيضا رئيس الحكومة المكلف، بيني غانتس: «الذي يسابق اليمين بهرولته «الأمنية»، وهو أكثر من يدرك أن الأمن الحقيقي لن يكون إلا برفع الحصار عن غزة وإنهاء الاحتلال عن الشعب الفلسطيني». وقال عودة: «هذه الحكومة تكذب على مواطنيها، فمنذ الصباح مئات الصواريخ توجه لجنوب البلاد والمركز، وبوقاحة تعتبر عملياتها أمنية. أمنية لمن؟ فقط لكرسي نتنياهو».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.